أكبر سدر كنافة

لم نباغت عندما صادق وزير المواصلات الإسرائيلي (يسرائيل كاتس) على مخطط لتغيير أسماء القرى والمدن العربية في فلسطين المحتلة على اللافتات في الطرق الرئيسة وكتابتها بكنيتها العبرية (بحروف عربية)، حيث سيكتب اسم مدينة القدس (يوروشلايم) ، وستكون (يافو) مكان يافا مثلاً. فإسرائيل ومنذ أول تسرطنها بأرضنا تسعى إلى اختلاق تاريخ لها، عبر (عبرنة) الأسماء، بعد أن غيرت جغرافية المكان بالدم والدمار!!..
بل لا يخفى على الكثيرين ، بأن إسرائيل تروج ومنذ زمن طويل لكثير من الموروثات الشعبية التي نعتقد أنها ماركة مسجلة للشعب الفلسطيني تحديدا، على أنها تاريخ خاص لإسرائيل وموروث مسجل لها، فتطريز الثوب الفلسطيني روج له في العالم بأنه فن إسرائيلي خالص.
ولأن الطعام وطريقة إعداده و(النفس) الذي يطبخ به، ما هي في مجملها إلا طابع خاص للشعوب يميزها عن غيرها، ويجعلها بصمة فريدة لها، ولهذا فإسرائيل وفي سعيها لاختلاق تاريخها، بأثر رجعي، روجت منذ فترة ليست بالقصيرة على أن الكثير من المأكولات الشعبية الفلسطينية إسرائيلية في أصولها، وأنها تضرب جذورها في عمق التاريخ، ابتداء من الفلافل وصحن الحمص، ووصولا للملوخية وغيرها.
سرني أن مدينة نابلس دخلت موسوعة غينيتس للأرقام القياسية، بعد أن صنعت أكبر سدر كنافة بطول 74 مترا وعرض متر واحد، استخدمت فيه كميات كبيرة من الطحين والجبنة والسكر والفستق الحلبي، ورغم أنني عارضت وما زلت أعارض أن نتخصص في صناعة الولائم وأكبر الطبخات، إلا أن فكرة سدر الكنافة العملاق ربما تكون مناسبة: لأنني أظن أن إسرائيل ستنقض يوماً ما على هذا الطبق النابلسي الشهير، وستدخله عنوة إلى تاريخها طبقاً إسرائيلياً يقطر قطراً منذ الأزل.
الدفاع عن الهوية والتاريخ والأرض وعن جذور الإنسان، لا يكون بالبندقية وحدها والبارود، ولهذا أجد أن سدر الكنافة النابلسي الداخل لموسوعة غينيتس قد يكون بادرة دفاعية جادة عن موروثات شعبنا المعرضة للسرقة التاريخية، ولكن أحبذ أن تكون مثل هذه الفعاليات عالمية، وذات طنة ورنة، كإعداد أكبر طنجرة مجدرة في ستوكهولم ، وأكبر صحن حمص في فيينا، وأطول كوفية في برلين، فما يدريكم فإسرائيل قد تدعي يوما ما بأنها صاحبة هذه الأشياء، فبد أن تمكنت من جغرافيتنا تريد تاريخنا أيضاً.
إسرائيل لم تنغرس بالبارود وحده في خاصرتنا، بل كان للميديا والإعلام والكذب المستمر دور ليس قليلاً في هذا. فلماذا إذن لا نستخدم الميديا والإعلام المدروس والمخطط له للدفاع من موروثاتنا ، كي يبقى في خلد العلم أن فلسطين لأهلها وإن (عُبرنت) الأسماء، أو سرقت الطبخات!!.
لم نباغت عندما صادق وزير المواصلات الإسرائيلي (يسرائيل كاتس) على مخطط لتغيير أسماء القرى والمدن العربية في فلسطين المحتلة على اللافتات في الطرق الرئيسة وكتابتها بكنيتها العبرية (بحروف عربية)، حيث سيكتب اسم مدينة القدس (يوروشلايم) ، وستكون (يافو) مكان يافا مثلاً. فإسرائيل ومنذ أول تسرطنها بأرضنا تسعى إلى اختلاق تاريخ لها، عبر (عبرنة) الأسماء، بعد أن غيرت جغرافية المكان بالدم والدمار!!..
بل لا يخفى على الكثيرين ، بأن إسرائيل تروج ومنذ زمن طويل لكثير من الموروثات الشعبية التي نعتقد أنها ماركة مسجلة للشعب الفلسطيني تحديدا، على أنها تاريخ خاص لإسرائيل وموروث مسجل لها، فتطريز الثوب الفلسطيني روج له في العالم بأنه فن إسرائيلي خالص.
ولأن الطعام وطريقة إعداده و(النفس) الذي يطبخ به، ما هي في مجملها إلا طابع خاص للشعوب يميزها عن غيرها، ويجعلها بصمة فريدة لها، ولهذا فإسرائيل وفي سعيها لاختلاق تاريخها، بأثر رجعي، روجت منذ فترة ليست بالقصيرة على أن الكثير من المأكولات الشعبية الفلسطينية إسرائيلية في أصولها، وأنها تضرب جذورها في عمق التاريخ، ابتداء من الفلافل وصحن الحمص، ووصولا للملوخية وغيرها.
سرني أن مدينة نابلس دخلت موسوعة غينيتس للأرقام القياسية، بعد أن صنعت أكبر سدر كنافة بطول 74 مترا وعرض متر واحد، استخدمت فيه كميات كبيرة من الطحين والجبنة والسكر والفستق الحلبي، ورغم أنني عارضت وما زلت أعارض أن نتخصص في صناعة الولائم وأكبر الطبخات، إلا أن فكرة سدر الكنافة العملاق ربما تكون مناسبة: لأنني أظن أن إسرائيل ستنقض يوماً ما على هذا الطبق النابلسي الشهير، وستدخله عنوة إلى تاريخها طبقاً إسرائيلياً يقطر قطراً منذ الأزل.
الدفاع عن الهوية والتاريخ والأرض وعن جذور الإنسان، لا يكون بالبندقية وحدها والبارود، ولهذا أجد أن سدر الكنافة النابلسي الداخل لموسوعة غينيتس قد يكون بادرة دفاعية جادة عن موروثات شعبنا المعرضة للسرقة التاريخية، ولكن أحبذ أن تكون مثل هذه الفعاليات عالمية، وذات طنة ورنة، كإعداد أكبر طنجرة مجدرة في ستوكهولم ، وأكبر صحن حمص في فيينا، وأطول كوفية في برلين، فما يدريكم فإسرائيل قد تدعي يوما ما بأنها صاحبة هذه الأشياء، فبد أن تمكنت من جغرافيتنا تريد تاريخنا أيضاً.
إسرائيل لم تنغرس بالبارود وحده في خاصرتنا، بل كان للميديا والإعلام والكذب المستمر دور ليس قليلاً في هذا. فلماذا إذن لا نستخدم الميديا والإعلام المدروس والمخطط له للدفاع من موروثاتنا ، كي يبقى في خلد العلم أن فلسطين لأهلها وإن (عُبرنت) الأسماء، أو سرقت الطبخات!!.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |