كوريا الشمالية وسياسة التمييز العنصري ضد السود في العالم


في الوقت الذي تسعى فيه كوريا الشمالية لتوقيع اتفاقيات للتعاون الثنائي مع دول القارة السوداء-افريقيا - إلا أنها تمارس سياسات تمييز عنصري وعرقي تجاه السود, لم يعرفها التاريخ الحديث.

إذ يصف الإعلام الكوري الشمالي الرسمي, الذي يقوده حزب العمل الحاكم ,السود،الذين يشكلون الغالبية العظمى من سكان أفريقيا, بأنهم قرود بشعون, لم يشملهم التطور البشري بعد، كما يصف كل من يختلف مع كوريا الشمالية سياسيا – وما أكثرهم - بأوصاف غير أخلاقيه, يعاقب عليها القانون الوضعي لجميع دول العالم, كما تحرمها الشرائع السماوية.

وتكرس القيادة الكورية الشمالية هذه السياسات يوميا .فقد هاجم الإعلام الرسمي ,ممثلا بوكالة الأنباء الكورية الشمالية المركزية ,الرئيس الأمريكي اوباما بألفاظ غير مسبوقة, إذ وصفه بأنه "قرد إفريقي بوجه اسود, وعينين رماديتين هزيلتين, ومنخرين مجوفين, وفم كبير , وإذنين يغزوهما الشعر, وان أفضل مكان له ليعيش فيه,هو حديقة وطنية في أفريقيا, يلتهم فيها فتات مايلقيه عليه المتفرجون " .

وقالت صحيفة كوريان الكورية الشمالية, في الثاني من أيار الحالي, والتي تشرف عليها الدولة ككل شيء هناك " إن مظهر الرئيس اوباما وتصرفاته, تؤكد انه مهرج, وقذر, هرب من جسد قرد اسود حقير وماكر, وهو قواد لايمتلك حتى مظهراً من مظاهر الإنسان الأساسي لأنه ليس من البشر" ؟؟!!
وليت الأمر يقف عندهذا الحد, بل إن الإعلام الكوري الرسمي الشمالي الذي تديره الدولة , وصف الرئيس اوباما بأنه لقيط غير نقي الدم " تماما كما وصف هتلر معارضيه, حين اعتبر الدم الألماني والعرق الآري هو الأفضل في العالم , و خاض حربا عالمية لتحقيق مايفكربه , وفشل بعد دفع حياته حياة الملايين من البشر ثمنا لأفكاره النازية .

إذ يرى الرئيس الكوري الشمالي والبطانة المحيطة به, إن كوريا الشمالية ليست مجتمعاً شيوعياً، بل هي دولة قومية شوفينية تستند إلى العرقية و عبادة الأشخاص الجبرية من عائلة «آل كيم» التي كرس الإعلام الرسمي أشخاصها على إنها " «القادة العطوفون» الذين يحرسون نقاء وبراءة الكوريين، ويحمونهم من خطر العالم الخارجي وتلوثه.

مما جعل كوريا الشمالية منغلقة على نفسها, ولا تسمح لشعبها بالاختلاط بغيره, ولا تسمح للآخرين بالاختلاط بالشعب الكوري الشمالي ,خوفا على نقاء دم الشعب الكوري الشمالي, لان السادة – حسب الإعلام الرسمي الكوري الشمالي - لايختلطون بالعبيد ولا يجالسونهم ألا لإصدار الأوامر وتقريعهم
وكرست كوريا الشمالية سياساتها العرقية هذه, بنظريه وضعها كيم ايل سونغ الأب, أطلق عليها اسم – العقيدة الزوتشيه - والتي تتلخص بان " القومية الكورية أساسها الدم، وأن الدولة القومية الكورية ستبقى للأبد، وأن الكوريين سيعيشون دائما في كوريا ويتكلمون اللغة الكورية, وان البلدان الأخرى يجب أن تتعلم "الزوتشيه, وتكييف مبادئها مع شروطها القومي ".

ويرى كيم جونغ إيل في كتابه "فلسفة زوتشيه فلسفة ثورية أصلية",بأن زوتشيه عقيدة جديدة تماما ,أسسها كيم إيل سونغ، ولا تعتمد على الماركسية الكلاسيكية. إذ أنها صيغت وفقا للخصوصيات القومية لكوريا الشمالية، بدلا من مطابقة الماركسية الاشتراكية الدولية".

إن مثل هذه الأوصاف ,تستدعي تحرك المجتمع الدولي , لمعاقبة النظام الكوري الشمالي على سياسات التمييز العنصري, التي يقترفها, والمخالفة لكل الأنظمة والمواثيق الدولية, وفي مقدمتها شرعة حقوق الإنسان, التي منعت التمييز بين البشر على أساس عرقي أو جنسي ومذهبي, وصنفته في مرتبة الجرائم , وفرضت عقوبات على من يقترفها, فكيف إذا ارتكبتها دولة بصورة متعمدة ومدروسة وعبر أجهزتها الرسمية .

وهكذا جمع النظام الكوري الشمالي في سياساته الداخلية والخارجية, مابين السياسات العنصرية والعرقية التي لم يعد لها مكان في العالم المعاصر , والتي ترى إن دم , وعقيدة, وتاريخ ونظام حياة الشعب الكوري الشمالي, ينبغي إن تسود العالم, كما كان يعتقد هتلر,الذي سعى لتطبيق سياساته بالقوة , تماما, كما فعل ويفعل ال كيم , الذين يهددون العالم كله بالويل والثبور, لأنه لايؤمن بما يؤمنون, ويتوعدون بتحويل عواصم العالم ’والدول التي تخالف سياساتهم, بالويل والثبور, بالدمار بتسلحه صنعوه اعلي حساب جوع شعبهم وفقره ومرضه ومنعه ليس من الاختلاط بأجناس أخرى, بل من معرفتهم والاستماع إليهم .

فقد منع النظام الكوري الشمالي شعبه من الاستماع إلى الإذاعات الخارجية, أو قراءة ألصحافه الخارجية ,أو مشاهدة أفلام فيديو ليست كوريه شماليه , ووضعت شروطا قاسيه جدا على من يستخدم "ألنت" اوالموبايل , الخاضعين لمراقبة دقيقة من الدولة . بل وعاقبت كل من يقوم بذلك بالسجن المؤبد, وأحيانا بالإعدام.

إن كوريا الشمالية تعمل جاهدة عبر سياساتها الداخلية والخارجية على تطبيق نظرية الزوتشيه, والتي مكنت عائلة كيم من الحكم الاستبدادي قرابة نصف قرن مات خلالها الملايين من الكوريين الشماليين جوعا ومرضا وقهرا وجراء التعذيب المنهج في معسكرات اعتقال جماعية ضخمه لم يشهدها العالم ألا في عهد النازية التي انتهت إلى غير رجعة إلا إن كيم أيل سوغن بث فيها الحياة لتعودا لنازية من جديد باسم "الزوتشيه " . فهل يكون مصير الاخيره كمصير سابقتها وهل يتحرك المجتمع الدولي قبل إن يدفع العالم ثمنا غاليا لتطبيق ونشر نظرية الزوتشيه كما دفعه حين سعى هتلر لتطبيق النازية عالميا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات