أين الرأي الآخر يا إدارة التلفزيون .. ؟!


من غير المهنية أن يستضيف التلفزيون الأردني وزير التربية والتعليم في حديث مطوّل عن إضراب المعلمين، لم يُبقِ فيه ولم يذر، في غياب رأي الجانب الآخر وهو نقابة المعلمين التي نفّذت الإضراب ولا تزال تصرّ عليه، فقد استمعنا، في ذروة وقت مشاهدة التلفزيون الأردني، إلى وجهة نظر أحد طرفي الأزمة، قدّمها باستفاضة بالغة، ولم نستمع لوجهة نظر الطرف الآخر، وهو ما يضع علامة تعجب كبيرة على قرار تغييبه..!

كنت أتوقّع أن أشاهد طرفي الأزمة يتحدّثان، وزير التربية والتعليم ممثلاً للحكومة ورأيها، ونقيب المعلمين ممثلاً لوجهة نظر النقابة، إضافة إلى الطرف الوسيط وهو رئيس لجنة التربية النيابية، لكن تفرّد الوزير في الإطلالة عبر شاشتنا الوطنية، لم يعطِ المشاهد والمستمع رؤية واضحة شاملة عن الأزمة وحدود مسؤولية كل طرف، وعلى الرغم من بعض عبارات التهديد غير المباشرة التي صدرت عن الوزير ومع تفرّده بالحديث، إلاّ أن الحكومة ظهرت كطرف ضعيف مستجدٍ أكثر منها قويّة ذات سلطة وسيادة، فيما أظهر حديث الوزير النقابة كطرف متجبّر، وتملك كل أدوات السلطة والضغط لِلَيّ ذراع الحكومة وإرغامها على الأنصياع لمطالبها..!!

أعتقد ان التلفزيون الأردني أخطأ باستضافة الوزير وحده، على الرغم من جزالة حديثه وفصاحة لسانه، وإعداده الجيد لمثل هذه المقابلة، وقد شعرنا بالألم الذي يعتصره بسبب الإضراب.. لكن ذلك كله لم يكن كافياً، ولم يسعف لإقناع الرأي العام برأي دون آخر والوصول إلى حقيقة الأزمة وأسبابها، وكان الأجدر بالتلفزيون أن يجمع الطرفين على ذات الطاولة وأن يحاورهما بكل شفافية وصراحة، بحضور الطرف الوسيط، ولْيُقدّم كل طرف حُججه أمام الناس، وعلى الناس أن يحكموا..!
ديمقراطية الإعلام هي الأساس، ولا يستطيع إعلامي أو مؤسسة إعلامية أن تسبر قناعات الناس بمهنيتها إلاّ إذا مارست عملها الإعلامي بحياد، وأفسحت الفرصة أمام الرأي والرأي الآخر، ولا يُضيرها أن تكون ذات ميول إلى هذا الرأي دون ذاك.. لكن المهم هو أن تُقدّم الآراء المختلفة للمشاهد، تاركةً له الخيار والحكم.

قد يظهر أحدُنا على الإعلام ويقول كل ما لديه في قضية ما، زاعماً أنه يقول الحقيقة، ولا شيء غيرها، فإذا لم يكن على الجانب المقابل منْ يقول شيئاً، ضاعت الحقيقة.. وتشتّت الرأي العام، وفي أحيان أعطت مفعولاً عكسياً..!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات