جامعة الزرقاء صرح علمي وحضاري أردني متميز


تربض جامعة الزرقاء على ربوة من الأرض ، تصاقب سيف البادية الأردنية ، على الضفة الشرقية للطريق الدولي الذي يربط العاصمة الأردنية عمان بالجمهورية العربية السورية . وتشرف من ربوتها على مدينة الزرقاء ثاني مدن المملكة الأردنية الهاشمية سكانا . وهي بذلك تجمع بين مدنية الإنسان وأصالة المكان بمدلولهما الحضاري لا بالمعنى اللفظي للكلمة .

تبوأت هذه الجامعة الفتية مكانة عليّة بين الجامعات الأردنية الممتدة على امتداد فضاءات الوطن ، بل بزت الكثير من جامعاتنا الحكومية والخاصة ، تعليما وانضباطا، ومدنية بين طلبتها ونوعية هيئتها التدريسية . تشعر عندما تدخل بوابتها الرئيسة من ركنها الغربي، براحة النفس ، وهيبة المكان، حين تستقبلك مكتبتها الشامخة وباحتها الرحبة بنافورتيها وأحواضها النظيفة الخضرة ، ما أن تحط قدميك فيها زائرا، أو باحثا عن المعرفة في مكتبتها التي تزخر بكم ثر من أمهات المصادر التاريخية والأدبية العربية والإسلامية والأجنبية . قد تغني الباحث في حقول المعرفة عن كثير من مكتبات جامعاتنا الأخرى.

تتميز هذه المكتبة بتكييف لكافة قاعاتها ، تدفع عن روادها حمارّة القيظ ، وقر الشتاء ، وتضفي على الجالس بين أروقتها راحة النفس ، ونشوة البحث ، الذي لا يجده في كثير من نظيراتها . ناهيك عن دوامها الذي يبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى السابعة مساء، وعلى مدار الحول ، وهذا الدوام لا تراه في مكتبات الجامعات الأردنية قاطبة ، باستثناء الجامعة الأردنية الأم .

وإذا ما طوينا صفحة مكتبتها، ويممنا شطرنا صوب ساحاتها التي تعج بطلبتها من شتى المنابت والأصول . تشعر أنك بموطن علم يضفي عليه هدوء الطلبة هيبة ووقارا يليقان بسمعة ومكانة المكان ، فلا تسمع لطلبتها في باحاتها ما يثير الصخب أو ما يخل بالأدب ، كما لا تجد لرواسب العشائرية والإقليمية السلبية بينهم متكأ ، كما ديدن بعض الطلبة في غيرها، تلك الرواسب التي لا تليق بسلوك وسمعة طالب جامعي يرتاد منبرا من منابر المعرفة .

وهي بذلك تجسد معنى الفكر المدني و السلوك الحضاري لفلسفة التعليم الجامعي ، ذلك أن هذا المعلم هو منارة علم يجب أن يكون بمنأى عن السلوك الذي لا يليق به . يعزز ذلك كله نظام مراقبة الكتروني يغطي كافة مرافق الجامعة ، وذلك للوقوف على كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الجامعة ومكتسباتها التي وجدت لتبقى خدمة لطلبتنا على مر الأجيال . وليس هذا من باب الدعاية للجامعة ، ولكن من باب تعزيز تلك الجهود والثناء على هذه الانجازات ، وذلك من خلال ما كنت أشاهده وألمسه أثناء ارتيادي لمكتبتها باحثا ، على مدار حولين كاملين .

لمثل هذا الصرح العلمي والحضاري الأردني المتميز ، ولجهود القائمين عليه ، ولجنوده المجهولين ، نقف وقفة احترام وتقدير.




تعليقات القراء

بحور المعرفه
كلماااااات رائعه وذووووق دكتور محمد

تسسسلم اناملك ع هاذ الكلام :-) :-) :-)
27-07-2014 02:01 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات