متلازمة ستوكهولم وراهبات معلولا!
خاص - بقلم غيث حدادين - كثر الكلام والتحليلات حول موضوع إطلاق سراح راهبات دير مار تقلا في معلولا، اللاتي احتجزن من قبل جبهة النصرة أثناء المعارك التي دارت في منطقة ريف دمشق بين المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري ، إلا أن إعلام النظام الرسمي وشبه الرسمي والموالي له من الإعلام اللبناني كقنوات الميادين والجديد والمنار، تلقوا صفعة عنيفة بعد تصريحات الراهبات، التي جاءت مخيبة للآمال بالنسبة لهم، حيث مدحن الخاطفين على المعاملة الحسنة التي قوبلن بها أثناء فترة احتجازهن.
إعلام النظام الذي تفاجأ من تلك التصريحات، توصل في تقاريره الإعلامية الى أن ما دار بين الراهبات وخاطفيهم من جبهة النصرة ما هو إلا حالة يطلق عليها متلازمة ستوكهولم، وهو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع الخاطف.
وبعيداً عن المعاملة الجيدة من قبل عناصر النصرة من عدمها، والذي لا يغطي على علاقة الجبهة بتنظيم القاعدة المصنف على لائحة الإرهاب، إلا أن الحدث بذاته كشف إفلاس الإعلام الرسمي للنظام، بل أن تصريحات الراهبات أثارت كذلك موجة غضب في صفحات الموالين له، أو ما يطلق السوريون عليها "صفحات المنحبكجية" على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حيث أطلقوا حملة من الشتائم والسباب بحق الراهبات لمدحهن عناصر النصرة وعدم التصريح بما اشتهى النظام.
قنوات النظام عبرت أيضاً من خلال مقدماتها الاخبارية عن غضبها من عدم تقديم راهبات معلولا شكرهن للجيش العربي السوري! وذلك تحت عنوان "حين لا يفصل بين الوطنية والخيانة .. أكثر من تصريح"، بل توصلت تقارير التضليل الاعلامي التي ينتجها النظام الى استنتاج يفضي الى أن الراهبات لم يكن مخطوفات إلا لِتُشكَرُ قطر في آخر المطاف، في إشارة الى علاقة جبهة النصرة بالدوحة وتلقيها تمويلاً مباشراً منها.
التغطية الاعلامية لموضوع راهبات معلولا لم تقتصر على وصولهن بأمان، والافراج عنهن، بل امتدت لشن القنوات الموالية حملة عكسية ضد الراهبات، امتدت على مدار أيام، قامت خلالها قنوات المقاومة والممانعة بتغطية أخبار الراهبات، بدءاً من الدعوات الى منع دخولهن الى صيدنايا ، وصولاً الى رصد آراء الشارع السوري الغاضبة منهن. لكن أتساءل هنا ماذا كان يتوقع الإعلام الرسمي والموالي للنظام من الراهبات ليقولوه؟! أو ماذا كان يرغب النظام في سماعه؟ وهل تصريحات الراهبات التي جاءت على حد قولهن "شهادة أمام الله" أغضبت الى هذا الحد النظام وزبانيته؟
لكن النظام السوري نسي أن "متلازمة ستوكهولم" التي وصّف بها حالة الراهبات، تنطبق كذلك عليه من ناحية نظرية ، أي تنطبق على الأنظمة القمعية، عندما لا تملك تلك الأنظمة سلطة شرعيتها من أغلبية الشعب، فتصبح وسيلة الحكم القمعية ضاغطة على أفراد المجتمع، ولمدة طويلة، يطور خلالها الأفراد علاقة خوف من النظام، فيصبح المجتمع ضحية النظام، ويدرك النظام هذه الحالة مع الوقت، حتى يتقن لعبة ابتزاز المجتمع. فيعتاد الشعب على القمع والذل لدرجه تجعله يخشى من التغيير حتى وإن كان للأفضل ويظل يدافع عن النظام القمعي ويذكر محاسنه القليله جداً دون الالتفات إلى مظاهر القمع والفساد الكثيرة، لكن عملياً أسقط الشعب السوري والشعوب العربية التي انتفضت ضد أنظمتها القمعية تلك النظرية منذ انطلاق ما يسمى الربيع العربي.
خاص - بقلم غيث حدادين - كثر الكلام والتحليلات حول موضوع إطلاق سراح راهبات دير مار تقلا في معلولا، اللاتي احتجزن من قبل جبهة النصرة أثناء المعارك التي دارت في منطقة ريف دمشق بين المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري ، إلا أن إعلام النظام الرسمي وشبه الرسمي والموالي له من الإعلام اللبناني كقنوات الميادين والجديد والمنار، تلقوا صفعة عنيفة بعد تصريحات الراهبات، التي جاءت مخيبة للآمال بالنسبة لهم، حيث مدحن الخاطفين على المعاملة الحسنة التي قوبلن بها أثناء فترة احتجازهن.
