بلدنا بخير .. لكن القلق مشروع؟!

يشعر المواطن - اكثر من اي وقت مضى - بالقلق ، فالسجالات التي انطلقت حول موضوع الهوية والاخرى التي انتهت الى ازمة النواب مع الصحافة ، والمخاوف من الازمة الاقتصادية التي انعكست على عجز الموازنة ، ومخاضات الاصلاحات الموعودة والتغييرات القادمة.. كلها وضعت المواطن امام جملة طويلة من الاسئلة التي ما تزال - للاسف - معلقة بدون اية اجابات مقنعة .
لا يراودني اي شك باننا امام تحولات جديدة ، وبان ثمة احساسا متزايدا ومبررا ايضا «قد تنقصه المعلومات» بالخوف والترقب والحذر مما قد تحمله المرحلة القادمة من مفاجآت ، فالاقليم الذي يقاسمنا المستقبل بدأ يتعرض لما يشبه اعادة التشغيل - لكي لا نقول التشكيل - على وقع ادارة امريكية تبدو ضعيفة ، وحكومة اسرائيلية تريدان تستثمر هذا الضعف لاعادة الاعتبار لدولتها وجيشها ووجودها ايضا. وواقع عربي مشغول بتفاصيل قضاياه ومشكلاته ، ومشدود الى ازمات سياسية واجتماعية تعيقه عن التفكير بقضاياه الكبرى ، ومحاذير اعادة «التشغيل» هنا - بعد مرحلة طويلة من السكوت والانتظار والتحسب - تتركز في هيمنة اجندة تل ابيب ، سواء في امكانية توجيه ضربة لايران ، او في حسم النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ، او في ملء الفراغ الذي نشأ عن الانسحاب الامريكي من العراق او غيره ، على الحسابات التي كانت مفترضة لدى العواصم العربية التي راهنت كثيرا على الادارة الامريكية الجديدة في «تغيير الصورة» خاصة على صعيد حل القضية الفلسطينية باقل ما يمكن من خسارات او اثمان سياسية ، وهذا ما لم يحدث حتى الان ، بل ان ثمة ما يشير الى العكس تماما.
بلدنا ليس بعيدا عن حمى هذه المستجدات الدولية والاقليمية ، ومن واجبنا ان نفهم ما يطرح من افكار وسيناريوهات ، او ما يدور من حوارات ومطارحات ، فقد انتهت على ما يبدو مرحلة «الاسترخاء» السياسي ، وحان وقت المصارحات التي تفضي الى مزيد من المصالحات ، والابتعاد عن السجالات العبثية واحتكار البعض لمفاتيح البدائل والحلول والاقتراحات ، واذا كان لي ان اجتهد فانني ادعو - وبحرارة - الى التفكير باشهار مشروع وطني قادر على حشد الناس واستثمار طاقاتهم وتوحيدهم حول هدف واحد: حماية البلد مما قد يتعرض له من اخطار ، والدفاع عن هويته ووجوده ومستقبله ، وهو مشروع يتجاوز محاولات «طلاء» الجدران ، الى «بناء» العقول والقلوب والمواقف والخيارات على ارضية المواطنة الصلبة ، والانتماء الحقيقي والمشاركة «العادلة» ، والوعي الصحيح على ما يختزله المشهد السياسي من تحديات ، وربما مغامرات.
انتاج مشروع وطني ، بعيدا عن الاستقطابات النخبوية ، والانحيازات الاقليمية ، والتقسيمات غير المفهومة ، والصراعات على الهوية والمصالح الذاتية ، هو البوابة الوحيدة التي يمكن ان نعبر من خلالها الى اعادة صياغة «ميثاق وطني» يلتقي عليه الناس مع دولتهم ، ويرتب اولوياتهم ، وينزع من قلوبهم القلق على مستقبلهم ، ويخرجهم من دائرة الحيرة والتساؤل الى اطار واضح من الامل والعمل ، وآفاق مفتوحة على المشاركة الايجابية الفاعلة.
لا شك بان بلدنا ما زال بخير ، وبان تجربتنا في «التوحد» والتماسك لمواجهة الاخطار تطمئننا على قدرتنا في توجيه بوصلتنا الوطنية الى المسار الصحيح ، لكن ذلك لا يمنع من الانتباه والحذر ، وضرورة وقف ما يجري من «عبث» هنا وهناك ، واستثمار كل ما لدينا من طاقات لتجاوز ما يواجهنا من ازمات ، وقد تكون التفاصيل كثيرة ، ومريبة احيانا ، لكن ارجو ان تكون لواقطنا الوطنية قد التقطت ما وصلها من رسائل.. وان تنجح مطابخنا السياسية في تحليلها وفهمها وابداع ما يناسبها من ردود واجابات.. ومن احتياطيات ايضا.
يشعر المواطن - اكثر من اي وقت مضى - بالقلق ، فالسجالات التي انطلقت حول موضوع الهوية والاخرى التي انتهت الى ازمة النواب مع الصحافة ، والمخاوف من الازمة الاقتصادية التي انعكست على عجز الموازنة ، ومخاضات الاصلاحات الموعودة والتغييرات القادمة.. كلها وضعت المواطن امام جملة طويلة من الاسئلة التي ما تزال - للاسف - معلقة بدون اية اجابات مقنعة .
لا يراودني اي شك باننا امام تحولات جديدة ، وبان ثمة احساسا متزايدا ومبررا ايضا «قد تنقصه المعلومات» بالخوف والترقب والحذر مما قد تحمله المرحلة القادمة من مفاجآت ، فالاقليم الذي يقاسمنا المستقبل بدأ يتعرض لما يشبه اعادة التشغيل - لكي لا نقول التشكيل - على وقع ادارة امريكية تبدو ضعيفة ، وحكومة اسرائيلية تريدان تستثمر هذا الضعف لاعادة الاعتبار لدولتها وجيشها ووجودها ايضا. وواقع عربي مشغول بتفاصيل قضاياه ومشكلاته ، ومشدود الى ازمات سياسية واجتماعية تعيقه عن التفكير بقضاياه الكبرى ، ومحاذير اعادة «التشغيل» هنا - بعد مرحلة طويلة من السكوت والانتظار والتحسب - تتركز في هيمنة اجندة تل ابيب ، سواء في امكانية توجيه ضربة لايران ، او في حسم النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ، او في ملء الفراغ الذي نشأ عن الانسحاب الامريكي من العراق او غيره ، على الحسابات التي كانت مفترضة لدى العواصم العربية التي راهنت كثيرا على الادارة الامريكية الجديدة في «تغيير الصورة» خاصة على صعيد حل القضية الفلسطينية باقل ما يمكن من خسارات او اثمان سياسية ، وهذا ما لم يحدث حتى الان ، بل ان ثمة ما يشير الى العكس تماما.
بلدنا ليس بعيدا عن حمى هذه المستجدات الدولية والاقليمية ، ومن واجبنا ان نفهم ما يطرح من افكار وسيناريوهات ، او ما يدور من حوارات ومطارحات ، فقد انتهت على ما يبدو مرحلة «الاسترخاء» السياسي ، وحان وقت المصارحات التي تفضي الى مزيد من المصالحات ، والابتعاد عن السجالات العبثية واحتكار البعض لمفاتيح البدائل والحلول والاقتراحات ، واذا كان لي ان اجتهد فانني ادعو - وبحرارة - الى التفكير باشهار مشروع وطني قادر على حشد الناس واستثمار طاقاتهم وتوحيدهم حول هدف واحد: حماية البلد مما قد يتعرض له من اخطار ، والدفاع عن هويته ووجوده ومستقبله ، وهو مشروع يتجاوز محاولات «طلاء» الجدران ، الى «بناء» العقول والقلوب والمواقف والخيارات على ارضية المواطنة الصلبة ، والانتماء الحقيقي والمشاركة «العادلة» ، والوعي الصحيح على ما يختزله المشهد السياسي من تحديات ، وربما مغامرات.
انتاج مشروع وطني ، بعيدا عن الاستقطابات النخبوية ، والانحيازات الاقليمية ، والتقسيمات غير المفهومة ، والصراعات على الهوية والمصالح الذاتية ، هو البوابة الوحيدة التي يمكن ان نعبر من خلالها الى اعادة صياغة «ميثاق وطني» يلتقي عليه الناس مع دولتهم ، ويرتب اولوياتهم ، وينزع من قلوبهم القلق على مستقبلهم ، ويخرجهم من دائرة الحيرة والتساؤل الى اطار واضح من الامل والعمل ، وآفاق مفتوحة على المشاركة الايجابية الفاعلة.
لا شك بان بلدنا ما زال بخير ، وبان تجربتنا في «التوحد» والتماسك لمواجهة الاخطار تطمئننا على قدرتنا في توجيه بوصلتنا الوطنية الى المسار الصحيح ، لكن ذلك لا يمنع من الانتباه والحذر ، وضرورة وقف ما يجري من «عبث» هنا وهناك ، واستثمار كل ما لدينا من طاقات لتجاوز ما يواجهنا من ازمات ، وقد تكون التفاصيل كثيرة ، ومريبة احيانا ، لكن ارجو ان تكون لواقطنا الوطنية قد التقطت ما وصلها من رسائل.. وان تنجح مطابخنا السياسية في تحليلها وفهمها وابداع ما يناسبها من ردود واجابات.. ومن احتياطيات ايضا.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |