رفضت الطبيعة فكرة المفاعل إنشاء النووي ،وأصابتها بنكسة جديدة ،وأتت على ما تبقى من قناعة بسلامة المشروع ،ووجه زلزال يوم السبت الماضي الممتد من العقبة الى مطار الملكة علياء ،ضربة تحذيرية لخالد طوقان والذين معه للكف عن مواصلة اللعب بهذه الفكرة الخطرة.

.الموقع المقترح للمشروع في منطقة قصر عمرة لا يبعد عن المطار الا باع او ذراع ،والمنطقة برمتها ، والعقبة بالذات هي عبارة عن منطقة نشطة زلزالياً، ومميزة بالعديد من الزلازل القوية التي تحدث بفواصل زمنية ذات تكرار قصير نسبياً ،تقع بشكل مفاجئ و بدون تحذير وقد تكون مدمرة .

استمر الاهتزاز الناتج عن الهزة الرئيسية في العقبة عام 1995 م ما يقارب دقيقة واحدة، و شعر به في سوريا و لبنان شمالاً ،و في الحدود السودانية جنوباً. كما سجل العديد من الأضرار الإنشائية في المباني ،بالإضافة إلى أضرار في البنى التحتية في العديد من المدن المتوضعة على طول ساحل الخليج ،بما فيهم شرم الشيخ، دهب، و نويبع في مصر، إيلات في جنوب فلسطين، العقبة ، و حقل في المملكة العربية السعودية.

وكان الدكتور محمود القريوتي رئيس مرصد الزلازل في سلطة المصادر الطبيعية الأردنية الرسمية ،حذر مؤخرا من أن وضع الأردن الزلزالي صعب وخطير ،وأن الدراسات التاريخية تشير إلى احتمالات وقوع زلازل في أي لحظة ،خاصة في منطقة البحر الميت وخليج العقبة،متوقعا أسوأ السيناريوهات في حال حدوث زلزال كبير في البحر الميت ،بأعداد ضحايا في هذه الحالة تصل إلى 10 آلاف شخص في العاصمة عمان فقط.

الهزة الأخيرة وحسب مركز الزلازل الأردني ، كانت بقوة 7ر4 درجة على مقياس ريختر، وعلى عمق 14 كيلومترا،وشعر بها سكان الكرك والطفيلة وحتى مطار الملكة علياء الدولي. وفي سياق متصل أكد مصدر مسئول في مفوضية العقبة أن الهزة بلغت على مقياس ريختر4.7 درجات.

يذكر ان خالد طوقان ليست لديه إجابات واضحة حول التهديدات الصامتة للطبيعة ،وينوي استيراد أسوأ أنواع المفاعلات النووية وأكثرها هشاشة من روسيا وتبريدها بمياه المجاري والصرف الصحي ،والكل يعلم ان الزلزال قد دمر احدث وأفضل المفاعلات في اليابان أم العلم والصناعة، وتتسبب بتدمير مفاعل فوكوشيما عندما ضرب المنطقة في الحادي عشر من مارس/آذار عام ألفين وأحد عشر، ونجم عنه مد بحري دمَّر المنطقة ، وألحق أضرارا كبيرة بالمحطة النووية تطورت الى مشاكل التبريد وارتفاع في ضغط المفاعل، تبعتها مشكلة في التحكم بالتنفيس نتج عنها زيادة في النشاط الإشعاعي.

اصحوا يا جماعة ..واستمعوا لما يقوله الخبير القريوتي ..ومعالي رئيس هيئة الطاقة النووية في الأصل مهندس كهربائي تخرج من جامعة لبنان ، وليست لديه تجربة سابقة في إدارة المفاعلات الذرية ،ولا يمكن الثقة بمهنيته والاطمئنان لما ينوي القيام به ، وهو مجرد شخصية أكاديمية لم يسبق له العمل في المفاعلات، صحيح انه يحمل ماجستير هندسة نووية من جامعة ميتشغان الأمريكية، ودكتوراه في الهندسة النووية من جامعة M.I.T الأمريكية، إلا انه كالطبيب غير الممارس لم يعمل في المفاعلات النووية منذ التخرج ،ويبقى علمه في هذا المجال نظريا ولم يمارسه ممارسة فعلية على ارض الواقع ،وأمضى حياته العملية عميدا كلية الهندسة الصناعية في الجامعة الأردنية،و رئيسا لجامعة البلقاء التطبيقية ،ووزيرا للتربية والتعليم ،ووزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي ، ووزيرا للطاقة والثروة المعدنية، وتخلو سيرته الذاتية من أية إشارة إلى انه سبق وان عمل في المفاعلات النووية.

تجدر الإشارة إلى فشل الأدلة والقرائن التي قدمها خالد طوقان لإثبات صحة إقامة المفاعل النووي ، وعجز عن محاورة العلماء والمختصين المناهضين للمشروع ،واكتفي بسهم وشتمهم مرارا وتكرارا وسجلت بحقه بسبب ذلك اكتر من قضية لدي المحاكم .