إعلام النظام الذي تفاجأ من تلك التصريحات، توصل في تقاريره الإعلامية الى أن ما دار بين الراهبات وخاطفيهم من جبهة النصرة ما هو إلا حالة يطلق عليها متلازمة ستوكهولم، وهو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع الخاطف.
وبعيداً عن المعاملة الجيدة من قبل عناصر النصرة من عدمها، والذي لا يغطي على علاقة الجبهة بتنظيم القاعدة المصنف على لائحة الإرهاب، إلا أن الحدث بذاته كشف إفلاس الإعلام الرسمي للنظام، بل أن تصريحات الراهبات أثارت كذلك موجة غضب في صفحات الموالين له، أو ما يطلق السوريون عليها "صفحات المنحبكجية" على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حيث أطلقوا حملة من الشتائم والسباب بحق الراهبات لمدحهن عناصر النصرة وعدم التصريح بما اشتهى النظام.
قنوات النظام عبرت أيضاً من خلال مقدماتها الاخبارية عن غضبها من عدم تقديم راهبات معلولا شكرهن للجيش العربي السوري! وذلك تحت عنوان "حين لا يفصل بين الوطنية والخيانة .. أكثر من تصريح"، بل توصلت تقارير التضليل الاعلامي التي ينتجها النظام الى استنتاج يفضي الى أن الراهبات لم يكن مخطوفات إلا لِتُشكَرُ قطر في آخر المطاف، في إشارة الى علاقة جبهة النصرة بالدوحة وتلقيها تمويلاً مباشراً منها.
التغطية الاعلامية لموضوع راهبات معلولا لم تقتصر على وصولهن بأمان، والافراج عنهن، بل امتدت لشن القنوات الموالية حملة عكسية ضد الراهبات، امتدت على مدار أيام، قامت خلالها قنوات المقاومة والممانعة بتغطية أخبار الراهبات، بدءاً من الدعوات الى منع دخولهن الى صيدنايا ، وصولاً الى رصد آراء الشارع السوري الغاضبة منهن. لكن أتساءل هنا ماذا كان يتوقع الإعلام الرسمي والموالي للنظام من الراهبات ليقولوه؟! أو ماذا كان يرغب النظام في سماعه؟ وهل تصريحات الراهبات التي جاءت على حد قولهن "شهادة أمام الله" أغضبت الى هذا الحد النظام وزبانيته؟
لكن النظام السوري نسي أن "متلازمة ستوكهولم" التي وصّف بها حالة الراهبات، تنطبق كذلك عليه من ناحية نظرية ، أي تنطبق على الأنظمة القمعية، عندما لا تملك تلك الأنظمة سلطة شرعيتها من أغلبية الشعب، فتصبح وسيلة الحكم القمعية ضاغطة على أفراد المجتمع، ولمدة طويلة، يطور خلالها الأفراد علاقة خوف من النظام، فيصبح المجتمع ضحية النظام، ويدرك النظام هذه الحالة مع الوقت، حتى يتقن لعبة ابتزاز المجتمع. فيعتاد الشعب على القمع والذل لدرجه تجعله يخشى من التغيير حتى وإن كان للأفضل ويظل يدافع عن النظام القمعي ويذكر محاسنه القليله جداً دون الالتفات إلى مظاهر القمع والفساد الكثيرة، لكن عملياً أسقط الشعب السوري والشعوب العربية التي انتفضت ضد أنظمتها القمعية تلك النظرية منذ انطلاق ما يسمى الربيع العربي.
تعليقات القراء
مات نصف مليون مسلم بسوريا ما اهتم العالم ولما انخطفن .... ثارت ثائرة العالم !!!!!!!
النصارى في سوريا يحاربون مع الاسد ويقتلون اخواننا اهل السنه
بغض النظر عما إدعيته ضد النظام السوري وايضاَ عن تصديق مقولة المعامله الجيده لهن من قِبَـل الخاطفين أقـــول لكَ.
لو كنت تعلم ما هي الرهبنه لِما كتبت ذاك الكلام.
ألرهبنه سلام حقيقي في نفس المترهب.
فالرهبنه تتحمل كل انواع ظُلم الانسان والطبيعه.
الرهبنه هي عدم إفساح المجال للكراهيه بل نشر السلام والمحبه.
لِذا يا عزيزي صدرت تلك التصريحات عنهن.
هاذا دليل واضح انهم تشكيل غربي صهيوني هم و داعش.،مهمتهم ضرب المسلمين العرب مع النصارى العرب.
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
.......