تخلي سورية عن السلاح الكيماوي


لقد سلم الاسد سلاحه الكيماوي ، وهو سلاح ردع وتفوق ، فبماذا سيقاتل ؟ سؤال طرحه العديد ممن يحملون ادانة لسورية لدواعي متعددة .

لقد تظافرت قوى الشر في كل العالم على سورية منذ ثلاث سنوات ونصف تقريبا , مزودة بآلة حرب متطورة وبالمال , والدعم اللوجستي , والارهابيين بعشرات الالوف , فبماذا كانت سورية تقاتل , ولا زالت ؟ وماهي عناصر صمودها ؟
ومن هو الذي استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبنا السوري ؟ اليسوا الارهابيين بدعم اميركي تركي ؟ الم تفضحهم صحافتهم ؟

كشف الكاتب الأميركي سيمور هيرش في مقال نشرته مجلة لندن ريفيو اوف بوكس الدور الخطير الذي لعبه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولوه في الهجوم الكيميائي الذي نفذته المجموعات الإرهابية المسلحة في الغوطة الشرقية قرب دمشق في الحادي والعشرين من اَب الماضي وذلك في محاولة منه لدفع الولايات المتحدة لشن عدوان على سورية في أعقاب الهزائم التي منيت بها المجموعات الإرهابية المسلحة التي يدعمها أمام الجيش السوري.

وأضاف هيرش في المقال الذي حمل عنوان "الخط الأحمر وخط الجرذ" أن الانقلاب في موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدوله عن مهاجمة سورية يعود إلى حقائق تكشفت في مخبر بورتون داون في ويلتشاير ببريطانيا وذلك مع حصول مسؤولي الاستخبارات البريطانية على عينات من غاز السارين الذي استخدم في هجوم الغوطة حيث اظهر التحليل بما لايقبل الشك ان الغاز المستخدم في الهجوم لايتفق ابدا مع أي مواد كيميائية يمتلكها الجيش السوري وقد وصلت الرسالة بشكل سريع إلى هيئة الأركان الأميركية بأن أي قضية ضد سورية بهذا الشان لن تصمد.

ولفت هيرش إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين والقادة العسكريين في الولايات المتحدة الذين كانوا قد رفضوا الدخول في مغامرة عسكرية جديدة خلف أوباما واعتبروا أن الحرب على سورية غير مبررة وكارثية انتابتهم الشكوك بشأن الدور الذي يلعبه جيران سورية في الحرب وخصوصا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحاشيته.

واستطرد الكاتب الأميركي قائلا "إن أردوغان معروف بتقديمه الدعم المطلق لـ "جبهة النصرة" إضافة إلى المجموعات الاسلامية المتطرفة الاخرى التي تقاتل في سورية" وقد كشف له مسؤول رفيع في الاستخبارات الأميركية على اطلاع بالمعلومات الجديدة قائلا "نحن نعلم أن هناك مسؤولين في الحكومة التركية كانوا يعتقدون انهم يستطيعون استخدام غاز السارين في سورية لاجبار أوباما على تنفيذ تهديداته بشأن الخط الأحمر".

ثم كيف تحيق الهزائم باركان العدوان ؟ الا تواصل قوى الارهاب والمؤامرة الهزائم منذ ثلاث سنوات ونصف ؟

والسؤال ,ان كان الشعب السوري ثائرا على نظامه السياسي فمن الذي يتصدى ويحمي الشعب والوطن السوري ويلحق الهزائم " يالثورة " ، " ان كانت ثورة شعب من تراه يتصدى لها؟
ولمن سيجيب ان الجيش السوري هو جيش طائفي علوي سوف اساله هل يعقل ان يكون ما يناهز ال 380,000 مقاتل بالجيش سوري , و 250,000 اعضاء المقاومة الشعبية علويين طائفيين ؟
كلنا يذكر الشهداء الاربعة قادة الجيش السسوري من اي الطوئف كانوا , فداوود راجحه مسيحي , وآصف شوكت علوي , وحسن التركماني سني , وهشام اختيار شيعي ! ثم من الجرحى وزير الداخلية الشعار سني والجرحى فهل هذه الكوكبة من الشهداء ذات صبغة طائفية ؟

الجيش السوري لم يختبر بعد وهو يلحق الهزائم بتفوقة العقائدي , وتسلحه النوعي , الديناميكي وخبراته المتراكمة ، والعدو الصهيوني على حدود سورية الغربية ، متظافرا مع الاردن ( الرسمي) والمرتزقة والتمويل السعودي ، القطري ، الكويتي والمرتزقة من اكثر من٨٧ دولة ، وبرغم ذلك تحيق بكل هذه القوى العميلة الهزائم تلو الهزائم وتنسحب البوارج الاميركية من حوض المتوسط وتتعمق ازمات اميركا ، وتغادر المنطقة ، صاغرة ذليلة ( برغم التخلي عن الكيماوي) وبرغم عدم زج القوة الرئيسية للجيش السوري بالمعركة .
ماذا لو تم استخدام الاسلحة الاستراتيجية ؟

الكيماوي كان عبئا على سورية , وهو عبئ على اي دولة تملكه , فقد كان عرضة للاستخدام من قبل الارهابيين كما حصل ونًسب الامر للجيش السوري , وقد تخلصت سورية منه , وهو" خسارة تكتيكية " ,لكنها كسبت الراي العام الدولي ( برغم اهميته المحدودة) وانزلت اوباما عن الشجرة المازق ، وكانت سببا في كنس اميركا من المنطقة ، واطاحت بهيمنتها على العالم , " والفيتو الروسي الصيني الرابع على مشروع قرار اميركي باحالة سورية للمحكمة الجنائية الدولية اليوم دليل لا يقبل الشك على نهاية الهيمنة الاميركية على " الادوات الدولية كمجلس الامن ", وكرست المقاومة قوة رادعة مرعبة , وتحالف اقليمي , ودولي متفوق نوعا وكما" .

وليذهب الكيماوي , واوباما , وساركوزي , وبندر , والحمدين , ومرسي , والقرضاوي , واردوغان , وعبد الباري عطوان و ,, الخ الى الجحيم .
عمان 22 / 5 / 2014



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات