في السيرة النبوية العطرة لنا فيها الدروس والعظات ، كما أنها طريق ومنهج صحيح لمن أراد أن يسلك الطريق السليم ، ولقد عرفنا كيف وقف كفار قريش في وجه النبي (ص) وحاربوه كي يتوقف عن دعوة الناس لعبادة الله ، وقد مر عليه نماذج في الجاهلية مثل أبو جهل وأبو لهب وعبدالله بن سلول (كبير المنافقين)..... وآخرين ، فقد كانوا من أبناء مكة والمدينة ومنهم من يقرب النبي بالدم وبالنسب ، لكنهم حاولوا جاهدين النيل من سيد الخلق ومن رسالته السماوية كي يخفوا الحق وينشروا الباطل في ديارهم ، فعقدوا الاتفاقيات والصفقات مع غير العرب والمسلمين ليساندوهم ويعاونوهم على محاربة رسول الله ومن معه، لكن الله أراد أن يظهر الحق ويبطل الباطل ، فانقلبوا خاسئين.

واليوم تتكرر هذه الوقائع والأحداث من جديد ، ونرى صور طبق الأصل عن ما حدث سابقا ، فنرى شيوخ النفط وبعض حكام الخليج والرئيس المصري غير الشرعي الذي وضعه الغرب ليكون الجندي المدافع عن الكيان الصهيوني ، نراهم يضيّقون الخناق على أهل غزة الشرفاء ، من خلال إغلاق المعابر في وجوههم ، وإرسال الجواسيس على أنهم فريق طبي ومستشفى ميداني ، ولن تقف هنا أفعالهم بل استعدوا بدعم الكيان الصهيوني بالمال للتخلص من أبناء غزة ومطاردة أعضاء حركة حماس وأبطال عز الدين القسام على أنهم يساعدون في القضاء على الإرهاب والإرهابيين .

فيا أهل غزة الشرفاء ، لقد حوصر رسول الله في شعاب مكة من أبناء دمه ولحمه فصبر على الحصار ، فأرسل الله نصره أليه ، وانتم اليوم تحاصرون من أبناء القردة والخنازير بتأييد ومساعدة من بعض أبناء عروبتكم الجبناء ، فنقول لكم اصبروا، فكما انتصر من حوصر في شعاب مكة سينتصر من حوصر في غزة ، وكما دحر وهزم من كان في الجاهلية سيهزم من حاصركم.