الجيوش العربية .. (وهم القوة .. وقوة الوهم)


هل يعي صناع القرار في النظام العربي أن التغذية الطبيعية والجبرية لجيوشها ستكون من خلال الشباب الذي يتظاهر ويحتج..؟ هذا الجيل الواعي الذي ساهمت تكنولوجيا المعلومات والانترنت بتكوينه المعرفي...وان خلفيته عن النظام تشكلت قبل أن يدخل مدرسته العسكرية التي تعداها الزمن !؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ؟؟


عندما يتوهم المرء بأنه أقوى مما يجب ... ثم يواجه الحقيقة ؟ عندئذ فإنه لا يملك إلا قوة الوهم ، الجيوش العربية في مجملها نالت من النفقات الدفاعية ما لم تنله كل قطاعات التنمية ، وإذا ما طالعنا النشرات ، والتقارير التي تصدرها المراكز الإستراتيجية المتخصصة نجد أن بعض الجيوش العربية لوحدها احتلت مراتب الرابع أو السادس من بين الجيوش العالمية في النفقات على التسليح .

لقد أسست الجيوش العربية على عقائد ظاهرة الدفاع عن الوطن وتحرير فلسطين وطرد المحتل وباطنها حفظ النظام الحاكم أولا وعاشراً ولا شيء غير ذلك .

فشلت الجيوش العربية ( وقياداتها السياسة ) في كل حروبها مع إسرائيل رغم ربح بعض المعارك هنا وهناك ، إلا أنها نجحت في الحفاظ على أنظمة الحكم .

صيغت الأغنية الشعبية العربية لرفع معنويات الجيوش وتصويرها على أنها الجيوش التي لا تقهر ، حتى توهم الحاكم العربي أنه باقي على كرسي الحكم إلى الأبد !!

لا أحد ينكر نجاح الجيوش العربية ( المستهلكة للتنمية ) في حماية وتثبيت مؤسسات الدولة العميقة للنظام العربي ..؟ ولكنها فشلت وانهارت أمام حركة الوعي والتغيير التاريخية التي تجتاح الوطن العربي ( والفشل أخلاقي وبنيوي ) ... ورغم هذا الفشل نكتشف أن من بين المهام التي أعدت لها الجيوش لا بل وأهمها هي استعادة نظام الحكم إذا ما سقط أو انهار ؟؟

هذه المهمة بقيت مستترة إلى أن فجر الربيع العربي حالة الركود والاستقرار المزعومة على حين غره ، وفاجأ الجميع بأن حركة الشعوب نحو التحرير قد بدأت .

وإلا كيف نفسر المحاولات المستميتة من جيوش الدول العربية التي اجتاحها الربيع العربي لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ، مهمة الجيوش العربية الحقيقية هي كسر إرادة الشعوب ، أليس ما يحدث في ليبيا الآن وقبلها سوريا ومصر واليمن وغيرها دليل على ذلك .

كما فشلت الأنظمة العربية في مواجهاتها مع إسرائيل بعد أن أوهمت شعوبها بأنها قوة ، ستفشل في مواجهة شعوبها لأنها لا تملك ألا وهم القوة ، نعم واجهة بلدان الربيع العربي حالة من عدم الاستقرار وهذا أمر طبيعي، يكفي أن نذكر أن الثورة الفرنسية وهي أم الثورات صححت نفسها من خلال سبعة حركات تصحيحية حتى استقر بها المقام ( من 1778 – 1815 م ) . على النحو الذي أصبحت فيه ملهمة إلى باقي الثورات العالمية .

إن المحاولات المستميتة لأجهزة الاستخبارات الأجنبية والعربية من أجل محاولة الإجهاز على روح الوعي العربي وباستخدام وهم القوة وضخ أموال الحرام لن تجدي ولن تكسر إرادة الشعوب ، وستلقي بها الشعوب في وحل النخاسة وسيكون لها سوء المنقلب .

والسؤال البسيط وربما السطحي والساذج هو هل تستفيد الدول العربية التي سيجتاحها الربيع شاء من شاء وأبى من أبى، وهل تقترب من شعوبها وتتصالح معها ..؟ حبذا ولكن من المستبعد !؟ إن قانون الطبيعة يكره الفراغ ،فالبديل سيكون جيوش من الثوار وبعقيدة مختلفة تماما في القوة والاتجاه .



تعليقات القراء

بني حميدة
المقال جميل ولكن يا اخ عمر هذه الجيوش قادتها ليسوا من امثال الصديق ، بن الخطاب ، بن عفان ، بن طالب ، وابو عبيدة ، بن الوليد ، بن العوام ، وابو وقاص ، والايوبي ، وابو عدي ......
23-05-2014 03:48 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات