إعادة الاعتبار للبيروقراط الأردني والتصالح مع الداخل


جراسا -

كتب الدكتور عامر السبايلة - طريقة ادارة الازمات تظهر خللا واضحا لا يمكن السكوت عنه خصوصا عندما يظهر ان نوعية بعض المسؤولين في الاردن هي بحد ذاتها الخلل والمشكلة.

الحقيقة ان المخاض الحالي الذي تمر به المنطقة يفرض نمطا من التحديات غير التقليدية وقد يكون أخطرها الواقع الامني الذي قد يعمل على اخراج معظم المشاكل المجتمعية الى السطح ويعري سياسات التنمية الفاشلة ويظهر عمق الازمة المركبة التي نمر بها من طريقة ادارة الازمات الى الشخوص التي يتم فرضها على الاردنيين لإدارة شؤونهم.

لهذا فان الاخطار المتعددة التي تلوح في الافق تستدعي تحرك وطني حقيقي تجاه اعادة الاعتبار للجهاز البيروقراطي الاردني واجهزته عبر اخراج كل النماذج الطارئة على هذا الجهاز وتكثيف وجود شخوص وطنية حقيقية بعيدة عن نتاج علاقات المصاهرة او البزنس او حتى التبعية والمصادفة، فمن المستحيل ان يبقى يدير شؤون الاردنيين اسوؤهم ويتصدر المشهد اقلهم حنكة وذكاء.

اما بالنسبة لذريعة الامن، فالكل يعلم ان معظم المشاكل الامنية في الأردن هي نتاج لفشل سياسات التنمية اولا ومن ثم الاستهتار في التعامل مع كثير من المعطيات الخطيرة التي كانت تشير بوضوح الى فشل التعامل مع هذه الملفات بعيدا عن الخيار الامني الذي لا يمكن الرهان عليه وحده في كل الاوقات.

الأردن الذي حصل على مبالغ هائلة ضمن اطار الحرب على الارهاب فشل في التعامل مع النمو الخطير لظاهرة الارهاب عبر بوابة التنمية الشاملة او على الاقل بحصر الظاهرة والتعامل معها بطريقة تعمل على خلق مناخات مناسبة لمواجهة حالات التطرف.

ومن الطريف انه قد تكفي زيارة واحدة الى اي حي من الاحياء التي اخرجت الكثير من اصحاب الايديولوجيات المتطرفة ليدرك الزائر ان الامور اليوم هي اسوأ مما كانت عليه في السابق ما يعني اننا على موعد مع حالة من التفريخ المستمر للفكر المتطرف المعادي أيضا لمفهوم الدولة ويمتاز بديناميكية توسع جغرافي مرعبة.

لهذا فان مشكلة معان هي في جوهرها مشكلة معظم المدن الاردنية ونتاج للنظرة القاصرة لمفهوم التنمية متوقف النمو عند مفهوم بناء المدرسة والمركز الصحي وفي احسن الاحوال ثكنة جامعية في منتصف الصحراء.

مشكلة معان هي مشكلة الزرقاء والرصيفة والطفيلة والسلط والمفرق واربد والرمثا والعقبة والكرك.

الفكرة تكمن في النظرة القاصرة للأردن والاردنيين واعتبار انهم خارج اطار التطور ويمكن التعامل معهم بالطرق البالية نفسها التي أسست للوصول الى هذه المرحلة. آن أوان التعامل مع هذه المشاكل بطريقة أكثر حضارية تنتهج على الاقل المكاشفة والمصارحة والاعتراف بالأخطاء كخطوة اولى على طريق التغيير، وتعمل على تغيير النهج والعقليات التي تدير الامور بهذه الطريقة.

المرحلة المقبلة لا تحتمل المراهنات والمغامرات، المرحلة المقبلة تتطلب التصالح مع الداخل والتخلي عن الفوقية في التعامل مع الاردنيين وضرورة ان يدرك المسؤول انه موجود ليخدم الاردنيين لا ليحكمهم. العرب اليوم



تعليقات القراء

ابوعونaaa-www
كاتب المقال يتكلم وكأن الشعب كما هو لم يتغيّر منذ تأسيس الدوله !!! لا بفكره و لا باعتقاداته و لا بانتمائاته !!

هذا لا يعني انني لا احمل الدوله جزءمن المسؤوليه
01-05-2014 09:40 PM
DR ENG RIDA ALSHBOUL
" فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ".(24)
·" واتقوا يوماً لا تجزى نفس عن نفس شيئاً ".(48)
·" وأتوا البيوت من أبوابها، واتقوا الله لعلكم تفلحون ".(189)
·" واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين ".(194)
·" واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب ".(196)
·" واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون ".(203)
·" واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشّر المؤمنين ".(223)
·" واتقوا الله واعلموا أن الله بكلّ شيء عليم ".(231)
·" واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير ".(233)
·" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ".(278)
·" واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ".(281)
·" واتقوا الله ويعلّمكم الله والله بكل شيءٍ عليم "
رد بواسطة ابوعونaaa-www
وانت اتقي الله بحالك ....
02-05-2014 07:47 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات