" جون كيري صفر في السياسة"


فهم الشعب العربي من المحيط إلى الخليج الدور المناط بالسياسة الأمريكية، الذي يهدف إلى بسط نفوذ وهيمنة الولايات المتحدة على دول المنطقة، ونهب ثرواتها وخيراتها، وتمتين قاعدتها الصهيونية الاستيطانية على أرض فلسطين.

وأدركت الجماهير العربية أن الامبريالية الأمريكية المرتبطة عضوياً بالحركة الصهيونية تسعى دائماً إلى إحباط المشروع النهضوي القومي الذي تبنته القوى الحية في المجتمع، وتعمل من أجل إعاقة وحدة الأمة الركيزة الأساسية لنهضتها وتقدمها.

فليس مستغرباً أو مستهجناً ما يشاهده المواطن العربي من ممارسات الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، وتآمره على مستقبله ومصيره. فالهدف المركزي للسياسة الغربية هو وقف أي تطور أو تقدم للمواطن العربي ، فقد مارس الغرب التآمر على وحدة الأمة، وفرض الاتفاقات التي قسمت الوطن إلى دويلات ، والوعود التي أعطت ما ليس من حقها ، الحركة الصهيونية وطناً في فلسطين.

دخل العرب في صراع مع الأجنبي وتمكنوا من تحقيق استقلالهم ، إلا أن الاتفاقيات والوعود، وقفت حائلاً دون إنجاز أهدافهم في التحر والوحدة وبناء مجتمعاتهم بإرادتهم وعزيمتهم . فما الحال الذي تعيشه الأمة اليوم سوى دليل على استمرار التدخل الأمريكي بكل صغيرة وكبيرة في شؤون الأمة الداخلية.

لقد طرحت الثورات التي قامت رداً على نكبة الشعب الفلسطيني ، برنامجاً وطنياً وقومياً متقدماً للنهوض بالأمة ، والانطلاق بها نحو الوحدة والتحرر. وقامت ركائز البرنامج على بناء المجتمع الموحد والدخول في مواجهة التخلف وبقايا الاقطاع السياسي العشائري .

وخاضت الشعوب مرحلة نضالية قاسية لتوطيد استقلالها، وخلاصها من التبعية والتخلف والجهل، ولكن الاستعمار وأعوانه واجهوا هذا النضال بقسوة وصل إلى حد الغزو والعدوان والاحتلال لبعض الأقطار العربية.

لقد خاضت بعض الأنظمة ممثلة بسوريا مواجهات عديدة مع المشاريع الغربية،واستطاعت وقفها وتحجيمها، وتخوض الآن معركة غير مسبوقة في تاريخ العرب، حيث تقف وحيدة لصد هذا العدوان السافر، وتمكنت بإرادتها ووحدة شعبها ، وبسالة جيشها ، وشجاعة قيادتها ، من كسر هذا العدوان ، والمضي قدماً لتطهير الأرض من دنس عصابات الارهاب والتكفير.

ودخلت سوريا مرحلة جديدة تمثلت في انتخابات الرئاسة في 3/6/2014، حيث زحف ملايين السوريين داخل وخارج سوريا، وانتخبوا برغم المحاولات العقيمة من عصابات المسلحين التي ألقت بعشرات قذائف الهاون والصواريخ لتخويف الشعب ومنعه من الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

إن الانتصار الساحق الذي حققته سوريا، ومازالت تحققه، أذهل أعداءها ، وأربكهم ، وجعلهم يتخبطون في تصريحاتهم التي تدل على عقمهم السياسي، وفشلهم في مواجهة الشعب السوري المصمم على المواجهة حتى النصر النهائي.

فها هو " كيري" الوزير الأمريكي يكابر ويغمض عينيه عن رؤية السوريين وهم يتدافعون إلى صناديق الاقتراع، ويصرح بأن الانتخابات / صفر /؟!. ألا يدل هذا التصريح الأمريكي على أن وزيرها صفر في السياسة أو أقل من الصفر؟

لقد تجاوزت سوريا السنوات العجاف وهاهي تدخل مرحلة النصر النهائي، التي سيتلوها إعادة البناء والإعمار، والتحول السياسي باتجاه التعددية والديمقراطية، الذي أصبح مطلباً شعبياً، فاختار قائداً عظيماً.

إن التحول الكبير الذي ستشهده المنطقة يتمثل في انقلاب المعادلة، وبروز لاعبين كبار بفضل الانجازات العسكرية الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري، والانتصارات المذهلة على امتداد ساحة الوطن.

إن استراتيجية الدولة السورية المقبلة مبنية على استمرار إكمال الاستحقاق الدستوري الذي أنجز بنجاح كامل. وتغيير المعادلات القادمة المبنية على هذه الانجازات. وعلى التفاهمات على خلفية القوى الموجودة التي تعكس إرادة الشعب. وعلى استراتيجية الواقع الجديد التي تؤسس لمعادلات جديدة في المنطقة، والاستمرار في سياسة المصالحات ، واستكمال الأمن، واختيار القيادات الجديدة.
إن المعركة لم تنته، وإن الحل النهائي لم يُنجز . أما الحديث عن الحل السياسي فقد تبلورت ملامحه بالنسبة المذهلة التي حققها الرئيس الأسد والتي وصلت إلى 88%، وهو رقم غير مسبوق ، وهذا ما فرض واقعاً أمام الباحثين عن الحلول السياسية، حيث تبدأ هذه الحلول وتنتهي مع الرئيس الأسد. فمبروك للشعب وقائده هذا الانجاز الكبير.

إن المؤامرة مستمرة في تزويد المجموعات التكفيرية بالسلاح والمال من أمريكا ودول الخليج, وتبقى شروط الباحثين عن الحل السياسي واضحة وهي الإقرار بفشلهم في عدوانهم الذي استهدف وحدة سوريا وإسقاط قائدها الذي ردت عليه الجماهير بإعادة انتخابه لسبع سنوات قادمة. ووقف دعمهم لعصابات الارهابيين . فالانتخابات حسمت الجدل حول شرعية النظام وقائده، حيث رد الشعب بملايينه وأكد شرعية النظام والقائد .

أما " كيري" فقد رد عليه الشعب بأنه" صفر في السياسة" وسوف يظل كذلك.



تعليقات القراء

متابعة
صدق لسانك يا أستاذ ، فهو صفر وأقل من صفر أيضاً في السياسة كما هو حال باقي السياسيين الأمريكيين الذين تسلموا مثل هذه المناصب من قبل .
10-06-2014 12:11 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات