الدعم الامريكي لاسرائيل! هل هو مصلحة فتنتهي ام عقيدة راسخة ؟!!!


عندما بدأ التغيير بالعالم العربي وراينا كيف ان انظمة كانت وثيقة الصلة وتربطها المصالح مع الولايات المتحدة قد انهارت بلا أي دعم امريكي ملحوظ , وشاهدنا ايضا كيف تناقلت وسائل الاعلام الامريكية رحيل تلك الانظمة , تبادر لبعض الكثيرين من مراقبي تلك التطورات ان مفاهيم التغيير ببعض البلدان كانت اقوى من ألتأثير الامريكي الغربي على بقاء تلك الانظمة , متناسين بذات الوقت ان كل ما حدث لم يكن ليتم لولا ارادة الولايات النتحدة بالمنطقة , وبالعودة لعواننا الرئيسي فان ما يربط امريكا والغرب باسرائيل مختلف تماما عما يحدد علاقاتهما بالمنطقة العربية , فقبل اكثر من ثلاثة عقود ماضية تقريبا كانت المصلحة الامريكية تستوجب دعم الجماعات المسلحة بافغانستان لمجابهة المد السوفيتي ان ذاك , وبعد اندحار الاحتلال الروسي تغير التعاطي مع تلك الجماعات حيث اعتبرتها امريكا بانها جماعات اصولية وارهابية , فالولايات المتحدة والغرب لايتعاملون مع الانظمة العربية والتيارات الاسلامية الا من خلال المصالح حيث تتحول تلك الجماعات والدول فيما بعد الى جماعات ارهابية او انظمة قمعية كما تفسر حسب راي المشرع الامريكي والغربي, الا ان العلاقة التي تربط امريكا باسرائيل من الصعب جدا ادراجها بذاك المنظور الذي تتعاطى به امريكا والغرب مع منطقتنا العربية والتيارات السياسية الموجوده به, فالحركة الصهيونية بعد عقد اجتماعها الاول عام (1897) وبحضور ممثلين يهود عن 15 دولة عبر العالم اسست لمنظومة اعلامية قوية وضعت من خلالها منافذ ومفاتيح راسخة سيطرت بها على الاعلام الغربي والامريكي على حد سواء , واسست لمفهوم المصلحة المشتركة بين قيام دولة اسرائيل والمصالح الامريكية الغربية بالشرق الاوسط , حتى ان المؤتمرات الصهيونية ركزت على الجانب العقائدي الذي يوضح ان قيام دولة اسرائيل هو تكريس لعقيدة الغرب وخاصة بالاهداف والارتباطات الدينية , وخير دليل على ذلك التأثير أن الرئيس "جيمي كارتر" أعلن صراحةً في خطاب له أمام الكنيست سنة 1979م أن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل هي علاقة دينية في الأساس، وكان مما قاله: "إن علاقة أمريكا بإسرائيل أكثر من علاقة خاصة، لقد كانت ولا تزال علاقة فريدة، وهي علاقة لا يمكن تقويضها؛ لأنها متأصَّلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأمريكي", وكذلك حين قام "رونالد ريجان" بزيارة المنظمة اليهودية أثناء حملته الانتخابية، "بناي برث" في واشنطن خطب قائلاً: "إن إسرائيل ليست أمة فقط، بل هي رمز؛ ففي دفاعنا عن حق إسرائيل في الوجود، إنما ندافع عن ذات القيم التي بُنيت على أساسها أمتنا" ,فالاعلام الصهيوني الراعي لدولة اسرائيل صور المنطقة العربية على مدار العقود الماضية بانها بؤرة الارهاب العالمي ومصدره الرئيسي الذي يهدد الامن والسلم العالمي وان اسرائيل باتت دولة مهددة بمنظومة من الدول لاتؤمن بالحرية والديموقراطية (اي ان اسرائيل هي واحة الديموقراطية بالمنطقة) , وكذلك فوجود اسرائيل قوية عسكريا واقتصاديا يشكل اسطولا حربيا بوجه المد الاسلامي المتطرف وحامي للمصالح الامريكية والغربية على حد سواء, ومما رسخ هذه الرسائل الاعلامية في الغرب وبالذت في الولايات المتحدة أن الشعب الأمريكي في معظمه شعب بروتستاني متدين يشترك في خلفيته الدينية إلى حد بعيد مع العقيدة اليهودية التلمودية، ويلعب الدين دورا أساسيا في الحياة السياسية وقد تفاقم هذا الدور مع وصول المحافظين الجدد إلى السلطة وهو عامل أساس ومحدد في العلاقة مع الصهاينة, ولهذا فان مبدأ المصالح المشتركة والتداخل في العقيدة لعبتا وما زالت تلعب العنصر المهم جدا للدعم الامريكي الغربي لدولة الكيان الصهيوني , فاذا مانتهت بيوم من الايام المصالح الاستراتيجية فان الارتباط العقائدي سيبقى هو المؤثر الراسخ على طبيعة هذه العلاقة ........والسلام



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات