جراسا -

رصد جراسا- خرج علينا سفير النظام السوري المطرود الجنرال بهجت سليمان، ليبث سمومه مجددا ويسرد رواياته المختلقة والكاذبة معلقا فشل نظامه في الحفاظ على الدولة السورية من الانزلاق في مستنق الحرب الاهلية على شماعة الدولة الاردنية التي استضافته ومئات الالاف من الاشقاء السوريين على مدار الاعوام الثلاثة الماضية وتقاسمت معهم الارض والسماء رغم شح الموارد وضيق الحال.

المطرود أطل مساء الاربعاء على فضائية محسوبة على النظام السوري، ليقدم روايته لقرار الحكومة الاردنية باعتباره شخصا غير مرغوب به ودعوته لمغادرة الاراضي الاردنية بعد ان تمادى في التطاول على البلد التي استضافته وغضت الطرف كرما لا ضعفا، عن اساءاته ومؤامراته التي كان يحيكها في منزله مع حواريه من الاردنيين ضد الاردن شعبا وحكومة وقيادة.

الجنرال المشاغب اعتبر ان وصف قرار الحكومة بالطرد لا يزعجه ، قائلا " ما اجمل ان يطرد الانسان الى وطنه"، وتابع قائلا " يا ليت يطرد الفلسطينيون الى بلدهم" في متاجرة مكشوفة بالقضية الفلسطينية لاستجداء شعبية أهدرتها صواريخ وقنابل النظام التي تساقطت فوق رؤوس الفلسطينيين المهجرين في سوريا ، التي كانت تعانق رؤوس السوريين المهجرين في بلدهم.

ورفض الجنرال بوجهه المكشوف المشؤوم ( بعد ان حلق لحيته فور وصوله دمشق اعلانا منه على ما اسماها نهاية حداد بدأ حين باشر عمله في الاردن) ، رفض ما تردده بعض التقارير الاعلامية حول وجود خلال شخصي بين السفير ووزير الخارجية ناصر جودة ، كان سببا في طرده من الاردن، مشيرا الى ان القرار سياسي بامتياز عائد الى مجموعة من التراكمات بدأت منذ 3 سنوات الى جانب الاسباب المباشرة وغير المباشرة .

وأضاف : " منذ عام 2011 بدأت الحكومة الأردنية بالتعامل السلبي مع السفارة والدوبلوماسين السوريين واضعة العقبات أمامنا ترافقت مع توجيه العديد من الانذارات والاتهامات بحقنا ".

وعن مهاجمته للاردن خلال السنوات الماضية اكد سليمان انه لم يهاجم في يوم الشعب الأردني او العشائر الاردنية ، مشددا على انه يفرق بين الحكومة والشعب ، حين من على الاردن بعدم تصنيفه ضمن الدول العدوة اكراما للشعب الاردني ، على الرغم من انها لا تتصرف كدولة شقيقة على حد تعبيره.

وحاول سليمان دون ان يقنع المشاهد ، التحايل على الاسباب التي دفعت الدولة الاردنية لاتخاذ خطوة طرده ، وفي اطار نظرية المؤامرة التي تسيطر على العقل الباطن للانظمة الرجعية والشمولية، زعم سليمان ان قرار الطرد اتخذ فعليا في مؤتمر اصدقاء سوريا الذي انعقد في لندن،لكن الخارجية الأردنية تاخرت في تنفيذه، بانتظار الوقت المناسب.

وفي هذا السياق، رجّح سليمان أن يكون الملك عبدالله الثاني قد تفاجأ بتواجد السفير السوري في حفل الاستقبال الذي اقيم يوم الاحد الماضي في قصر رغدان بمناسبة ذكرى الاستقلال، مستدعيا وزير الخارجية ناصر جودة للاستفسار عن سبب تأخره في تنفيذ قرار طرد السفير، واضعا سليمان بذلك نهاية لتحليلات هوليودية خرجت علينا بها المواقع الاخبارية لمقطع مسجل يظهر فيه السفير وهو يصافح الملك في حفل الاستقلال عشية طرده.

وبين سليمان انه لم يعلم ما جرى بعد المصافحة من استدعاء الملك لوزير الخارجية، سوى في اليوم التالي حين استفسر زوار سليمان عما اذا كان قد بدر منه ما اغضب الملك وهو ما نفاه سليمان.

وكشف السفير سليمان عن ماهية الحوار الذي دار بينه وبين الملك خلال مصافحته له في حفل الاستقبال بمناسبة الاستقلال ،حيث أكد أن الحوار الذي جرى بينه وبين الملك اقتصر على التهنئة بالاستقلال قائلا للملك : كل عام و انت بخير' فرد الملك قائلا ' وأنت بخير'.

وبذلك تكون "جراسا" قد انفردت في تقديم الرواية الاكثر دقة وموضوعية حول تفسير القرار الاردني بطرد السفير،ويطابق ما ذهبت اليه في تقرير نشر الثلاثاء حول الفتاوى الاعلامية والتحليلات غير المنطقية لمشهد المصافحة.

الى ذلك اتهم سليمان الحكومة الاردنية ، التي اصر خلال اللقاء على التمييز بينها وبين الشعب الاردني، بالانخراط في مشروع ارهابي استعماري يستهدف سوريا،حيث تتضح معالمه من خلال استضافت الأردن لغرف عمليات امريكية عربية موجودة في المدن الحدودية الأردنية مع سوريا.

وادعى قائلا : " هناك غرفة عمليات مركزية يقودها ضبا امريكان وبريطانييون واردنييون الى جانب ضباط من قطر والسعودية وفرنسا واسرائيل ووتتواجد في احد الفنادق الأردنية".

واضاف في معرض اتهامه للأردن " الأردن لاعب اساسي في تسليح وتدريب الالاف من المسلحين المتأسلمين وذلك بإدارة من قيادات ارهابية متأسلمة موجودة في السجون الاردنية وتنفذ ما تمليه السعودية عليهم".

وتابع:" اراد الأردن أن يحولنا الى مزبلة للارهابيين من الجماعات السلفية التي تدار من قيادة سلفية متأسلمة".

واضاف في اتهاماته :" الأردن شريكا سياسيا وعسكريا لاسرائيل وذلك لانشاء منطقة حدودية عازلة عند الحدود الاسرائيلية السورية"، كما قال : " الاردن سحبت وثائق عشرات الالاف من السوريين ووضعتهم في سجون اسموها مخيمات للاجئين وذلك بضغوط امريكية".

وحول سماح الاردن باجراء الانتخابات السورية في سفارتها،ارجع سليمان السبب الى تشابك المصالح الأردنية السورية لا سيما بين الشعبين الشقيقين وهي اسباب لا تدع الاردن ان تقرر قطع العلاقات بين البلدين.

وشدد سليمان على ان قرار الطرد لم يأتي بسبب الضغوطات الداخلية في الاردن والتي طالبت على مدار سنوات بطرده لا سيما في الحراك الذي قاده الاخوان المسلمين،مؤكدا ان الطرد جاء بعد ضغوطات امريكية والخارجية.

واشار الى ان اول المباركين بقرار طرد السفير السوري هو السفير الاسرائيلي والاخوان المسلمين.

وأضاف زاعما : "لأردن يدار ولا يدير"، متجاهلا ان الاردن رفض الضغوط التي مارستها بعض الدول عليه ولا تزال لفتح حدوده امام المقاتلين المسلحين، واما حركة السلاح، ولو كان الاردن كما يزعم لما بقيت لحية السفير على وجهه المشؤوم اكثر من اسبوع من  بدء الازمة السورية، ولكانت السفارة السورية ترفع اليوك علم الائتلاف المعارض بدلا من العلم السوري.

يذكر ان الاردن استضاف مئات الالاف من اللاجئين السوريين ، وتحمل اعباءهم المالية والامنية والسياسية ، وسط دعوات لاغلاق الحدود في وجه الفارين من الحرب الاهلية الدائرة في الشقيقة سوريا، كما ان الاردن رفض طلب المعارضة السورية باقامة منطقة عازلة على الحدود الشمالية، واكد مرار رفضه للحل العسكري مؤكدا تمسكه بالحل السلمي للصراع السوري، منطلقا من المصلحة الوطنية الاردنية بعيدا ان اي اعتبارات سياسية اخرى.

وعن التقائه بمثقفين واعلاميين اردنيين في منزله في الفترات السابقة اكد سليمان أن تلك الشخصيات كانت ولا زالت حريصة على أمن واستقرار الأردن وسوريا.

واعتبر سليمان في اجابته على سؤال مقدم البرنامج حول الخطوة القادمة ان الأردن لن يرغب في التصعيد مع جارتها دمشق نظرا لطبيعة المصالح المشتركة بين الشعبين وهو ما يحول دون اغلاق الحدود بشكل كامل، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الاردن لا يريد سفيرا لسوريا في عمان بل شاهد زور.

وسخر سليمان من تصريحات وزير الخارجية ناصر جودة التي دعا فيها دمشق لتسمية سفير جديد يراعي الاعراف الدبلوماسية، قائلا " الأعراف الدبلوماسية بنظر الأردن هي أن تغض الطرف عن إرسال الإرهابيين إلى سوريا، فالاردن لا يريد سفيرا لسوريا في عمان بل شاهد مزور"

وفي تعقيبه على تدريبات الاسد المتاهب والتي تنظم على اراضي الاردن اكد سليمان أن الاسد المتأهب يأتي بسبب ما وصفه بالعقدة من اسد موجود في دمشق ( في اشارة الى الرئيس السوري) وذلك هدفه اسقاط النظام السوري وتنفيذ المخطات الاستعمارية المشبوهة على حد زعمه .

وعن اسباب حلقه لذقنه بعد اطلاقه منذ3 سنوات اكد ان حلق الذقن جاء تعبيرا عن فرحه بعودته الى وطنه وبعد الخلاص من الحداد الذي سببته له غربته في الأردن.