تفاءلوا خيرا


د. محمد الذنيبات – وزير التربية و التعليم – و حيدر الزبن – مدير عام مؤسسة المواصفات و المقاييس – و د. هايل العبيدات – مدير عام مؤسسة الغذاء و الدواء – ثلاثة اسماء تصلح كنموذج وطني يستحق الاحترام و التقدير و كمثال لشخصيات عامة تحيي الامل مجددا في نفوس الاردنيين التواقين الى اسماء محترمة و نزيهة يسكنها الهم العام و الهاجس الوطني و تنحاز الى المصلحة العامة دون هوادة في ظل حقبة مقيتة مر بها القطاع العام تحديدا افقدته هيبته و نكلت بدوره الوطني الاجتماعي , و الاسوأ انها حقبة افقدت المواطن ثقته بالمناصب العامة و بمن يشغلها نتيجة مخرجات ما يسمى تلطفا ب " الخصخصة " التي عصفت بالدولة و هيبتها و روجت لقيم الخلاص الفردي و " الشطارة " !
الأسم الأول يبذل جهدا خارقا لضبط ايقاع التعليم في الاردن بعد ان عبثت به اطراف لا علاقة لها لا بالتربية و لا بالتعليم و يبذل جهدا في اعادة الهيبة لامتحانات الشهادة الثانوية العامة و جهدا اكبر في مراجعة مناهج التعليم عموما بعد التشوهات التي اصابتها و يتعاون مع نقابة المعلمين بشكل نموذجي و يسعى لتحسين ظروف التعليم و تحسين بيئته و يحارب جشع و تعديات تحالف اغلب اصحاب المدارس الخاصة .
الثاني – اي حيدر الزبن – اتحفنا بموقف نبيل و شجاع بتمسكه برفض شحنة اسطوانات الغاز المشكوك في مزاياها الفنية فيما كان من الممكن جدا ان يعقد صفقة لمصلحته الخاصة سيما ان الجو العام يمهد الطريق لهكذا افعال دون اي حسيب او رقيب لولا حسه الوطني و حسن تربيته الاجتماعية و ضميره الحي .
د. العبيدات هو الاخر لا يتهاون في اداء واجبه و متمسك بحزم بسلامة غذاء و دواء الاردنيين و لا يقبل الضغوط التي تمارسها عليه اطراف يجب ان تحاكم لمجرد تدخلها لحساب المستهترين بسلامة الشعب الاردني .
" المواقف المعلنة " و ما تظهرعليه الاسماء المحترمة الثلاثة تدعو الاردنيين للتمسك بالامل بوجود شرفاء بينهم يؤدون واجبهم بضمير و يفخر المنصب بهم و ميزتهم انهم من الناحية العملية اعداء بالمعنى التام للكلمة للفريق الساعي للاطاحة كليا بصورة اجهزة الدولة و وزاراتها و مؤسساتها المختلفة و بعموم البيروقراط الوطني بعيون الاردنيين بعد ان استحكم ذاك الحلف المعادي للدولة بمواقع القرار و قام بعمليات انزال قواته من الفاسدين ادارايا و ماليا طيلة الاعوام الماضية ما جعل العامة ينظرون بعين الشك و الريبة لأي متطلع للموقع العام ما تركه فريسة لمن هم بلا كفاءات و بلا ضمير .
مصيبة الناس , ليس في بلدنا فحسب بالمناسبة , انهم يتداولون الاخبار السيئة اكثر من الاخبار الطيبة و يتذكرون السلبيات و ينسون الايجابيات و لا يتقدمون بأي مبادرة , عموما , حتى في النطاق الضيق و هذا بحد ذاته خبر طيب لمن ينهمكون بقتل الروح البناءة لدى الاردنيين و لمن يخططون لإستكمال عمليات النهب . فبدون انتماء و بدون روح ايجابية يصبح الاستسلام نهجا عاما و خيارا شعبيا و نهج حياة.
رصيدنا من الاسماء المحترمة لا يتوقف حتما عند الاسماء السابقة الذكر و " مواقفها المعلنة " فهناك عدد من النواب المحترمين اذكر منهم النائب عدنان السواعير صاحب المواقف النبيلة من قضايا العمال و هند الفايز لموقفها من فساد المفاعل النووي و النائب عساف الشوبكي و النائب ميسر السرديه و قبلهم النائب السابق د. احمد الشقران لعموم مواقفهم الوطنية . حتى في المواقع الادراية الادنى منسوبا في الاجهزة المدنية و الامنية لدينا من يؤدون واجباتهم بشكل نبيل كان اخرهم رقيب السير احمد رمضان الذي استبسل في منع حريق ضخم كان من الممكن ان يؤدي لكارثة مؤخرا .
ببساطة . كل ما اود قولة " تفاءلوا خيرا " , ما زال في بلدنا شرفاء !



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات