الرأي في إضراب المعلمين


لا احد ينكر دور المعلم الحيوي والرئيس بتقدم الأمم والمجتمعات وقلنا بمقالات سابقة أن هناك نوعين من المهن لا ينبغي على الدولة والحكومات أن تتناسى ديمومة تطويرهما وتحسين أحوال القائمين عليهما وهما مهنة التعليم ومهنة الجندية .. وهذا لا يقلل من شأن المهن والوظائف الأخرى التي لا تقوم اصلاً إلا بهما , فالأول ينشئ الأجيال ويربيها ويعلمها والأخر يوفر البيئة والأمن المناسب والمطلوب لهدا الهدف السامي

وتحدثنا أيضاً على أن المتابع لمسيرة الوطن يلحظ أن تقدمه في كثير من النواحي تقدماً كما اسميه (تقدم دائري) وليس مستقيماً وهذا سببه الرئيس هو ترحيل الأزمات والوعود بعندما تأتي الظروف المواتية.. وهذا خطأ نشئ من خطيئة مفصلية لإحدى الحكومات التي عمدت إلى ما يسمى بإعادة هيكلة الرواتب للقطاع العام , فتصور أخي القارئ انه لو كانت زيادة واحدة لكل القطاعات في ذلك الوقت بــ100 دينار مثلاً لما حدث ما يحدث ولكان الجميع مبسوطاً إن لم يكن شاكراً وقد حذرت من ذلك وأشرت إليه في إحدى مقالاتي لكن لا حول ولا قوة إلا بالله .

مع علمنا المسبق وغالب ظننا أن هذه الظروف الموعودين فيها لن تأتي بل يجب على الأفراد والمجتمعات أن تتكيف مع الموجود منها وبناءاً عليه تتقدم الشعوب والأمم بالمتاح بدون ترحيل ووعود وهذا هو ديدن الحكومات السابقة للأسف ..

فأنا كمسؤول يجب أن أرى إضراب العام القادم للمعلمين أو غيرهم من فئات المجتمع قبل أن أعطي الحلول المؤقتة لهذا العام وان الوضع المالي والاقتصادي للدولة لا يسمح , لان من أتحدث إليه كمعلم هو ابن لهذا الوطن..بل هو الابن البكر له ..وهو أول من يعلم ويقدر ما حدث بالمسيرة من عثرات ومثالب الكل تأثر منها وبها وذلك لأسباب كثيرة ومتنوعة يصعب بسطها بهذا المختصر .

في المقابل وبلا أدنى شك فأن معلمنا يعرف تمام المعرفة أن هيبة الدولة والمحافظة عليها عند مستوى متوازن يلبي مصالح المواطن والقاطن ويدرأ المفاسد عن الوطن هو أول مصلحة وطنية عليا.. يجب أن لا نغامر ونقبل أفراداً أو جماعات أو حتى نقابات المساس بها .

وقناعتي الشخصية كما الكثير من أبناء الوطن أن لي يــد الدولة من أي جهة كانت لترضخ الدولة ممثلة بحكومتها لمطالبها وبغض النظر عن شرعية هذه المطالب من عدمها هو مفسدة عظيمة ستفتح علينا أبواباً كثيرة من جهات مختلفة ويجب وجوباً وفرض عين على كل معلم / معلمة درءها والقاعدة الشريعة تقول ( درء المفاسد أولى من جلب المنافع )

هذا بالظروف العادية للدولة والمجتمع فكيف يكون الحال بالظرف الاستثنائي... والمعلم يرى ما يحيط بالوطن وما يحدث بدول الإقليم من ظروف جلها استثنائي جداً .. هذا من البوابة الرئيسية للموضوع ...أما من الأبواب الفرعية فأن أخي المعلم يعلم تماماً إن إضرابه يتقاطع ويلبي رغبات البعض الفاسد الذي يتربص بهذه الدولة الآمنة والمستقرة بفضل الله ثم بفضل تلاحم أبنائها مع قيادتهم .

ومن الساحة الخلفية للقضية لا يخفى على إخوتي المعلمين ونقابتهم التي نجل ونحترم .. أن هناك زمرة من أبناء جلدتنا ممن يقدمون مصالحهم الشخصية والضيقة قد أدلو برأيهم بالموضوع وبما لا يتناسب مع مصلحة الدولة والأجيال القادمة .. فمن حاقد على الدولة والنظام برسالة خفية يقول فيها يا صاحب القرار أنا موجود .. إلى معارض لشخص رئيس الحكومة.. يقول الله لا يرد هالحكومة ورئيسها ...جاهلاً بغباء انه يلعب بالنار , فالفوضى ان وقعت لا سمح الله فهي لا تفرق بين أحداً كائناً من كان .

إخوتي المعلمين :

ها قد بدأت عملية تصحيح المسار بالعملية التربوية ككل ولا أدل من النتائج الحقيقية للتوجيهي وها قد بدئنا المشوار لإعادة هيبة المعلم والاهتمام بمهنة التعليم ومنكم تعلمنا الصبر على الشدائد بالرغم أنها ليست من نتاج أيديكم فنحن نعلم هذا ولكنه واقع صعب نعيشه بهذه الأيام ويجب ان نتكيف معه وان تكون مصلحة أبنائنا وأجيالنا هي جل اهتمامكم فليس من العقل ان يطلب من المشلول ان يركض أو من الأعمى ان يقرأ , وها هي اليوم والله الذي لا اله إلا هو ابنتي الصغيرة ملك تطلبني ان اشتري لها الدفاتر والقرطاسية اللازمة فلا تحرموها ومئات الآلاف من الطلبة من ظلتكم البهية عليهم وباقي الأمور بقليل من الصبر مقدور عليها ان شاء الله

وأخيراً ..وكما أنني ليس مع الإضراب لما أوضحت... فأنا ايضاً ليس مع إضراب الحكومة بتحقيق ما يمكن من طلباتكم ..والله المستعان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات