ج . ع !


بدا و كأن الالاف من الجنود و الضباط الذين انهمكوا في البحث عن الطفلة لميس بني سعيد البالغة من العمر 3 باقات من الورد كما لو انهم اهلها بالدم و اللحم لا بالنخوة و الوطنية فحسب بعد ان عثروا عليها في غابات عجلون .

بالمناسبة , و على هامش الموضوع , عندي قصة شخصية انا و عائلتي مع الامن العام ايضا . اواخر العام الماضي في اول يوم للعاصفة " الاكسا " كنت ادخل مدينة عمان من جهة سحاب قادما من الامارات العربية المتحدة في زيارة قصيرة . بسبب شدة العاصفة كانت المسافة من اول مدينة سحاب الى بيتي في ضاحية الرشيد البالغة قرابة 20 كم اصعب من ال 2500 كم التي قطعتها بين ابو ظبي و عمان . في مكان ما في سحاب و وسط عاصفة هوجاء استوقفت سيارة بيضاء كي اسأل من فيها عن مكان عام للمبيت كي اعفي اطفالي من خطر الطريق في هكذا ظروف , بدل ان يتجاهلني من في السياره فتح بابه و نزل منها فيما انا في سيارتي و يصر علي باللحاق به قائلا لي دون ان يسألني حتى عن اسمي " عيب يا رجل ! انتم ضيوفنا .. في مركز امن سحاب " !!

لحقت بسيارة الرائد محمد العبيدات مدير مركز سحاب , كما عرف على نفسه لاحقا , وصولا الى مركز الشرطة حيث رحب بنا و اعطى اوامره بتخصيص غرفة و حمام لعائلتي فيما يدق علينا باب الغرفة كل نصف ساعة لسؤالنا ان كنا بحاجة لأي شيء. حضينا ليلتها بعشرات الدعوات لتناول وجبة العشاء من قبل ضباط و افراد المركز ناهيك عن تزويدنا ببطانيات الكادر!

الدفاع المدني هو الاخر لا تنقصه النخوة و لديه سجل احترافي و انساني يستحق الثناء و التقدير بغض النظر عن هفوات تحدث في نادر المرات .

الاجهزة الامنية الاردنية بعمومها و على رأسها الجيش صغيرة العدد نسبيا لكنها محترفة و منضبطة و تبدي حرصا على التطور و يهدر في عروقها دم اردني حار .

يبدي الاردنيون احتراما لعموم اجهزتهم الامنية و على رأسها ال " ج . ع " ! فهو وثيق الصلة بهويتهم الوطنية سيما ان عقيدته قائمة على معاداة الكيان الصهيوني و هو اول جيش عربي يحقق نصرا على " جيش الدفاع " في معركة الكرامة و هو الجيش الذي ينحاز لقضايا شعبه و لذلك يتمسك الاردنيون بالمطالبة بعودة خدمة العلم في قناعة منهم ان الجيش ميدان رجولة بالمعنى التام للكلمة .

في تراث المعارضين الاردنيين ان السياسي المعارض ناكر لعموم دولته و مجافي لأجهزتها . هذا ما حاولنا , في كتلة ابناء الحراثين , ان نتخلص منه لأننا ببساطة نؤمن ببلدنا و ننسجم مع تطلعات شعبنا و ننحاز لاحلامه و لا نتكبر على واقعة و لا ننظر عليه , فشعبنا طيب و نبيل و من رحمه خرج نشامى يستهزؤن بالموت و يأبون الا ان يكون نبلاء في زمن النذاله و هؤلاء يستحقون حقا حكومات تكرمهم لا حكومات تغرمهم !

صحيح , هل أحست الطفلة لميس بأن حضن الضابط الذي احتواها مختلف عن حضن ابيها ؟!! و هل احست قبلا بالامن اكثر مما كانت بين كل هؤلاء النشامى ؟!!

على الهامش ايضا ... شكرا للرائد الشهم و الخلوق محمد العبيدات فقد غادرت مركز امن سحاب في صبيحة اليوم التالي دون ان اشكره فلقد كان في جولة ميدانية وسط العاصفة فيما انا كنت اهرب الى دفء بيتي !



تعليقات القراء

ماشاء الله
ما المقصود ايها الكاتب بعنوان المقال ارى ان المقال عباره عن رسالة كلها مدح لشخصيات معينه
27-04-2014 12:56 PM
الى تعليق رقم 1
ج. ع! يعني الجيش العربي يا ذكي !!!
27-04-2014 01:32 PM
من عوض الله
بين الفاسق والقارح والبغي المتمرسة تتخلخل النية الوطنية للاصلاح
27-04-2014 03:11 PM
سكينة
قبل ان اكمل الموضوع لفت انتباهي ان اليشر انواع فهناك من يقول مالي ولغيري وهناك من لا يستحقون ن يقال عنهم بشر وهؤلا الاكارم الذين رحبوا بك اعاد ذاكرتي الى نوعية اخرى من الناس الذين قد يستغلون ظروف انسان بسيط ويقولون له تفضل عندنا وبنيتهم السوء ولفت انتباهي كلامك في عصر النذالة وفعلا نحن وللاسف كثر فيه الاشرار ففي كل يوم نسمع قصة قتل حتى من اقرب الناس وقصص النهب والسلب والغش والخداع حدث ولا حرج--ولكن الخير والاصالة لا تزال عند الكثيرين --اعدت لنفسي الامل والتفاؤل --اشكرك
27-04-2014 06:19 PM
احسنت
لهجتك تغيرت. احسنت, انت ماشي عالطريق الصحيح
27-04-2014 08:48 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات