زيارة الجربا للساحل بين الدعاية الإعلامية والضرورة السياسية!
زيارة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا الى منطقة ريف اللاذقية في الساحل السوري، والتي جاءت بحسب المكتب الاعلامي للائتلاف، للاطمئنان على سير المعارك الدائرة هناك بين الجيش الحر وقوات النظام السوري، أثارت موجة اختلافات في وجهات النظر بين المراقبين للمشهد السوري، بين من اعتبرها "بروبوغاندا" إعلامية، هدفها رفع معنويات المقاتلين والاثبات لجميع الأطراف أن الائتلاف هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وبين من رأى فيها امراً طبيعياً في ظل فتح جبهة الساحل والانتصارات التي يحرزها الجيش الحر والكتائب الاسلامية هناك!.
جبهة الساحل التي اتسمت بالهدوء لأكثر من عام، اشتعلت بعد سيطرة المعارضة على معبر كسب الحدودي مع تركيا، في الحادي والعشرين من شهر آذار الماضي، بعد إطلاق ثلاث كتائب إسلامية معركة باسم "معركة الأنفال" أعلنت من بعدها بيوم واحد، هيئة أركان الجيش الحر عن بدء معركة "أمهات الشهداء" في منطقة الساحل، في خطوة تهدف لنقل المعارك الدائرة الى معقل آل الأسد، والطائفة العلوية، في مناطق القرداحة واللاذقية ومحيطها، خاصة بعد الخسارة التي منيت بها قوات المعارضة السورية في منطقة القلمون بريف دمشق، والبحث عن جبهة أخرى تهز أركان النظام وترفع من جديد معنويات المقاتلين.
الجربا المقيم في أحد فنادق مدينة اسطنبول قرر أن يرتدي معطفه العسكري المموج، والتوجه لزيارة تعد الأولى لمنطقة الساحل، يتفقد من خلالها أوضاع المقاتلين ويقف على ما يحتاجونه من سلاح ومال، بالاضافة لقيامه بتشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة من الجيش الحر بالتنسيق مع الكتائب الإسلامية التي تضم كلاً من "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام "و"أنصار الشام" و"تجمع نصرة المظلوم" وحركة "شام الإسلام" على أن تكون غرفة العمليات بقيادة الجيش الحر وتابعة للائتلاف.
إلا أن زيارة الجربا، الذي نشرت وسائل الاعلام صوراً ومقاطع فيديو لها، أثناء جلوسه مع المقاتلين، وتجواله في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة، أخذت بعداً سياسياً وترويجاً إعلامياً، أكثر من أهميتها الحقيقية على أرض الواقع، إذ أن مدّ الثوار بالسلاح يعتمد عى إقناع حلفاء الائتلاف، وعلى رأسهم واشنطن، ووجود الجربا في أرض المعركة قد يعزز تلك القناعة، بالاضافة الى جانب آخر هو إعادة الثقة بين الشارع والائتلاف، خاصة أن الزيارة جاءت بعد اسبوعين على المظاهرات التي خرجت في مدن وبلدات سورية تطالب بإسقاط رئيس الائتلاف.
صور الجربا أثناء تفقده جبهات القتال في جبال التركمان والأكراد، أعاد الى الأذهان صورة القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود وهو يتفقد قواته في جبال أفغانستان أثناء الحرب ضد الاحتلال السوفييتي، مسعود أغتيل على يد تنظيم القاعدة عام ألفين وواحد، ولمن لا يعرفه فهو قائد سياسي عسكري أفغاني حارب ضد الاتحاد السوفياتي، إلا أنه أمضى أيام نضاله ضد الاتحاد السوفييتي من داخل جبال أفغانستان، ولم يقيم في فنادق الخمسة نجوم في دول مجاورة طيلة أيام الحرب، رغم أنه مهندس ويجيد اللغة الفرنسية، وتكمن المقاربة مع حالة الجربا أن أحمد شاه مسعود تلقى كذلك دعماً أمريكياً إلا أن ذلك لا يعيبه، كونه كان قائداً شجاعاً ولم يخذل شعبه وقاد المعارك من الداخل الأفغاني.
الخلاصة تقول أن الشعب السوري لا يطلب من رئيس الائتلاف أحمد الجربا أو المعارضة السياسية في الخارج عمل المعجزات، بل يطالبون بمعارضة تؤمن فعلاً بحب الوطن، وليس بالاستعراض أمام عدسات الكاميرا، في دعاية لا يمكن وصفها إلا بالرخيصة، في وقت لا زالت فيه مناطق أخرى من سوريا يتعرض سكانها للقتل العمد من النظام ومن مجموعات متطرفة، دون اتخاذ خطوات عملية توقف النزيف الحاصل، فالشعب يحتاج لمعارضة وطنية تخدمه وتقدم له بديلاً سياسياً عن النظام ولو كان ذلك عبر أموال أمريكية وغربية وعربية، فالطرف الآخر - أي النظام - يتلقى الدعم المالي والمعنوي من أكثر من ثلاث سنوات من أصدقائه وحلفائه الروس والايرانيين وغيرهم، فالمواطن العادي يريد إعادة الثقة بقياداته وذلك يحتاج لتفعيل مؤسسات المجتمع المدني في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة، وليس لزيارة عابرة جاءت بعد تأمين مناطق معينة، فالفراغ السياسي الذي تعاني منه تلك المناطق فتحت الباب أمام تنظيمات ومجموعات متطرفة، لفرض قوانينها وتشريعاتها وسط حالة من الفوضى وانعدام الأمن.
زيارة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا الى منطقة ريف اللاذقية في الساحل السوري، والتي جاءت بحسب المكتب الاعلامي للائتلاف، للاطمئنان على سير المعارك الدائرة هناك بين الجيش الحر وقوات النظام السوري، أثارت موجة اختلافات في وجهات النظر بين المراقبين للمشهد السوري، بين من اعتبرها "بروبوغاندا" إعلامية، هدفها رفع معنويات المقاتلين والاثبات لجميع الأطراف أن الائتلاف هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وبين من رأى فيها امراً طبيعياً في ظل فتح جبهة الساحل والانتصارات التي يحرزها الجيش الحر والكتائب الاسلامية هناك!.
جبهة الساحل التي اتسمت بالهدوء لأكثر من عام، اشتعلت بعد سيطرة المعارضة على معبر كسب الحدودي مع تركيا، في الحادي والعشرين من شهر آذار الماضي، بعد إطلاق ثلاث كتائب إسلامية معركة باسم "معركة الأنفال" أعلنت من بعدها بيوم واحد، هيئة أركان الجيش الحر عن بدء معركة "أمهات الشهداء" في منطقة الساحل، في خطوة تهدف لنقل المعارك الدائرة الى معقل آل الأسد، والطائفة العلوية، في مناطق القرداحة واللاذقية ومحيطها، خاصة بعد الخسارة التي منيت بها قوات المعارضة السورية في منطقة القلمون بريف دمشق، والبحث عن جبهة أخرى تهز أركان النظام وترفع من جديد معنويات المقاتلين.
الجربا المقيم في أحد فنادق مدينة اسطنبول قرر أن يرتدي معطفه العسكري المموج، والتوجه لزيارة تعد الأولى لمنطقة الساحل، يتفقد من خلالها أوضاع المقاتلين ويقف على ما يحتاجونه من سلاح ومال، بالاضافة لقيامه بتشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة من الجيش الحر بالتنسيق مع الكتائب الإسلامية التي تضم كلاً من "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام "و"أنصار الشام" و"تجمع نصرة المظلوم" وحركة "شام الإسلام" على أن تكون غرفة العمليات بقيادة الجيش الحر وتابعة للائتلاف.
إلا أن زيارة الجربا، الذي نشرت وسائل الاعلام صوراً ومقاطع فيديو لها، أثناء جلوسه مع المقاتلين، وتجواله في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة، أخذت بعداً سياسياً وترويجاً إعلامياً، أكثر من أهميتها الحقيقية على أرض الواقع، إذ أن مدّ الثوار بالسلاح يعتمد عى إقناع حلفاء الائتلاف، وعلى رأسهم واشنطن، ووجود الجربا في أرض المعركة قد يعزز تلك القناعة، بالاضافة الى جانب آخر هو إعادة الثقة بين الشارع والائتلاف، خاصة أن الزيارة جاءت بعد اسبوعين على المظاهرات التي خرجت في مدن وبلدات سورية تطالب بإسقاط رئيس الائتلاف.
صور الجربا أثناء تفقده جبهات القتال في جبال التركمان والأكراد، أعاد الى الأذهان صورة القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود وهو يتفقد قواته في جبال أفغانستان أثناء الحرب ضد الاحتلال السوفييتي، مسعود أغتيل على يد تنظيم القاعدة عام ألفين وواحد، ولمن لا يعرفه فهو قائد سياسي عسكري أفغاني حارب ضد الاتحاد السوفياتي، إلا أنه أمضى أيام نضاله ضد الاتحاد السوفييتي من داخل جبال أفغانستان، ولم يقيم في فنادق الخمسة نجوم في دول مجاورة طيلة أيام الحرب، رغم أنه مهندس ويجيد اللغة الفرنسية، وتكمن المقاربة مع حالة الجربا أن أحمد شاه مسعود تلقى كذلك دعماً أمريكياً إلا أن ذلك لا يعيبه، كونه كان قائداً شجاعاً ولم يخذل شعبه وقاد المعارك من الداخل الأفغاني.
الخلاصة تقول أن الشعب السوري لا يطلب من رئيس الائتلاف أحمد الجربا أو المعارضة السياسية في الخارج عمل المعجزات، بل يطالبون بمعارضة تؤمن فعلاً بحب الوطن، وليس بالاستعراض أمام عدسات الكاميرا، في دعاية لا يمكن وصفها إلا بالرخيصة، في وقت لا زالت فيه مناطق أخرى من سوريا يتعرض سكانها للقتل العمد من النظام ومن مجموعات متطرفة، دون اتخاذ خطوات عملية توقف النزيف الحاصل، فالشعب يحتاج لمعارضة وطنية تخدمه وتقدم له بديلاً سياسياً عن النظام ولو كان ذلك عبر أموال أمريكية وغربية وعربية، فالطرف الآخر - أي النظام - يتلقى الدعم المالي والمعنوي من أكثر من ثلاث سنوات من أصدقائه وحلفائه الروس والايرانيين وغيرهم، فالمواطن العادي يريد إعادة الثقة بقياداته وذلك يحتاج لتفعيل مؤسسات المجتمع المدني في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة، وليس لزيارة عابرة جاءت بعد تأمين مناطق معينة، فالفراغ السياسي الذي تعاني منه تلك المناطق فتحت الباب أمام تنظيمات ومجموعات متطرفة، لفرض قوانينها وتشريعاتها وسط حالة من الفوضى وانعدام الأمن.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
"وبشر الصابرين" و الله لن يخلف وعده