إضراب المعلمين .. معركة طبقية وليس مطلبية ..


عدم التعاطي والأستجابة لمطالب المعلمين وسرقة مدخراتهم وتهديدهم بالفصل والملاحقة مؤشرات لا تتعلق بعدم وجود موازنه مالية كما يدعون ، ونحن نتحدث عن مبلغ قد لا يتجاوز ال40 مليون سنوي مقابل 2 مليار متوسط تزداد فيه المديونية كل عام بسبب الفساد والتطاول على المال العام والترهل .، ولكنها سياسة موجهة لمحاربة غالبية ابناء الوطن من الطلبة والمعلمين وأسرهم عبر تدمير التعليم لدى تلك الطبقة وحرمانهم من التعليم من خلال سياسات الدولة وتعاطيها مع التعليم كمهمة ثانوية ليست أساسية تراجع اهتمامها به منذ عقود ..

ابناء الطبقات الغنية من وزراء وتجار ورجالات دولة في المدارس الخاصة فقط هم من يلقون الرعاية والاهتمام والدعم كي يستمر مسلسل التوريث السياسي والطبفي ،فيما تعاني بقية مدارس الوطن التي ينتمي اليها الغالبية العظمى من ابناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة من تحديات وصعوبات تحول دون تقدمهم ومواصلة علومهم من خلال عدة وسائل أهمها محاربة المعلم وتهميش دوره وصولا الى تخفيض دافعيته نحو التعليم والنتيجة ارتفاع نسبة الأمية في جميع مدارس الحكومة التي يلتحق بها ابناء تلك الطبقات الفقيرة والمتوسطة ،ووجود عشرات المدارس التي لم ينجح فيها أحد في امتحان الثانوية العامه .،ومن ينجح منهم لايستطيع اكمال دراسته العليا التي ترتفع رسومها كل عام والطالب الفقير هو المتضرر منها دوما ،واسألوا الجامعات عن عدد الطلبة الذين غادروا الجامعات بسبب قلة الحيلة وضعف الحال ..

المعلمون في المدارس الحكومية غالبيتهم من ابناء تلك الطبقات الفقيرة والمتوسطة والذين آثر الكثير منهم رفض الالتحاق بمدارس خاصة رغم العروض التي تنهال عليهم ، ورغم الحاجة لهم في دول خليجية ، يجاهدون من أجل تربية وتعليم ابناء طبقتهم الفقيرة وحتى المتوسطة التي تعرضت عبر عقود الى سياسات التهميش والظلم والتجويع والتجهيل ..

لا تعتقدوا للحظة واحدة أن الدولة الأردنية تهتم بوقف الإضراب ، فهي تسعى لاستمراره بالمماطلة ورفض الاعتراف بحقوق المعلم كي تنتشر الفوضى ويخرب التعليم والمتضرر هو الطالب الفقير والمعلم الفقير والأسرة الفقيرة ..
إ

ضراب المعلمين هو انتصار للطلبة الفقراء وابناء الطبقات المستورة لأنهم هم من يدرسون في تلك المدارس ، فحصول المعلم على حقوقه سيمنح المعلم الدافعية والرغبة بمنح الطالب حقه الكامل في التدريس والمتابعة والتحصيل والتفوق طالما أنه يشعر بالرضا،وعلى المجتمع أن يسعى جاهدا لتحقيق الرضا لدى المعلم ويقف الى جانبه كي ينعكس على تحصيل وتفوق ابنائه ،ولا تستمعوا للمنافقين ممن يزيد غالبية دخولهم على 14 الف دينار شهري و40 الف من الكتاب والوزراء والإعلاميين والنواب الذين يقاتلون المعلم شر قتال ، وأما البقية ممن يقاتلون المعلم في إضرابه فهم جهلة لايعلمون بما يخطط له فلا يلاموا لجهلهم ..

الإضراب هو معركة طبقية قبل أن تكون حقوقية ومطلبية ، لأن المستهدف هو الطالب المنتمي للطبقة الفقيرة والمتوسطة "هذا إن بقي طبقة متوسطة أصلا " وليس المعلم في الدرجة الأولى ، والدولة غير عاجزة عن تلبية مطالب المعلمين ،لكنها تماطل كي تنفذ الخطة وترتفع اعداد الأميين في الوطن والدليل عدم وجود كتب حتى ألان لطلبة الصفوف الأولى الثلاثة التي لازالت كما يقولون في المطابع ..!!!فيما بدأت الدراسة في المدارس الخاصة المرفهة منذ اليوم الأول !!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات