أطرف ما سمعت وقرأت ان هناك جنرالا سعودياً غاضباً جداً من عدم موافقة الاردن الى الآن لفتح حدوده البرية لغزو سعودي لسوريا , متسائلا : ايها الجنرال الذي لا نعرف انتماؤه السياسي والعقائدي والفكري : منذ متى كان الاردن بوابة لغزو الاشقاء ؟ , ومنذ متى كان الجندي الاردني عصاً ومعول هدم لبيت الشقيق اللهم إلا بمقدار الدفاع عن كرامة الوطن وحمايته من الانهيار ؟.

اسئلة تعود بنا الى الوراء 23 عاماً عندما انتفض العرب بجمعهم لنصف مليون جندي في حفر الباطن لغزو العراق وتدميرها , متسائلاً ايها الجنرال الغاضب :هل ارسل الاردن جنديا واحدا لحفر الباطن لغزو العراق في الوقت الذي كان لسوريا كما اعلم 70 الف جندياً وقفوا معكم وساندوكم ؟ .

اسئلة ليست حائرة , لان من يُمعن النظر فيما يجري حولنا من ارهاق الدول العربية, واستنزاق مقدراتها وثرواتها فيما يسمى بعصر المطالبة بالحرية يدرك تماما بأن زعماء الدول العربية ليس لهم حول ولا قوة لا في اتخاذ القرار الذي يضمن سلامة وأمن بلادهم , ولا فيما يخص تحقيق الاكتفاء الذاتي اقتصاديا, حتى بات المواطن العربي يُجزم بأن كل ما يدور في سياسة الحكام العرب يأتيهم مُعلب ومُبكت من المطبخ الانجليزي , الذي يتحكم بالعالم من وراء الكواليس , ومن يعتقد بأن امريكا هي التي تقود العالم مخطئ 100% .

فيا ايها الجنرال السعودي العاتب على الاردن لعدم فتح حدوده البرية لغزو سوريا , عليك أن تتأكد بأن الاردن ليس جاداً باسقاط النظام السوري , ولن يكون متحمسا لذلك اذا اراد مصلحة الامن الوطني الاردني , فهل يعلم الجنرال السعودي ان اسقاط النظام السوري سيجلب المصائب لبلاده ؟ , وهل يعلم الجنرال السعودي بأن القلق سيغزو بلاده فور اسقاط النظام السوري ؟ ,وهل يعلم الجنرال السعودي بالضائقة المالية التي يعاني منها الاردن المتباكى عليه في حين أن بلاده مستعدة لدفع مئات المليارات للتخلص من الاسد ونظامه ؟.

وليعلم الجنرال السعودي بأن اسقاط النظام السوري لن يضعف ايران كما يعتقد , بل سيزيد من خطر ايران على السعودية خاصة في المناطق الجنوبية الغربية والشمالية الشرقية , وهو ما يدركه الاردن جيدا وليس مستعداً للمغامرة بشأنه كما حدث عندما اطاحت السعودية والعرب بنظام صدام حسين والذي كان له اكبر الاثر في ازدياد النفوذ الايراني الذي يشتكوا منه هذه الايام ؟. نقف الى جانب السعودية اذا تعرضت لاي اعتداء خارجي وقد نرسل جيشنا للدفاع عنها والتاريخ يعلم وشاهد على ما أقول , ولكننا نرفض ان نخوض اي حرب بالوكالة نيابة عن شقيق او دعم لصديق نكاية بنظام فلان او اسقاط لنظام علان.

فالاردن ليس على استعداد لمعاداة اي دولة لمجرد حدوث خلل في العلاقة بينهما , ولنا في السياسة البريطانية لدليل مهم وجدير بالاحترام , فقد قررت بريطانية ان تكون اخر دولة تفكر في الحرب ضد المانيا رغم اعلانها الحرب على بريطانيا .

وقفة للتأمل : " اذا كان هدف الجنرال السعودي حماية اطفال وشيوخ سوريا من القتل , فأين كانت النخوة العربية لديه واطفال العراق يذبحون بقنابله وقنابل التحالف ؟ ".