ادهم غرايبة يكتب لـ"جراسا" .. المعشر .. عودة مريبة !


بإستشهاد المرحوم وصفي التل تكون الحياة السياسية في الاردن و الحركة الوطنية الاردنية على وجه الخصوص قد ودعت أخر رموزها الوطنية التي كان لها حضورا صاخبا في الحياة السياسية و لها رمزيتها التي تتكثف فيها معاني الوطنية .

في كل الدول ثمة قيادات تتلخص في ذكرها نضالات الشعوب و تتكثف عبرها توجهاتها و أمانيها الوطنية , في مصر نجد سعد زغلول , في " يوغسلافيا " يبرز اسم " تيتو " , في الهند انديرا غاندي , في العراق رشيد عالي الكيلاني , في فرنسا يبرز اسم شارل ديغول .

كل هذه الاسماء تطورت و تحولت من مجرد اشخاص الى تيارات سياسية وطنية تكمل مسيرة هؤلاء القادة و تسير على نهجهم الا الاردن كما هو معلوم .

في الاردن تم التعتيم على اسماء وطنية كثيرة و رغم محاولات ردم تاريخ و سمعة و تجارب حسين باشا الطراونة و قدر المجالي و علي خلقي الشرايري و كليب الشريده و ماجد العدوان لأسباب تتعلق بتمييع الهوية الوطنية الاردنيه لصالح هويه أخرى فضفاضة تتيح تحويل " الوطن " الى مجرد مستوعب سكاني لا حقوق واضحة فيه لأحد على الاطلاق , تستعاد اليوم سيرة الشهيد وصفي التل كعينة قيادية أخلصت لبلدها لثلاثة أسباب اساسية , هما – ببساطة – اولا , ايمانه المطلق بالاردن و سعيه للنهوض به و خدمة شعبة . و لكونه , ثانيا و بالتحديد , شديد النزاهة و العفة . و لأنه – ثالثا – كان قائدا بالفطرة و لم يكن رمزا مفتعلا .

الحياة السياسية في الاردن لم تعد " حياة " و لا " سياسية " أصلا !

هناك تصعيد مبرمج لأسماء ليس لها اي مؤهلات سياسية و ليس لها اي برنامج وطني , كل ميزاتها أنها ستؤدي دورا مرسوما يسهم في زيادة التلوث السياسي ينجم عنه تضليل الناس و تثبيطهم و تخبطهم مقابل مكافآت مادية و نفسية أهمها ظهور هؤلاء في وسائل الاعلام على هامش ولائم و جاهات مع " كبار رجال الدولة " ما يلبي طموحاتهم و رغباتهم النفسية في مجتمع يسبغ القدسية على كل شخص له علاقة مع اي من هؤلاء " الكبار " .

خلو المشهد السياسي الأردني من وجود قيادات وطنية ليس خبرا سيئا بحد ذاته . عموما نحن في زمن الإنجازات الجماعية ! و العمل الوطني في الاردن تحديدا – و لكونه محروما من هوية وطنية – هو فرض عين لا فرض كفاية .

مؤخرا, زف نائب رئيس الورزاء الأسبق د. مروان المعشر بشرى " عودته الى الاردن متطلعا للعمل

مع جيل جديد من أجل مستقبل أفضل و أكثر تعددية " !

يا لها من رسالة " بابوية " !

د. المعشر من الحقبة التي أسست للخراب الذي نشهده اليوم , هذا اولا . و الرجل , ثانيا , ترك منصبة في مؤسسة أمريكية لا ينظر لها الأردنييون بعين الرضى . و ثالثا , لا يدرك ان قطاع عريض في الحركة الوطنية الاردنية و الحراك الشعبي الذي يريد المعشر العمل معه كما اعلن أصبح يرتاب و يستعدي مصطلحات ملغومة من طراز " التعددية " و " المواطنة " و " حقوق التجنيس لابناء الاردنيات " لان ذلك , بالتجريب , اصبح يعني شيئا واحدا لنا : استكمال تدمير بلدنا ! و هذا يتم بالانقلاب الديموغرافي الرهيب تحت العناوين الأنفة الذكر .

لا نستعدي حتما حقوق أي مواطن أردني أيا كانت أصوله لكننا نخشى من برنامج التوطين الذي يتم برعاية أصحاب نفوذ يسعون لمزيد من المليارات في أرصدتهم على حسابنا .

من يتمعن في مدلول الكلمات القليلة التي كتبها المعشر يشعر بثقة الرجل بنفسه و قناعته بأن ثمة جماهير تتنتظره و بأنه " مخلص " و قيادي وطني . فضلا عن ثقته التي تدعو للريبة على قدرته الفعلية على " الاصلاح " الذي يريده من خلال " التعددية " التي همشت ابناء البلد و نكلت بحياتهم لصالح نماذج مختلطة و مفتعلة و لا ترى الاردن إلا أرضا للجوء و لتفريغ الحاويات لا أكثر !

عودة مريبة حقا سيما أن الجهات التي تتناغم مع خطاب المعشر باتت تسيطر على مراكز البلد في الجانب الرسمي و الاسوأ أن ثمة اغرارا تنطلي عليهم افكارا مشبوهة مغلفة بشعارات براقة في الجانب الشعبي!

فهل سيعيد المعشر قرأته للوضع الاردني ام أن هذا هو المطلوب منه ؟!



تعليقات القراء

قال الشافعي
لسانك لا تذكر به عورة امرء
فكلك عورات وللناس السن
وعينك ان ابدت لك معيبا
فقل يا عين للناس اعين
16-07-2014 10:35 AM
ابو حنيفه
تعليق رقم 1 ذكرني بالمثل اللي بقول " شو دخل .... بمرحبا " !
16-07-2014 10:54 AM
جاسر
مقال شخصي لا معنى له
17-07-2014 03:46 PM
اردنية
الكاتب لديه مخزون من الحقد والغيرة والكراهيه لشخص المعشر ،،، وهذا ما أستنتجه من المقاله التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،،، لا فكاهه ولا مازييه.
18-08-2014 10:13 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات