سر الأربعة أخوة


في حديث جانبي على كاونتر في إحدى الجامعات الحكومية وفي وقت المساء الذي عادة ما يكون عند هذا الكاونتر طلاب الدراسات العليا كي يتمكنوا من تحصيل العلم ، أثار إنتباهي جملة قالها أحدهم وهو منفعل بنبرة صوته رغم الهدوء الكبير الذي غطى وجهه وهو يتحدث ، وهذه الجملة قد تكون وضعت في سياقها بعد أن راقب ما يمكن تسميته بحال البلد لسنوات وخصوصا أن عمره ربما قد تجاوز الثلاثين عاما ويزيد ، وهذه الطريقة في الحديث معروفة عند الأردنيين لأنهم من أذكى الشعوب العربية قراءة للسياسة المحلية في بلدهم وقادرين على تحليلها وبكل جراءة وقوة مستندين بذلك على حقائق لايمكن أن ينكرها سوى الأحمق .

وجملة هذا الشاب الأردني هي جزء مهم من تاريخ الحياة السياسية المحلية في الأردن ، ومن خلال وضعها في سياق تاريخي محدد بفترات زمنية متقاربة وقريبة من ذاكرة المواطن الذي يؤمن كل مسؤول أردني أنه كمواطن لايملك ذاكرة جيدة والدليل أنه يشاهد هذه الحقيقة ولا يوجد أية ردود فعل من قبله كمواطن عليها ، يمكن الوصول لها .

وكي لانبتعد كثيرا عن هذه الجملة أعيد هنا ما قاله هذا المواطن بالحرف دون زيادة أو نقصان " لازم كل سنة أو سنيتن يتحكم بمصيرنا كشعب اربعة اخوة في مناصب ذات علاقة مباشرة بالمواطن " ، وعندها قلت له ولمن حضر الجوار " أنت تبالغ ربما لايكونون أخوة وإن تشابهة اسماء عائلاتهم ؟ " ، أجابني بكل هدوء بأننا في الأردن عبارة قرية واحد وكل واحد فيها بعرف قرعة كل واحد ومن هو أبوه ومن هو جده وحتى ما هو أسم أمه ، وما عليك " أنا " سوى البحث قليلا في تاريخ السياسية المحلية الأردنية كي تثبت هذه النظرية السياسية المحلية الأردنية .

وخرجت من القاعة وأنا أحاول أن أتخذ مسربا فكريا به شيء من حسن النية في موضوع هذه النظرية ، ونتيجة لجهلي بأسماء العشائر الأردنية واماكن وجودها وحجم الجغرافية التي عاشت فيها ومن ثم خرجت للعاصمة عمان ، تأكدت من أن هذه المواطن ربما يعلم ما لا أعلمه أنا وإن كنت أملك كما يقال النظرة الخارجية للواقع بعيدا عن تحيز القرابة أو المصلحة المفقودة لدي ، والتي ربما هي التي جعلت هذا الشاب يحلل ومن ثم يفسر سر الأربعة الذين يحكمون البلد وهم من عائلة واحدة وهم أخوة أو أولاد عمومة قريبة جدا ، وربما نسي هذا المواطن أن هؤلاء الأربعة سوف يخلفون أربعة أخرين وتعاد الحكاية وتكون النتيجة ( أربعة في أربعة ) وهي معادلة يصعب الوصول لنهايتها ؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات