الطريق إلى القدس عبر السفارة الإسرائيلية


سمعت أن مؤتمرا دوليا سيعقد في عمان بعنوان " الطريق إلى القدس " استغربت أولا تسميته بالمؤتمر الدولي الأول إذ سبق و أن عقدت دول عربية و إسلامية مؤتمرات دولية هامة و متعددة و سنوية من أجل القدس .

كما استغربت أيضا هذا العنوان الجميل المحفز " الطريق إلى القدس " بسبب معرفتي بالعلاقة الأخوية الحميمة و الوطيدة بين عمان و تل أبيب حيث أن العنوان يعني لي السير في طريق التحرير بخطوات عملية لأن القدس بحسب معلوماتي لا زالت محتلة .

لكنني بعد أن سمعت المداولات التي جرت في المؤتمر و التوصيات التي خرج بها حسب البيان الختامي زال الاستغراب و التعجب .

تبين لي أن هذا المؤتمر يدعو المسلمين إلى الحج أولا إلى السفارة الإسرائيلية و الوقوف أمامها بطوابير لها أول ما لها آخر لختم جوازات سفرهم بالتأشيرة اليهودية " يا عيب يا خسارة " و بعد طول انتظار متعمد للإهانة و الإذلال يسمح لهذا ولا يسمح لذاك وقد لا يسمح لمن يقل عمره عن سبعين عاما .. فهم من يقرر لأنهم أصحاب السيادة على القدس .. وهل يجرؤ زعيم عربي على معارضة قراراتهم أو تغييرها .. ناهيك عن المماطلة و التسويف المتعمد و التفتيش المهين و خاصة للنساء .. ويا عالم متى يتفضل عليك أحفاد القردة و الخنازير فيختموا جواز سفرك بالتأشيرة اليهودية .

إنها صورة جديدة من صور الاهانة و الإذلال للمسلمين التي تخطط لها الماسونية اليهودية ولدعم الاقتصاد اليهودي بالسياحة الدينية للمسجد الأقصى من قبل ملايين المسلمين .. ثم تأتي صورة ثانية لإذلال للمسلمين على جسر الكرامة الذي صار أسمه "جسر المهانة " بعد مقتل القاضي الأردني زعيتر على يد الجنود الغزاة الصهاينة وذلك بالتفتيش المهين و التأخير المتعمد لمزيد من القهر و الإذلال .. و يمكن أن يطلقوا النار عليك و بلا سبب و أنت في طريقك للصعود إلى الحافلة .. وعندها ماذا ستفعل لك عمان ؟ ستفعل لك عمان ما فعلته للقاضي زُعيتر .

ثم تأتي صور آخرى من القهر و الإذلال عند وصولك للمسجد الأقصى .. فأمامك حواجز تتلوها حواجز و تفتيش يتلوه تفتيش و النظر في الأوراق عند كل حاجز و تأخير متعمد لمزيد من القهر و الإذلال .. و يمكن أن يأخذوا أوراقك و يضيعوها عمدا و تصبح بلا أوراق فيتهمونك أنك إرهابي دخلت البلاد خلسة للقيام بأعمال إرهابية .. و عندها ماذا ستفعل لك عمان ؟ ستفعل لك عمان ما فعلته للقاضي زُعيتر .

ولا تدري فقد يمتلأ صدرك غيظا من شدة القهر و الإذلال فتقول كلمة تزفر بها آهاتك عند المسجد الأقصى من مثل ( يا سقاالله و احنا محررين مسجدنا و ماخذين راحتنا بالروحة و الجية ) فيسمعك الجنود الغزاة و يأخذونك للتحقيق فيتهمونك بإطلاق عبارات تدعو لتدمير إسرائيل و إبادة الإسرائيليين و معادة السامية.

ما شاء الله .. هل هذا هو الطريق إلى القدس؟ و هل هكذا يكون الطريق إلى القدس ؟.

إذا كان الطريق إلى القدس يمر عبر السفارة اليهودية و عبر ما نعرفه عن اليهود و نحن أعرف الناس بهم .. فلا نريده .. و سنصلي إن شاء الله في المسجد الأقصى بعد تحريره بعزتنا و كرامتنا .. أما الصلاة تحت الحراب الإسرائيلية بالقهر و الذل و القتل أحيانا فهي حرام بحسب الفتوى الشرعية الصادرة عن هيئة علماء المسلمين في رابطة العالم الإسلامي ..إلا لأهل فلسطين المزروعين فيها .. وهذا ما بينه في المؤتمر بصراحة شديدة مفتي الجمهورية سماحة الشيخ محمد رشيد قباني الذي أكد على الفتوى الشرعية الصادرة من هيئة علماء المسلمين في رابطة العالم الإسلامي و أنه لا يجوز البحث فيها إلا في ذلك الإطار الذي صدرت عنه .. وليست مفتوحة لمن هب و دب .. و أضاف أنه من حقنا أن نصلي في المسجد الأقصى في حال لو تم هذا الأمر ذهابا و عودة عبر المؤسسات الأردنية المختصة فقط و بحماية الجيش العربي الأردني من لحظة انطلاقنا من عمان و إلى المسجد الأقصى في القدس دون أن تمر أوراقنا على السفارة الإسرائيلية و دون أي تدخل من الاحتلال ولا بأي شكل من الأشكال ولا حتى مجرد النظر في أوراقنا الثبوتية أو التفتيش أو سؤالنا أو الحديث معنا .. و أضيف أنا هنا أنه من يقتل منا هناك على يد الجنود الغزاة تتعهد عمان خطيا و بشكل مسبق بتسليم القاتل لذوي المقتول للقصاص منه كما فعلت عمان مع القاضي زُعيتر .
كلام الشيخ القباني هذا لم يعجب أحد المسؤولين الحاضرين فقال غاضبا ( والله لنحاسبكم عند الله ) لاحظ كلمة " نحاسبكم " و كان الصحيح أن يقول ( والله ليحاسبكم الله ) .. لكنهم لأنهم تعودوا أن لا يحاسبهم أحد و تعودوا أن يحاسبوننا نحن بالدنيا فيريدون أيضا أن يكون حسابنا بالآخرة على يديهم هم .. يا للعجب! .

تبين لنا أيضا أن إسرائيل كانت حاضرة في هذا المؤتمر بمندوبها العربي و أن هذا المؤتمر و معرض " سوفيكس"
كانا وسيلتين لغاية واحدة هي الإساءة المتعمدة للإسلام و المسلمين .. ومن أين ؟ من عمان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات