إلى العقلاء من وطني


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة

من عظمة الإسلام أنه يمزج بين العدل والمساواة، فالحق أنه لا حرية ولا مساواة بلا عدل، وبلا شريعة حاكمة للناس جميعًا على قدم المساواة، وكل شعارات تنسى العدل ووسائل فرضه وحمايته هي شعارات فارغة المضمون تخدع المظلومين! وفي الإسلام تختلط كلمة المساواة بكلمة العدل، فكأنها كلمة واحدة، أو عملة ذات وجهين، وهذا الحق لا شك فيه؛ فالعدل يفقد معناه إذا كان لأصحاب دين دون دين، أو لقومية دون قومية، أو لطبقة دون طبقة، بل يجب أن يكون مطلقًا بلا حدود.

نفهم من ذلك بأن أسباب اندثار الأمم والحضارات الغابرة ، غياب العدل الذي أدى بدوره إلى نشر البغضاء والفتنة بين أفراد المجتمع الواحد ، وما كانت الثورات العربية لولا غياب العدل والمساواة ما بين أفراد المجتمع، فإن غياب العدل قد نشر وما زال ينشر الفساد الاجتماعي والمالي والسياسي والإداري.

عكس كلمة العدل الظلم ، فالظلم يجلب الويلات والنكبات ويورث البغضاء والمشاحنات ويسبب الأحقاد والعداوات فالظلم ما شاع فى أمه إلا أهلكها ولكن للأسف الشديد نجد بأننا في كثير من الأحيان لازلنا نعانى من غياب العدالة فى مجتمعنا فمن المفروض أن الكل سواسية فالإنسان البسيط الضعيف الذي لا حول ولا قوة له عندما يخطأ يحاسب، أما الكبير من فئة خمس نجوم فهو بعيد عن هذه المسألة فى كثير من الأحيان وتقوم الدنيا ولا تقعد عندما يطالب بمحاسبته فيا لهذا التبجح والاستفزاز فمن المفروض أن لا يوجد مواطن خمس نجوم ومواطن نجمة واحده أو بدون نجوم، فمن أبسط حقوق الإنسان في أي بلد المساواة وتحقيق العدالة فلماذا لا يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات حتى نصل لبر الأمان .

أرى كل يوم انتهاك واضح في قيم العدل والمساواة فإننا وفي حياتنا العملية نشاهد مثل هذه التجاوزات التي يعتقد مدير الوحدة بأن المستخدمين هم مجرد أدوات يحركها كيفما شاء بصرف النظر عن العدالة بمفهومها الشامل ، المتمثلة بالترقيات والتنقلات والعقوبات وما يترك في نفوس العاملين من آثار سلبية ستنعكس بطبيعة الحال على سير إنتاجية العمل، بالإضافة إلى خلق نوع من الشحناء والبغضاء بين العاملين وذلك بالانحياز الواضح للبعض عن الأخر .

أعتقد بأن خروج القطار عن المسرب المخصص له سيؤدي إلى عواقب كارثية، بدأً من المؤسسة إلى الشارع، ومن الحكمة على العقلاء أن يصلحوا أماكن الخلل قبل تفشيها وذلك بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب دون النظر إلى البهارج الإعلامية المزيفة، والإنجازات الوهمية التي لو تم البحث فيها لوجدوا بأنها بنيت على أسس غير علمية، إنما هي في حقيقة الأمر لتحقيق مكاسب شخصية ودوائر وهمية ضيقة، مستندة بذلك على الصمت المطبق، وجمع الأصوات المباركة لهذه الإنجازات .



تعليقات القراء

حائرة
كلامك فيه شيء كبير من الصحة ويا ريت تتصلح الامور
16-04-2014 08:52 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات