منح التنمية لمن .. ولماذا


نسمع ونقرأ عن ملايين ومليارات من المنح الكويتية والخليجية والعالمية لتنمية المحافظات والمجتمعات المحلية ولكنا لا نفهم لمن هي اذا كان الهدف من التنمية هو الإنسان الذي لم يشعر بها ولم يلمسها والمعروف ان كل تنمية لا تظهر آثارها على شرائح المجتمع فهي تنمية ورقية وهمية .

ان القيمة الإجمالية لبرامج التنمية حوالي ستة مليارات دينار أردني لثلاث سنوات من 2013-2016 خصص منها 80% للوزارات والمؤسسات و20% منها لتنمية المحافظات وكل هذا ليس من اهتمام المواطن لأنه يرى الحقيقة بعينيه ويعيشها واقعا لا خيالا كيف لا وهو يرى مسلسل تسارع مؤشر الفقر والجوع والبطالة وسوء الأحوال ولا يأبه بالأعلام المزركش الذي أسرف بمساحيق تجميل هذه المنح دون جدوى فالمواطن لا يريد أرقاما و أوراقا بل يريد واقعا ملموسا ولا يأبه بهذه المرحلة الا بوضعه المنهك ولا تغريه أضواء المناطق الاقتصادية والخاصة ولا استقطاب الاستثمارات للبطالة المقنعة ولا المحطات النووية والحرارية ولا أوهام المدن الثقافية ولا إرضاء صندوق النقد الدولي ولم تعد تعنيه وعود الإصلاح والغد المشرق فقد أصبح مجتمعنا الأردني بيئة مناسبة ومثالية لاستيطان الجوع والفقر وفقدان المأوى والأمن الأمان وقد عزفت الحكومات اللحن الأخير على رفات كرامة المواطن وهويته .

ونرى المواطن يضحك عندما يسمع الوعود وهو يعلم ان الحكومات والنواب والأعيان وغيرهم من السدد العالية يعمل لنفسه ولا يعرف بلد او مواطن وهاهم نوابنا قد قدموا التنازلات بالجملة لتعديل تقاعدهم ونسو تقاعد الموظف القديم الذي لايكفيه حتى لأجرة البيت المستأجر وها نحن نرى المديونية تتوالد بسرعة لتصل بحدود 30 مليار رغم ان المواطن لم يشارك بجريمتها ولم يصله شيء منها وقد نسيت الحكومات ان المواطن الواقع في البئر ليس بحاج لاجتماعات وبرامج طويلة الأمد بل بحل فوري فكفانا برامج وخطط على جراحنا وقد أصبح المواطن كالقنابل الموقوتة بالاحتقان واليأس وعدم الثقة رغم تغليفه بالهدوء فالأرض رغم هدوءها فأن بداخلها براكين وأصبح المواطن لاتهمه النهاية لأنها أفضل من حياته الحالية واستذكر أتبيات من الشعر قديمة للجواهري تقول:

ستبقى طويلاً هذه ألأزمات ...............ان لم تقصر عمرها الصدمات

سيبقى طويلاً يحمل الشعب مكرهاً ...... مساوئ من قد أبقت الفترات

ألم ترً أن الشعب جل حقوقه .............هي اليوم للأفراد ممتلكات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات