نعم التاريخ والشواهد الكثيره على ان التاريخ تكتبه دائما اقلام المنتصرين وان القوة وحدها هي الكفيله برسم ملامح ذلك التاريخ ولما كان التاريخ هو الارضيه التي على بساطها تكتب حروف المجد لاي امه من الامم فاننا نعود لتاريخنا العربي الغني بتلك الصفحات السوداء التي تبين فيها حجم الانهزام لدى امة الاعراب ؟؟نعم الاعراب حين يغيب المشروع والهدف والامه عن الفعل الحضاري المؤثر لصالح بقاء الزعيم الاوحد الزعيم الاسطوري المستبد الديكتاتوري المتسلط !!!

النعمان بن المنذر ملك من ملوك الحيره ومن اشهرهم واقدمهم واشرسهم وكان النعمان قد قتل (عدي بن زيد العبادي)وكان يكتب لكسرى (ابرويز )بالعربيه ويترجم له اذا وفد عليه زعماء العرب فلما صار زيد بن عدي ابنه مكانه ذكر لابرويز جمال نساء ال المنذر ووصفهن له فكتب الى النعمان يأمره فيها بأن يبعث اليه باخته ؟؟فلما قرأ النعمان كتاب كسرى قال للرسول اي رسول كسرى وهو زيد بن عدي أما لكسرى في مها السواد كفايه !!حتى يتخطى الى العربيات فقال زيد (انما اراد ذلك اكرامك أبيت اللعن بصهرك له) ولو علم ان ذلك يشق عليك لما فعل وسأجد لك عند كسرى حيله وعذرا فقال له النعمان افعل فقد تعرف ماعلى العرب في تزويج العجم من الغضاضه والشناعه !!!

لما ذهب الى كسرى اخبره برد النعمان واساءته اليه بقوله الا يكفيه مها السواد عنده فأوجد ذلك على كسرى وغضب وقال (رب عبد قد صار في الطغيان الى اكثر من هذا )فلما بلغت كلمته الى النعمان تخوفه النعمان فخرج النعمان من الحيرة هاربا حتى صار الى طي ومن ثم ذهب بنفسه الى كسرى بعد ان اودع اهله وماله وذلك ليرى فيه كسرى مايرى واقبل النعمان حتى اتى المدائن فصف له كسرى ثمانية الاف جاريه بحلل جميله فلما صار النعمان في وسطهن قلن له اما فينا للملك غنى عن بقر السواد ؟؟فعلم انه هالك فلقيه زيد بن عدي فتوعده بمصير ابيه قبله ولكن علم انه غير ناج من كسرى وبطشه وأمر كسرى بالنعمان فحبس بساباط بالمدائن ثم رمي تحت ارجل الفيله ومات تحت ارجلها !!!

هذه قصة المنذر بن النعمان ملك من ملوك العرب فهل سيعيد التاريخ نفسه مع الاعراب وحكامهم !!
ان المتتبع لما يجري على الساحه العربيه وتمدد المشروع المجوسي الايراني في المنطقه يدرك الحقيقه الجوهريه بعد ان استقال الحكام العرب من واجبهم اتجاه امتهم الى واجب وحيد وهو حماية قصورهم واذنابهم وكبلوا الامه بالحديد والنار هم وجيوشهم ومخابراتهم وامنهم وجلسوا يندبون الامه ويرمونها باقذع الصفات والاسماء وهو (الارهاب )ووضعو كل بيضهم في السله الامريكيه والايرانيه التي التقت مصالحهما على استعباد الامه وتركيعها واستعمارها من جديد !!!

ان النظام العربي المهترئ يقدم نفسه الان خادم لتلك الاطماع والتحولات باسم الحرب على الارهاب ليبقى الساده لصوص المرحله وحدهم هم وابنائهم وذراريهم من يسيسون المنطقه ولكن كسرى الجديد يأبى الا ان يقود الشرف العربي الى ذلك التاريخ البئيس في ذلك الزمن الردئ المماثل لما نحن فيه الان وقد كان اعدام الرئيس البطل صدام حسين ؟؟هو الرساله الاوضح لهؤلاء الحكام المرعوبون بقوة كسرى والقيصر والذين يستعبدون شعوبهم وامتهم ويساعدون على تدميرها وتركيعها لاجل الكرسي وحده ولو كان شرف الامه وعزتها ومصيرها هو الثمن !!!!

الكاتب الصحفي والشاعر نايف حطاب السليم
Nayef_alslayem@yahoo.com
0796905845