سواء أكنا على يمين القارب نجلس او على يساره فالهدف واضح هو الوصول الى بر الأمان ، ولا مناص من مواجهة كل من يسعى لتخريب اي جانب من القارب الذي يجمعنا وسط امواج بحر عميق كي لانغرق جميعا ..

انتخابات نقابة المعلمين اليوم للدورة الثانية كانت تسير وفق مزاج عال من الهدوء والسكينة والتنافس الحر الجميل بين كتلتين من ابناء الوطن وابناء المهنة المتعبة الشاقة و " المهمش منتسبيها "حدا لا معقولا ، هدوء في مراكز الاقتراع ، جلسات حوار ونقاش بين المتنافسين بعيدا عن التشنج الذي يصاحب البعض في مثل هذه الحالات ، لا غالب ولا مغلوب هنا ، تسابق من أجل المعلم ورفعة الوطن وبناء مؤسساته ، ولا يجوز ان نذكر بالسوء من فاز او خسر او حاول ان يضع لبنة البناء مع اخوته في المهنة ..

الكل يسعى لاستكمال بناء المؤسسة الوطنية الديموقراطية والمهنية لتضاف الى مجموع مؤسساتنا الوطنية وتساهم بالبناء الوطني لدولة المؤسسات التي نسعى جاهدين لاقامتها ..

محاولات البعض من خارج "الجسد التعليمي " التدخل والتوجيه والعمل لصالح فئة دون غيرها لن يسهم ابدا باستكمال بناء نقابتنا كما حلمنا ، بل سيجعلها مطيّة يدوسها ويركنها جانبا كما هي حال بقية المؤسسات القائمة فعلا والمفرغة من مضمونها وبرامجها التي جرى التطاول عليها والتدخل في شؤونها واعمالها وتنصيب من نجح في تفريغها وسرقة برامجها حتى باتت مؤسسة مهمشة ومهشمة لا تغني ولا تسمن ..وهكذا اصاب مؤسساتنا الترهل وانتشرت مظاهر الفساد واعتلاها من لا ينتسب الى روحها وقيمتها المهنية والوطنية ..

نقابة المعلمين هي الاكبر والاعظم في وطني ، ومن هنا يخشى البعض منها ، ليس بما تحمله من منهج الاصلاح وبناء الوطن والانسان ، بل يخشى ان تنهض وتقاوم كل خراب وفساد وتهميش وظلم ابناء الوطن وخاصة منهم قطاع التعليم الذي يُعد الأضعف والافقر والاكثر تهميشا والاعظم تهشما في الوطن .

نقول للجميع مبارك هذا العرس الوطني ، ونقول للجميع الكل فاز في دفع عجلة النقابة كي تسير الى محطة جديدة تحمل اعباء ومهام وطنية ومهنية ..

لنساهم معا بدعم من كانت لهم سابقة الوصول الى المجلس ، ولنكن عونا لهم ، لا نتقفى افعالهم كي نتصيد اخطاء تقع هنا او هناك ،ولا نرميهم بسهام مسمومة كي ننال منهم ، ولنمنحهم الدعم والاسناد والشورى ، فالجسد التعليمي كبير وعظيم وهمومه اعظم مما يتصدى لها بضع افراد .زلنكن الشعلة التي تنير دربهم وتمنحهم القدرة على الوصول ..

والسلام على الجميع .