الأردنيون بؤساء ..


أثارني تقرير دولي يضع الاردن ضمن لائحة الدول الأكثر بؤساً, لا تعاطفاً مع الدوله الاردنيه ولكن قد يؤثر ذلك على جهد الخييرين من ابناء الوطن ممن شاركوا في بناء الوطن ولا زالوا فيصيبهم بالاحباط.. كلنا نذكر رائعة فكتور هيجو البؤساء والتي صدرت في منتصف القرن التاسع عشر وتم متابعتها كفيلم ومسرحيه, وحتى لا اطيل عليكم فهي تتحدث عن مأساة سجين قضى في مطلع القرن التاسع عشر مدة تسعة عشر عاماً خلف القضبان,, كانت السنوات الخمس الأولى لسرقته الخبز لاطعام شقيقته وابنائها,, اما الاربعة عشر عاماً الباقيه عن محاولاته المتكرره الهروب من السجن..

وقد قدمها عام 1962 هوتقيل هاوس فقال: ما دام ثمة هلاك اجتماعي بسبب القانون او العُرف,فإن ذلك يخلق الواناً من الجحيم على الارض,عازياً ذلك لمشكلات العصر في حينه وهي..الحط من قدر الرجل باستغلال جهده,وتحطيم كرامة المرأه بالجوع,وتقزيم الطفل بالتجهيل..وانهى تقديمه بعباره جميله جامعه ما دام على ظهر البسيطه جهل وبؤس, تكن هناك حاجه الى كتب من هذا النوع.

وفي التقرير ذاته وضع الاردن في المركز 22 عالمياً والثالث عربياً بعد مصر والسلطه الفلسطينيه,,ولقد انتشر التقرير بلمح البصر حتى كان العنوان الابرز, لكن كيف لنا ان نتحقق من ذلك وهل تم اتخاذ اساليب علميه في اعداد التقرير؟؟ ام كان معداً من قبل جهات تسعى الى اضعاف الروح الوطنيه لدى الاردنيين؟؟ ولقد تم ذكر عدة اسباب جعلت من الاردن ان يكون من اكثر الاقطار بؤساً منها البطاله والتضخم وانخفاض نمو الناتج المحلي الاجمالي للفرد وغيرها من اسباب..لكن ما اسلفت من اسباب باعتقادي ان غالبية البلدان تعاني من مشكلات مشابهه والا بماذا نفسر أزمة العقار في امريكا وبعض الدول الاوروبيه كاسبانيا والبرتغال واليونان؟؟ وهل نحن بمعزل عن محيطنا فنكون بعد العراق حيث غياب الأمن وارتفاع مستويات الفقر والبطاله,, ام في سوريا الوضع افضل حيث القتل والتدمير وارهاق الدوله,, وما اليمن ببعيد ولا كذلك ليبيا وغيرها من البلدان..بمعنى ان التقرير يفتقد الى الموضوعيه بالمطلق.

كيف نكون اكثر بؤساً ونسبة الحاصلين على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من اعلى النسب العالميه بالمقارنه بالسكان,, وكيف نكون كذلك ونحن من الدول المتقدمه طبياً وعلى خارطة العالم في السياحه العلاجيه المتطوره,,وكيف نكون ولدينا حوالي الثلاثين جامعه..وكيف وكيف....لا اريد تكرار ذكر الايجابيات فهي معروفه للقاصي والداني..

هناك مشكلات قائمه لا ننكرها وأهمها انتشار الفساد مثلاً والتقاعس في محاربته حتى اضحى سمه عامه,,فمؤسسات الدوله تعاني من امراض كثيره تحتاج الى علاج..كما ان اقتصادنا منذ اكثر من ربع قرن يعاني من مديونيه كبيره وعجز في موازنات الحكومات المتعاقبه وترهل الجهاز الاداري ولكن هناك في نهاية النفق بقعة ضوء ننتظر اتساعها لتضيء خارطة الوطن وتبعث الأمل في نفوس الناس في امكانية معالجة الاختلالات التي طرأت وبالتالي النهوض بالوطن..فالاصلاح بات ظروره ولن يكتب له النجاح حتى تتوافر الاراده للمضي قدماً في سبيل تحقيقه..يحدونا الأمل ان يتم اجتثاث المرتزقه ممن لوثوا الوطن واثاروا الفوضى ووضعوا الرجل الغير مناسب في المكان فكانت النتيجه اننا على لسان اللي يسوى واللي ما يسوى بعدما كان يضرب بنا المثل اداء وتطوراً ومصداقيه..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات