المجلس الصحي العاي الى اين


المجلس الصحي العالي اسم كبير للاسف لم يستطع او لم يعطى الفرصة ليقدم نفسه جيدا وليكون راسم الاستراتيجية الصحية الوطنية الشمولية حيث انيطت رئاسته بدولة رئيس الوزراء وبالتالي فقد القدرة على العمل الحقيقي لانشغال الرئيس في امور الدولة فكان يجتمع موسميا ويحاول اعداد دراسات وبيانات ولكن لم نلمس دورا محوريا للمجلس في رسم السياسات الصحية واليوم يعود المجلس الى احضان وزير الصحة بحيث اصبح وزير الصحة رئيسا للمجلس وبالتالي اصبح بامكان المجلس ان يكون فاعلا بشكل اكبر شريطة ان يجد الدعم من الرئيس والحكومة وفي حال لم يتم دعمه سيتحول الى دائرة ملحقة بوزير الصحة وتدور في فلكه ولن يحقق الغاية المرجوة من انشاءه واعتقد ان معالي وزير الصحة د علي حياصات معني بانجاحه ليحقق اهدافه المنشودة.

مفهومي للمجلس الصحي العالي يتلخص بعدة اهداف مطلوب منه تحقيقها تدريجيا وهذه الاهداف تتمثل بما يلي : -

اولا – وضع خطة مدروسة وعلمية وعملية ومبنية على معطيات سليمة وقاعدة بيانات واسعة وسليمة للتعاون والتكامل بين القطاعات الطبية العامة المختلفة مثل وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية والجامعات الاردنية تحافظ على خصوصية كل طرف وفي نفس الوقت تعزز التشاركية وتكامل الادوار لا الصراع او التنافس المحموم وهذا يتطلب وضع اليات واضحة وصريحة من خلال تشريعات ناظمة وليس اهواء او امزجة متقلبة واعتقد انه يجب اجتراح صيغة جديدة للتعامل والتكامل بعد ان فشلت وشخصنت المؤسسة الطبية العلاجية وبالتالي البداية في العمل يجب ان تتركز على هذا البند خاصة انه سيؤدي الى ترتيب بيت القطاع الطبي العام والذي يصرف من الخزينة بغض النظرعن اي شيئ اخر واكرر مراعاة الخصوصية سوف تنجح التجربة اضافة لضرورة الحفاظ على التامين الصحي المدني كونه ثروة الفقراء وملاذهم الاخير .

ثانيا : - الاشراف على البرامج الوطنية في المجالات الصحية من حيث الاعداد والدراسات المرجعية والمسح الصحي لكل المناطق اضافة لتامين قاعدة بيانات حقيقية تفيد صاحب القرار الصحي في ترتيب الاولويات والتوزيع العادل للخدمات الصحية وفي كل مناطق المملكة .

ثاثا : - هناك هدر حقيقي للموارد والمطلوب دراسة ما هو موجود وما هو مطلوب والموائمة بينهما والهدر اصبح مقلقا ويحتاج الى اجراءات سريعة لوقفه خاصة الهدر الناتج عن الازدواجية رغم ان اجراءات كثيرة قد اتخذت للحد منه؟

رابعا : - وجود مجموعة من الوزراء في المجلس الصحي العالي يعطيه زخما ان حضروا والتزموا ويفقدوه زخمه ان هم لم يعطوه حقه واهم شخص سيكون وزير المالية لدوره الكبير في التنسيب لمجلس الوزراء ودعم موقف وزير الصحة في القضايا المالية.

خامسا : - هل اخطأ المشرع بوضع الوزراء في تشكيلته وهل كان عليه ان يضع الامناء العامين في المجلس ليكون عمله اكثر سهولة رغم ان الامناء عادة يعرفون الكثير ولكن همهم في كثير من الاحيان ارضاء معالي الوزير التابع لامره وبالتالي يحتاج الى رحلة ما بين الامناء والوزراء لحل القضايا وقد يكون هذا غير عملي الان ولكن اما وقد حصل فاعتقد ان دور وزير الصحة محوري في تفهم الهموم ومعالجتها بما يرضي الله والضمير .

سادسا : يجب تعزيز كادر المجلس ورفده بكفاءات متخصصة للعمل بحيث يستطيع القيام بدوره كمؤسسة وليس كمحطة للترفيع لهذا او ذاك للدرجة العليا مع الاحترام للجميع , نريد لهذا المجلس دور حقيقي وفاعل في رسم الخطط والاستراتيجيات الوطنية وبالتالي نحن نحرص عليه ونطالب له وندعوا لانصاف الاطباء والموظفين العاملين فيه ليكون جاذبا للكفاءات لا طاردا لها واعتقد ان منح اطباءه الحوافز ومكافأة بدل العمل الاضافي سيساهم في تحسين الاداء ورفع مستواه رغم عدم ايماني بارتباط الاداء بالمال على اهميته ولكن كما قالوا المحبط لا ينتج كما يجب .

سابعا : - القطاع الخاص هو الرديف للقطاع العام ويجب التعاون معه في الحدود المعقولة والكافية وهو ليس خصم بل شريك حقيقي نعتز به وبخدماته على ان يبقى القطاع العام يقود القطاع الصحي وكلما كان القطاع العام قويا كلما كانت الضمانة للفقراء اقوى لذلك لا بد من وضع استراتيجيات وتشريعات تحمي القطاعات كلها ولا يجوز القبول بالتغول بل العمل بالعقل والمنطق , واعتقد انه ان الاوان للمصارحة الحقيقية بحيث تكون قاعدة التعاون واضحة وعلمية وليس مبنية على الاخفاء والتخوف .

وقبل ان اختم اتوجه برسالة لمعالي وزير الصحة د علي حياصات واقول الامر بيدكم يا معالي الوزير لتجعلوا من المجلس الصحي مؤسسة فاعلة قادرة على الابداع والتخطيط والمتابعة او ان يكون دائرة ملحقة بوزارة الصحة وشتان ما بين الدائرة الملحقة والمؤسسة الفاعلة واعتقد انكم تميلون الى ان يكون للمجلس دورا محوريا وان يكون مؤسسة فاعلة لها الاذرع القوية للعمل والتخطيط وتقديم قاعدة سليمة من البيانات تسهل اتخاذ القرار الصحي المناسب , وتحية للمجلس الصحي العالي وهو يعود الى حضن الصحة الدافئ ليعمل لا ليكسل وينام .

والله المستعان -والله غالب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات