منذ ان تركتُ السعوديه عائداً الى الوطن حلفت يميناً غموس من أن لن أرتدي الدشداشه البيضاء ما حييت لما رأيت من أخلاق غير المسلمين هناك,, عُدت ولي في ذمتهم حقوق,,في الطائف والرياض..لم يلتزموا بالعقد ولا حتى ببديهيات القول النبوي(اعطي الأجير أجره قبل ان يجف عرقه)..كان الناسك العابد منهم في ليالي رمضان لو استطاع حرمان موظف ولو كان عامل نظافه من راتبه لفعل ..ويزاحمون في الصف الأول..

منذ ان سمعنا بالحاق الاردني في التجمع الخليجي والاردنيون اشتروا الدشاديش والغُطر السعوديه لأننا سنصبح دوله خليجيه,, وتم رفضنا على اعتبار ان الكفاءات الاردنيه ستزاحم الكفاءات الخليجيه ولربما سنتسبب ببطاله بين شبابهم,,وعدنا نجر ذيول الخيبه..لكن عادوا لتكرار الاسطوانه ولكن هم يريدوننا للدفاع عن ممالكهم في خطوط التماس مع ايران وغيرها,,فهل نقبل؟ وهل يستدعي ذلك مني صيام ثلاثة ايام ام دفع كفّاره عن يميني.. للبس الدشداشه وانتظار الفورويلدرايف خاصتي؟؟

ليس ممكنا قبولنا كما ليس مقبولاً الأطمئنان لهم,, فنحن منذ قيام الدوله الاردنيه لم نبخل يوماً في دعم الاشقاء على اختلاف سنحهم,, فأسسنا لهم في التعليم وانشاء الجيوش وبعثنا اطباء وكوادر طبيه لتقديم الخدمه الطبيه الفضلى لشعوبهم,, وهم ايضا في فترة ما دعموا الاردن بالمال لكن المعادلة لم تدم ولم تستقيم..لكن منذ مطلع القرن والعلاقات الاردنيه الخليجيه تخضع لأمزجة أولي الأمر هناك مع استعدادنا الدائم للتنازل خدمة لابنائنا المغتربين,,الا انها لم تكن في احسن الاحوال افضل من علاقاتهم بأي دوله اخرى من دول العالم الثالث.

نحن في هذا الحمى العربي المرابط نعاني ولا زلنا من ضيق ذات اليد واستيلاء منظومة الفساد على مقدرات الوطن ,, وكم ابتلينا مرات عدّه حتى اضحى اقتصادنا في العناية الحثيثه ومديونيتنا لربما يتم صرفها في ليله حمراء عند البعض لكن هناك امعان في جعلنا نستجدي رواتب موظفينا,, ولو هناك بقيه من كرامه عندنا ,لمن المفترض الا نقبل فالقول تجوع الحرّه ولا تأكل بثدييها..من هنا اعتقد جازماً ان استحقاق المرحلة وخوفهم جعلهم يقبلون بنا على مضض..فلا يجب ان نهرول كما يريدون فغداً سنعود زحفاً.

اعود لفتواي لكن لا يُفتى ومالك في المدينه,,فمن المفترض ان تُعلن بنود الاتفاق على الملأ, ويصوّت عليها في مجلسي النواب والاعيان او اقترح استفتاء شعبي بعد الاطلاع على كامل بنودها,, دون تحفظ او انتقاص لكرامتنا,,وليس كما يقال تدريجياً(في الجيش والرياضه) ,على ان يعود النفع على مواطنينا لا الدولة وجهازها الرسمي المصغر,,ليؤسس الى بناء اجهزة الدوله على اسس ثابته واقصاء الفاسدين والمرتزقة ,, وايجاد اجهزه رقابيه مستقله غير خاضعه للسلطة التنفيذيه واستقلال كامل للقضاء.. نؤسس الى استنهاض التعليم,, وتأمين صحي شامل لكل المواطنين,, اعادة الحياة في اجهزة الدوله المترهله وبناءها على اسس حديثه خاضعه للمسائله والرقابه الشديده,,غير ذلك هو نفخ في قربه مخرومه وسنعود كما دواب الرحى ندور ولكن لا نجلب الماء من قعر البئر..ودمتم