5 تنبؤات تعود بقوة


جراسا -

ما يحدث في العراق دراماتيكي، خطير ومن المحتمل أن يكون تاريخيا، ولكنه ليس مفاجئا بالنسبة إلى البعض لأنه لم يأت من فراغ.

وعلى مدى سنوات، تكهن خبراء بأن عوامل، بعضها موغل في التاريخ، وبعضها الآخر مرتبط بقرارات مهمة حديثة، يمكن أن تزيد من صب الزيت على النار في المنطقة الملتهبة.

التحذير الأول: حلّ جيش صدام يمكن أن يدخل العراق في فوضى

رغم أنه لم يكن في حجم ما كان عليه قبل حرب عام 1991، إلا أنّ جيش صدام حسين كان يتشكل من نحو 430 ألف عسكري مدعومين بنحو 400 ألف آخرين في وحدات شبه عسكرية، عندما غزت الولايات المتحدة العراق ربيع 2003.


وبعد التفكك الذي شهده، تم اتخاذ قرار بحله –إلى جانب وزارتي الدفاع والإعلام – من قبل الحاكم الإداري المدني الأمريكي للعراق ساعتها بول بريمر.

تسبب ذلك في فقدان مئات الآلاف لوظائفهم فجأة من دون سابق إعداد. وأولئك الذي كانوا في مستويات قيادية عليا-من رتبة عقيد فما فوق- والذي لهم خبرات باستراتيجيات المعارك وتكتيكاتها-تلقوا الضربة الأعنف حيث تم حرمانهم من مستحقاتهم والعمل مع الحكومة الجديدة. لذلك تعين عليهم ان يبحثوا عن مكان آخر.

ووفقا للبروفيسور في معهد لندن للعلوم السياسية والاقتصادية فواز جرجس، في تصريحات نقلتها "سي ان ان" "مئات، ربما آلاف من ضباط صدام حسين المدربين جيدا والموهوبين التحقوا بتنظيم داعش ."

هذا يعني أنّ هذه القوة المقاتلة-حتى ولو ضمت مقاتلين أجانب- على معرفة شاملة بالعراق، كما أن زعماءها منظمون بكيفية أفضل وأذكى وأكثر تمرسا في القتال من بعض قيادات الجيش العراقي الحالية.

وأضاف جرجس "لقد سمح ذلك لداعش أساسا بالحصول على الخبرات وبأن يكون لدى التنظيم دوافعه وأن يكون له قيادة وسيطرة. إنه جيش مصغر يعمل في دولتين هما سوريا والعراق."

التحذير الثاني: حرب أهلية في سوريا ستزرع الفوضى في المنطقة:

تنظيم "داعش" لا يقاتل فقط بل إنه يحقق انتصارات. وتقدمه في سوريا والعراق-وهو الذي انبثق على أتقاض القاعدة الخاسرة في العراق- يعكس تناميه كقوة مقاتلة ضاربة.

ويعود تنامي قوة التنظيم إلى النجاح الذي أحرزه في سوريا مع دخولها حربا أهلية. ولم يكن له ذلك لو لم يحصل على التدريب الملائم والأموال الكثيرة.

ويقول رمزي مارديني وهو باحث في مجموعة "المجلس الأطلسي" في الأردن "لقد كانت هناك جهود ملموسة لتحويل العراق وسوريا إلى ساحة طائفية. لديهم أجندا أساسها إنشاء دولة الخلافة على مساحة واسعة تضم العراق وسوريا ."

واعترف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بأن النزاع السوري أثر بصفة سلبية على دول أخرى مثل العراق.

وقال "لذلك ينبغي أن يتم التوصل لبعض الاتفاقات بشأن سوريا حتى لو لم تحلّ كل شيء. ما يحدث يؤكد أهمية إعادة إطلاق الجهود في الشهور المقبلة للتوصل إلى حل بشأن سوريا ."

وأضاف "أما بالنسبة إلى العراق فإنّه من الحيوي أن يتحقق تقدم سياسي يساعد الحكومة العراقية على التعامل بفعالية مع ما يحدث."

التحذير الثالث: الخلافات بين السنة والشيعة لا يمكن حلها

وبإشارته "للتقدم السياسي" يرجح أن هيغ يشير إلى الانقسام الطائفي الذي يهز الطبقة السياسية في العراق الذي يقود حكومته نوري المالكي الشيعي في الوقت الذي تجد فيه الأقلية السنية نفسها على الهامش.

وقال فوزي مارديني "الخطأ الكبير الأوحد" بعد إطاحة صدام عام 2003، هو أنه لم يتم إيلاء المصالحة الأولوية المطلقة.

كما يقول السفير السابق في العراق جيمس جيفري إن للسنة تاريخا في العراق الحديث ولاسيما في جيشه وكثير من جنرالاته كانوا سنة "وإثر ذلك لم يكن هناك جهد لجلب السنة إلى الحكومة."

ويقول جرجس "استغلت داعش الهوة السحيقة بين السنة والشيعة لدرجة أنّها عثرت على مأوى ومركزا للتجنيد. وأعتقد أنّ تنامي داعش يمكن أن يتوقف بإقناع أغلب السنة بأن مستقبلهم سيكون أفضل مع حكومة مركزية في بغداد تكون حكومة توافق ووحدة بمزيد من المشاركة السنية."

لكن جيفري يقول إنّ الأمر لن يكون بمثل هذه السهولة “فغالبية السنة لا يرغبون في أن تكون قيادتهم هي داعش. لقد مروا بنفس المسار منذ 2004 وربما فقدوا الأمل في حكومة بغداد ويرون أي تعامل معها وهما."

التحذير الرابع: أمريكا ستندم على انسحابها من العراق:

لا يعتقد جيفري أن منح العفو لبعض المقاتلين السنة أو تشكيل حكومة وحدة ستغير الأمر جذريا. لكنه يعتقد أنه يمكن تغيير ذلك بتدخل تركيا-التي لها مسوغات لذلك على أساس الجيرة وأيضا اختطاف عدد من مواطنيها من قبل داعش، أو بتدخل إيراني الشيعية وتحالفها الطبيعي مع المالكي "وبالطبع يأتي التدخل الأمريكي."

يعد الأمر مماثلا لما تم من قبل عندما نشرت الولايات المتحدة عديدا من القوات بلغ 166 ألفا قبل أن يقرر الرئيس باراك أوباما سحبهم بداية 2012.

وجّهت سهام النقد لقرار أوباما وقال قائد الاستخبارات الأمريكية أثناء حكم الرئيس السابق جورج بوش، مايكل هيدن إنّ ذلك كان خطأ فظيعا قلل أثر على المنطقة.

ولا توجد أي علامة على كون قوات أمريكية قد تنتشر في المنطقة قريبا لمعاودة مسك زمام الأمور.

التحذير الخامس: تقسيم العراق:

لا تبدو الأحداث الأخيرة مشجعة فيما يتعلق بقدرة العراق على الحفاظ على وحدته الترابية فالتقارير كثيرة بشأن تخلي القوات العراقية عن أماكنها وأسلحتها ومعداتها في الموصل.

ويقول جيفري إنّ "تدريبا ملائما للقوات العراقية وإسنادا جويا أكثر فعالية كان يمكن على الأقل أن يبطئ من تقدم داعش ولكن الآن من الواضح أن الجيش العراقي غير مدرب بكيفية ملائمة ويفتقد لقيادة جيدة ومن الواضح أنه غير كفء."

وأضاف "من الواضح أنهم لا يستطيعون فتح النار أو المناورة كما أن قيادته في بغداد، لا تمنح القوات على الأرض الثقة المطلوبة في بعض الدوائر."

ووفقا لمارديني فإنّ علاقات الحكومة العراقية مع أي شخص غير شيعي سواء من السنة العرب أو السنة الأكراد تجعل من الصعب تشكيل جبهة موحدة للتحرك.

والأكثر إثارة للرعب هو أنّ الكثير من العراقيين باتوا يدينون بالولاء لجماعات وليس للدولة وهذا يذكر بمقال كتبه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قال فيه إنه من الأساليب التي تسمح بالحفاظ على وحدة العراق هو منح "كل جماعة عرقية أو تجمعها روابط دينية أو طائفية مجالا لإدارة نفسها بنفسها."



تعليقات القراء

م
تنظيم داعش صناعه امريكيه ايرانيه بامتياز . المنطق يقول لو ان هذا التنظيم كان يغرد خارج السرب لراينا ردة العفل الامريكيه العنيفه بالاضافه الى ان هذا التنظيم الذي يملك العديد من السيارات الحديثه جدا والتي جميعها من نفس الماركه يدل ان هناك دوله قويه تدعمه
لو كان هذا التنظيم معادي لاطماع ايران والشيعه في المنطقه لراينا ايران تحاربه بكل قوتها او حتى حزب الشيطان لترك الحرب في سوريا وذهب يحارب في العراق
فلا اعتقد ان هذا التنظيم له علاقه بالاسلام من قريب او من بعيد
رد بواسطة كلمه الحق
بل مجاهدين في سبيل الله / سببهم اعتداء امريكا علىديار المسلمين
رد بواسطة متعب
والله تعليقك يا م بمكانه ولكن هل اعضاء هذا التنظيم الصغار وليس القاده هل هم خراف اليس لديهم عقل يفكر ان ما يفعلونه هو ضد الاسلام اولا وضد المسلمين ثانيا
ويبقى الهدف الرئيسي وهو تفتيت المسلمين الى فتات يقتلون بعضهم بعضا وكل فتاته تعتبر انها على حق
رد بواسطة د.ا.الطراونه
استغرب من الذين يقولون ان داعش صناعه ايرانيه وكأنهم لا يفهمون خارطة الاشياء بشيء ,ان داعش تقاتل المالكي بشراسه وقوه والمعروف ان المالكي اكثر حلفاء ايران بل تابع لها,اما انها صناعه امريكيه نعم صناعه امريكيه حالها حال النصره وجيش الحر اوجدتهم المخابرات الامريكصهيونيه لتفتيت سوريا والعراق
12-06-2014 03:13 PM
بدون تضليل
اي جاهل باخبار السياسه يفهم انه ﻻ يوجد شي اسمه داعش وناعش بالعراق .. بالعربي كيف داعش تنتصر لبشار بسوريا وتقاتل ضد المالكي بالعراق .. لﻻسف معلوبه غلط من الدول الللي تتبنى هيك اعلام .. يا ترى بتغير رايها الدول العربي بس يكون النفط بيد المقاومه
رد بواسطة ههههههههه
يازلمة واللـه ضحكتني , انت كنت نايم وصحيت .

ان شاء الله نوم العوافي , مش لو ظليتك نايم احسن .
12-06-2014 04:10 PM
د.دينا-=
داعش النصره الحر اوجدتهم المخابرات الامريكيه
12-06-2014 08:12 PM
اياد غنيم
الانتصارات التي يحققها الثوار في العراق لا علاقة لها بداعش و انما هي ثورة عراقية وطنية خالصة.... داعش كذبة يستفيد منها عملاء ايران و لتشويه الثورة و بث الرعب في قلوب المواطنين... الثورة ستعيد العراق لأبنائه بقيادة وطنية قومية اسلامية... ثورة للجيع و من أجل الجميع
رد بواسطة كلامك درر
هذا هو الكلام الصحيح والواقعي 100%
12-06-2014 11:21 PM
الى 4
كلام صحح 100%لان ما يحصل بالعراق هو ثورة السنة التي اعلن المالكي النية القضاء عليهم ومن يقاتل هم اهل العراق السنة لذلك نراى ان الثورة في المدن السنية وتم دج اسم داعش من اعطاء المالكي الحرية بالقتل والتعذيب بكل الطرق بالطريقة المشروعة دوليا و...... والله ينصرهم يا رب
13-06-2014 10:59 PM
ابو محمد الشرفات
هذه ثوره ضد من حرق المجاهدين وضد من دمر المساجد وضد من قتل النساء والاطفال شاهدو الماسى التي كانت تحدث في العراق على قناه الرافدين
15-06-2014 02:58 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات