هل انتهى عصر التنجيم وضاعت الامال يا .. ؟!!


الحلقة الأولى ..

قبل نحو عامين ونصف من الان كنا في الاردن ننظر للتغيرات المستقبلية التي وعدنا بها قاب قوسين او ادنى من التحقيق وذلك لعدة اسباب بدأت من الحراك الشعبي القوي متوازية مع طروحات الدولة بمجال التغيير الذي سيضفي علينا كمواطنين كما كنا نتخيل حياة مستقرة سلسة تلبي رغبات وطموحات الجميع, كنا نامل بأن ما سيكون مختلف تماما بالصورة والمضمون عما كان يعانيه المواطن الاردني على مدار العقود السابقة , فعندما كان سيل التغيير يكاد ان يغير ملامح خارطتنا السياسية والاجتماعية وقفنا جميعا بكل ما اوتينا من قوة وعزم بوجه ذلك الاعصار الذي اعتقدنا بوقته انه سيكون حجر عثرة بطريق مستقبل الاجيال والوحدة الوطنية وصمود الدولة التي عشنا وترعرعنا بثناياها منذ ولادتنا وولادة اجدادنا , ففي تلك الفترة سمعنا الكثير وقرأنا الكثير الكثير عن مخططات ستغير مستقبل البلاد وتؤثر ايجابيا على مستوى عيش المواطن ايجابيا وتمكنه من تدارك ما فقده بالماضي من كرامة وعوز وصعوبة في العيش والتاقلم مع التغير الاقتصادي الذي كلما مر يوما اثر سلبيا على المواطن , وها نحن اليوم لانسمع ذكرا للمواطن وحاجاته واماله مطلقا انما اصبحت الدولة لاتتحدث الا عن مشاكل اللاجئين والبحث عن حلولا تناسبهم فقط, ففي كل يوم يمر تزداد حالة المواطن سوءا وتزداد معاناته من ضنك العيش الذي اصبح عنوانا بارزا وسمة متلازمة مع مواطن يسمى المواطن الاردني , فمنذ اكثر من عام ونحن لانسمع الا بالمبادرات والطروحات التي اصبحت كالافيون لتعطيل ما كنا نأمل بتحقيقه من انجازات ولايهام المواطن بأن الحلول قريبة وشتان بين الثرى والثريا!!!, فما كان الشارع ينظر اليه من طموحات وحلول اصبح اليوم مجرد برامج تقوم عليها فئاة ولجان بعيدة كل البعد عن هموم المواطن والبلاد , وما كان مخطط له كما علم الجميع من تقنين لمقدرات الدولة المالية والادارية البحتة عاد اليوم بمظاهر جديدة وبأساليب مختلفة كلما مر يوم زادت اثارها من معاناة المواطن وعلى جميع المستويات , فأصبح الهدر العام لاموال الدولة وما تحويه الخزينة سمة عامة ومباركة بمسميات جديدة , مما خلق نوع جديدا من الدكتاتورية الفكرية التي اصبحت حكرا على طبقة اجتماعية معينة تطبقها بمبدأ الوصاية على المواطن والوطن , فبعد عامين تقريبا نتسائل جميعا كمواطنين هل عاد الفساد بأقنعة جديدة وبحصانة من نوع وطراز رفيع المستوى ؟!!

nshnaikat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات