«ارقام سرية» .. في ملف الوحدة الوطنية


يخبرني وزير داخلية سابق ، امس الاول ، ان الارقام الرسمية غير المعلنة ، حول عدد الزيجات بين الاردنيين ، من شتى المنابت والاصول وتحديدا بين ابناء الضفتين الشرقية والغربية ، في الاردن ، تصل الى خمسمائة وخمسين الف حالة زواج.

يقول وزير الداخلية السابق كلامه هذا في معرض رده على من يقول ان الاردن مهدد بحرب اهلية ، او ان السلم الاهلي مهدد ، على خلفية قضايا الوطن البديل وملف الجنسية والحل النهائي وحق العودة ، والرقم الذي اطلع عليه الوزير ، قبل سنوات ، بفعل وظيفته الرسمية ، يعني ببساطة ان كل حالة زواج ، اذا اسفرت عن اربعة ابناء في المتوسط ، فان نصف البلد ، اختلطت دماء من فيها ببعضهم البعض ، واصبحوا دما واحدا وانسباء ، دون ان ينسى الوزير ان يذكر ان هذا الرقم ، قديم وقبل سنوات ، وان الرقم اليوم ، اعلى من ذلك بكثير.

لست ضد مناقشة كل القضايا ، بروحية مفتوحة ، وباحترام ، لكن علينا ان نتذكر ان هذا شعب واحد ، تاريخه ممتد ، عبر قرون ، وسيبقى كذلك ، وحدود الكلام في المناقشات ، واضح وبيّن ، فهذا شعب لن يأكل بعضه البعض في نهاية المطاف ، لان الامر مستحيل ، لحسابات واسباب كثيرة ، والرقم الرسمي السري ، فوجئت به ، وقد يفاجأ به غيري ، لكنه يعني ببساطة ان السلم الاهلي غير مهدد ، وان فكرة حرب اهلية ، فكرة ساذجة ، يشعر بها فقط من يريد هكذا سيناريوهات في الاردن ، او يتمناها ، لا سمح الله ، والعقلاء فقط هم من لا يسمحون ان يصل التراشق حد مس الاردن او فلسطين ، وكليهما معا ، او مس الاردنيين والفلسطينيين ، تحت عناوين مختلفة ، خصوصا ، اننا نؤمن بمواطنتنا وحقوقها علينا ، كما نؤمن جميعا ، اردنيين وفلسطينيين ، بقدسية حق العودة ، وعدم السماح لاي مخطط بالعبور الى الاردن ، لحل القضية الفلسطينية ، على حسابه.

وزير الداخلية الحالي قال لي قبل اسبوع ، في مكتبه ان الحديث عن ايلول جديد ، هو مبالغة توظيفية ، من جانب جهات محددة ، تتبنى اجندة اسرائيلية ، لنقل الجمر الى الاردن ، ويقول الوزير انه حتى في عز الخلافات بين الدولة والمنظمات ، خلال عام 1970 ، فان الناس لم يختلفوا مع بعضهم البعض ، وبقيت علاقاتهم وطيدة وقوية ، فما بالنا اليوم؟.. يضيف الوزير ان كل ارث العلاقات بين الاردنيين والفلسطينين ، لا يجوز هدره ، من اجل نخبة تسمم الاجواء تحت عناوين مختلفة ، ولا يجوز ايضا ان نؤسس لثقافة نتنكر فيها لبعضنا البعض ، ولكل هذا التاريخ الذي جمع الناس تاريخيا ، وعلى الاصوات المعتدلة ان تعلو ولا تسمح بجر البلد الى مهاترات ، وخلق صور انطباعية وكأن الناس على وشك الاقتتال.

ببساطة مائة رجل هم من يسممون الجو ، بين ابناء شعب واحد ، ومعهم مئات من الجهلة ، فيما كل الواعين يعرفون ان الاردنيين والفلسطينيين ، شركاء في المصير ، وان عدوهم واحد ، والخطر عليهم واحد ، وانهم ايضا شركاء لا.. اضداد ، في مواجهه هذا الخطر.

هل يصير الدم ماء؟.. مستحيل والف مستحيل ، مهما سعى البعض لان يصبح كذلك.

mtair@addustour.com.jo



تعليقات القراء

محمد سابره
كنت فتى يافعا عام 1970 وعشت في الزرقاء وقناعتي ان حربا لم تقع ابدا بين شعبين ولكنها كانت بين دولة وبين احزاب ومنظمات مدعومة من دول مجاورة تحاول الإستيلاء على السلطة تحت شعار(كل السلطة للمقاومة المسلحة) اما نحن في الأردن من شتى المنابت والأصول والمذاهب فليس بيننا خلاف وأما إجراآت وزارة الداخليه فقابلة للنقاش تحت قبة البرلمان.
04-08-2009 11:13 AM
مواطن
والله يااخي مافي غيرك وغير سلطان وعريب والكلاب بتحدثو بهاي الامور يااخي احنا اردنيين بس عمرنا ماحكينا بهيك امور شو القصة
04-08-2009 08:18 PM
مواطن
يااخي والله مش بحاجة لاسطوانه الوحدة احنا شعب مؤمن بان الاردني من حمل الجنسية الاردنية وعنقر عقاله فيها ولا فرق بين فلسطيني واردنسي وسوري وجزائري مادام يحمل الجنسية الاردنية والهاشميين تبنو فلسطين وقضيتها احنا الانصار وانتم المهاجرين والكم لجمنا ودمنا عيب ياماهر انت والبعض كل مرة بتطلعوا بفلم انتم من يهدد الوحدوة الوطنية بكفي خليك بالقفقرا مشان الله واترك السياسة مش الك ولو الك كان الدستور تبنتك مش انت فيها
05-08-2009 10:04 AM
أبو رويشد
اللذي يهدد الوحدة الوطنية هو فئة رعيان الغنم فقط
27-08-2009 02:08 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات