ادهم غرايبة يكتب: السنيد بلا سند !


خاص بـجراسا - كتب أدهم غرايبة - لمحمد السنيد بعض الفضل في حالة الوعي الاجتماعي التي تشكلت و مازلت قيد التطور في بلدنا .

ابن ذيبان المهمشة و المهشمة معا بسبب مخرجات الفساد المنظم أحد القلة الذين كسروا حاجز البلاده و قرروا ان يهزموا خوفهم فقرروا شكلا جديدا من الاحتجاجات العمالية تمثلت بسلسة من الاعتصامات بدأها هو و رهط قليل من زملاءه من عمال المياومة سرعان ما تحولت , بفضل صمودها و قوة تماسكها و شدة ايمانها بعدالة مطالبها , الى حركة احتجاج شعبي و عارم مطلع العام 2011 .

لمحمد السنيد كل الفضل في إنصاف الاف عمال المياومة , الرجل الذي لا يعرف التنظير الذي تمارسه نخب اليسار البائس و لا يعرف انتهازية " اللحى " تصرف كقائد بشكل عفوي و تلقائي تماما و استطاع لفت انظار الاعلام العالمي اليه .


نال نصيبا وافرا من الترهيب و نصيبا اكبر من الترغيب لكنه أبى الا ان يمضي لغايته متحليا بنفس طويل لا يعرفه كل السياسيين الاردنيين حتى حقق هدفه الذي ارتد بالنفع على العامة لا عليه !

تم تثبيت الالاف , ربما , من العمال فيما كوفئ هو , تحديدا , بالفصل !

اكثر من ذلك , قدم محمد السنيد نموذجا وطنيا دفع تشكيلات اجتماعية مختلفة للتشكل و الاعلان عن ذاتها . حراك المعلمين استفاد من درس محمد السنيد فكانت اللجنة الوطنية العليا للمعلمين , رحما الله , تخوض نضالها لإقرار نقابة المعلمين التي لم يكتفي السنيد بأن يكون نموذجا لنضالها بل كان احد النشطاء الذين شاركوا المعلمين نشاطاتهم برغم ان الموضوع لا يعنيه بحسابات المصلحة الذاتية التي تغزو عقول الناس !

السنيد ايضا كان مثالا يحتذى للعسكريين ايضا و كان سندا لهم و ممن يحشدون لبيانهم و نشاطاتهم .
السنيد , ذاته , مع ابناء ذيبان كانوا المبادرين لاطلاق الحراك الوطني شتاء العام 2011 من ذيبان التي انطلق من محطتها قطار الاحتجاجات الشعبية السلمية لاغلب مدن الاردن و قدموا نموذجا غير مسبوق تاركين تنظير سكراب اليسار و غرور النقابات خلف ظهورهم معلنين ظهور قوى وطنية غير تقليدية كان من الممكن ان تحقق تغيرا جذريا من خلالها لولا عوامل داخلية ليس هذا مقام شرحها و اسباب اخرى اقليمية .

لقبل ايام ذهب السنيد الى مؤسسة الاقراض الزراعي بحثا عن قرض يساعده على اقامة مشروع صغير يعيل اطفاله فقوبل بالرفض لاسباب ليس من المستبعد انها انتقامية بسبب نشاطاته الوطنية فخرج غاضبا يشتم لصوص البلد الذين افقروا الناس فالقي القبض عليه انتصارا لاشخاص يجب ان يكونوا هم في السجون ما لم نقل على حبال المشانق .

على الاثر تداعى نشطاء لاعتصام ينتصر له . المفاجاة الكبرى ان الرجل الذي انتصر لكل الناس و رفض بيع موقفة و ترفع عن مكاسب شخصية لم يحظى سوى ببضع مناصرين تستطيع تحمل تكلفة دعوتهم على العشاء !

اي زمن هذا ؟

اين عمال المياومة و عائلاتهم الذين يدينون بفضل السنيد عليهم ؟ اين المعلمون ؟ اين العسكر ؟ اين الاحزاب ؟

حسنا . لنفترض ان السنيد قد قرر تسخير الحراكات التي كان احد محركيها لمصالحه الخاصه , ماذا كنا سنقول عنه ؟!

كرنفال من التهم و الشتائم كانت ستوجه له حتى لو انه رضي بمنصب عام يخدم فيه بشرف .

هناك انفصام حقيقي يجعل من المجتمع الاردني تحديدا مخبرا خاصا لعلماء النفس في العالم كي يبحثوا في الجحود و الانفصام و الخطابات التناقضة التي يبناها الناس .

عموما , تهون مصيبتنا في الانتصار لمحمد السنيد امام فجيعة نكوصنا عن نصرة بلد نخسره امام اعيننا دونما اي حراك ,الاردن ذاته بلا سند !



تعليقات القراء

اردنية
من يقرا مقالك يعتقد بأنك تسرد السيرة الذاتيه لعمر المختار او صلاح الدين الأيوبي !!!! وانت تعدد إنجازاته العظيمة وبطولاته الخارقة !!!!
17-08-2014 11:53 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات