غزة الجريحة .. أمام .. التمادي .. التواطؤ .. الخنوع


جال في خاطري كما هو في خاطر كل انسان حر لديه ضمير و يملك الروح الانسانية المعذبة من بطش الظالمين في العالم الحديث الذي يدعي انه يدافع عن حقوق و كرامة الانسان في جميع البلاد العربية والاسلامية ، ومحبي السلام في العالم عليهم ان يلتفتوا الى العدوان الوحشي الذي تتعرض له غزة المستضعفة في غياب القوة الرادعة و الخنوع العربي و اطلاق بعضهم مبادرات تنسق مع اسرائيل و تنحاز لها و تغيب الطرف الاخر بالاضافة الى الصمت و التواطؤ الدولي لكف الاذى عن أهل غزة الأحرار الذين ينزفون دما من جراح مكلومة مرارا و تكرارا من اعداء الانسانية الذين يدعون حق الدفاع عن النفس أمام أعين و مسامع قادة الأمة العربية والاسلامية و الانسانية و بغياب الضمير البشري الذي يعاني من صدمة و حالة غيبوبة لا تفيق من سباتها العميق و العدو الاسرائيلي ينكل بحرائرها من النساء قهرا و اغتصابا و الأمة العربية تنظر اليها كالذي ينظر الى فض بكاره العذرية من القاصرات من بناتهم على أيدي المغتصبين الذين ينكلون بطريقة سادية يتلذذون رغبة و اشتهاء بالنيل من النساء و الاطفال و كبار السن لا حول و لا قوة لهم فقادة الاعداء يعلمون قادة العرب و الأمة الاسلامية و الانسانية جميعا كيف الولاء و الانتماء لابناء جلدتهم و كيف الدفاع عن الوطن المزعوم .
غزة تنادي..غزة تناشد.. غزة تحترق تحت لهيب النار...
غزة تستغيث... فهل من مجيب ومغيث...؟

غزة تحت النار ، اطفالها ، نساؤها ، شيوخها يواجهون آلة الحقد البربري ،يطبقون أحدث الخطط اعسكرية و يجربون التقنية العسكرية الحديثة المدمرة و الحارقة رغم كل ذلك فاهل غزة بدماؤهم الزكية تروي تراب غزة هاشم ، تحت سمع ونظر العالم الذي يسمونه زيفا بالعالم المتحضر
غزة ليست اولى المدن العربية المستهدفة ولن تكون اخرها ، غزة تسفك فيها دماء الابرياء مرارا و تكرارا تحت اعذار واهية كما سفكت دماء اخوتهم من قبل في غيرها من المدن العربية ، و بنفس اسلحة الفتك والدمار التي تمتلكها الدول المتحضرة ، و الحضارة منهم براء.

الانسان طور كل متطلبات الحياة وابدع في صناعة آلات الموت ، ولكنه لم يطور كثيرا من الاخلاقيات الانسانية التي تحافظ على كرامة الانسان

وأهل غزة يقفون في خندق واحد ينامون ويصحون على وقع قرقعة القذائف الصاروخية ، وهدير الطائرات والدبابات التي روعت الاطفال ، والنساء ، والشيوخ ، والعجزة ، وقززت نفوس البشر واشمأزت منها شعوب العالم ، فالجيش الاسرائيلي استباح اقدس الرموز الانسانية و استهدف بصواريخ الحقد والغل وبالاسلحة المحرمة دوليا المدارس ، وبيوت العبادة ، ومراكز الامم المتحدة التي ترعى وتقدم المساعدات الانسانية لشعب يعاني من الحصار ، والذي ضاقت عليه سبل الحياة وكثرت عنده الويلات والاهات التي تدمي القلوب ، واصبح يفتقر لأبسط مقومات الحياة بضرب اسرائيل عرض الحائط و تتمرد على القيم والاعراف الانسانية و القوانين و المواثيق الدولية ، التي تحرم استهداف المدنيين العزل.

ان غياب العدالة لن يخلق الا المزيد من الحقد والكراهية الدفينة بين الشعوب ، و السلام لن يتحقق بقوة السلاح وامتلاك اسلحة الدمار الشامل ، ولكن السلام الحقيقي يتحقق من خلال الحوار الذي يؤدي الى الاتفاق والوفاق ، ويسهم بتقدير واحترام القيم الانسانية والاديان والمعتقدات والمشاعر والاحاسيس ، والتي بدورها ترسخ الروابط الانسانية

ان السلام الذي تحاول اسرائيل فرضه بالقوة الغاشمة لن يجلب لها الا المزيد من الكراهية ليس في الوطن العربي فحسب بل بكل بقاع الارض ، وحسبهم في ذلك ما يشاهدونه كل يوم من استنكار دولي لسياساتهم الحمقاء في كل عواصم العالم بما في ذلك الدول الداعمة لسياساتهم فاسرائيل ماذا تنتظر من قتل ابنه او تيتمت ابناءه و هدم بيته ....؟؟

وفي الختام لا املك الا ان اقدم في هذا المقال سوى التحية والاجلال والاكبار لشعب غزة المقاوم والمغلوب على امره طوبى للشهداء الابرار الذين رووا الارض بدمائهم الزكية الطاهرة ، دفاعا عن الكرامة وهيبة الامة

العزة والمجد والشموخ للجرحى وللأمهات الثكلى وللاطفال الابرياء الذين ضربوا اروع الامثلة في الصبر والصمود والتصدي

الهزيمة والعار للمعتدين والاشرار الذين ترعرعوا على ثقافة اغتصاب الارض و القتل وسفك الدماء وسلب الخيرات وانتزاع الحريات من اهلها.



تعليقات القراء

معن حميدان
تدمع العين ......ويحزن القلب ......ولا نقول الا ما يرضي الرب ......( حسبنا الله ونعم الوكيل )
المجد للاحرار وانت شيخ فيهم
21-07-2014 11:42 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات