ذكرى طرد غلوب تاريخ وحاضر


تتطلب ظروف تأسيس " إمارة شرق اﻷردن " كنتيجة للحرب العالمية اﻷولى تأسيس قوات مسلحة سميت في مرحلة معينة قوات حرس الحدود، تطورت وبمعونة بريطانية كدولة عظمى منتصرة في تلك الحرب، وفي ذلك الوقت تواجدت أعداد من الضباط اﻹنجليز في مواقع قيادية لبعض قطاعات لهذه القوات، وكان من أبرزهم وفي موقع قيادي رئيسي الجنرال غلوب والذي كان ينادى بغلوب باشا، ومن حسن الحظ أن الظروف التي كانت تتطلب حاجة القوات المسلحة اﻷردنية لخبرات بعض الضباط اﻹنجليز قد تم تجاوزها وأصبح بإمكان أبناء الوطن من العسكريين تولي مهام قيادية لهذه القوات على معيار أن القائد اﻷعلى للقوات المسلحة في حينه الملك الراحل حسين بن طلال طيب الله ثراه، وعلى ضوء المعايير الوطنية العسكريه والسياسيه فقد بات مؤكدا أن خروج الجنرال غلوب ومعه الضباط اﻹنجليز ﻻ يشكل ضررا من الناحية الفنية العسكرية وﻻ يشكل ضعفا من الناحية السياسية للبلاد ،فقد كانت حسابات القيادة الوطنية على الصعيدين العسكري والسياسي في حينه تتطلب اتخاذ قرار وطني ﻻ بد أن يستند الى شجاعة نادرة على معيار الخصومة مع دولة عظمى في حينه وهي بريطانيا ، فكانت ثقة القيادة السياسية والعسكرية المتمثلة في شخص الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه أكبر من اﻷخطار وذات قدرة على احتوائها أو تجنب أضرارها إذا ما وقعت، فكان ما كان من هذه القيادة عند اتخاذها لهذا القرار والذي استند الى معيارين اﻷول حكمة القيادة ومعرفتها للمصالح الوطنية الفورية والمتوسطة والبعيدة المدى

ثانيا : استيعاب وتفهم الشعب لهذا القرار على معيار الثقة المطلقة بالقيادة باعتبارها قد كرست كل ما لديها لخدمة الوطن أوﻻ بشكل مباشر واﻷمة العربية واﻹسلامية كلما أمكن ذلك فكان هذا اليوم الذي لم يشهده كثيرون من الجيل المعاصر ولكنهم يقطفون ثماره عندما نرى أن هذا الجيش قد بلغ من الاحتراف العسكري بقياداته الوطنية الفنية ما أهله ﻹرسال العديد من أبنائه كخبراء وقطاعات عسكرية ومستشارين لدول عربية أخرى ﻹعانتها على بناء قواتها المسلحة فكانت هذه نقلة نوعية من حالة جيش كان يعتمد على غيره في مرحلة البناء والتأسيس إلى مرحلة تقديم العون للغير في مراحل تأسيس هذا الغير لقواته المسلحة ، وبالتالي فإن اﻻحترام لهذا القرار السياسي العسكري من أجيالنا الحاليه أقل بكثير مما يستحقه نظرا لعظمته باعتباره قرارا تأسيسيا للقوات المسلحة اﻷردنية التي نعرفها اﻵن والتي أصبح يعرفها كثيرون من أبناء الدول العربية الذين يفدون إلينا للالتحاق تارة بكلية الحرب واﻷركان اﻷردنية وأخرى بكليات عسكرية ذات تخصصات نوعية كالمشاة والمدفعية وأسلحة أخرى ، لهذا كله أرى ضرورة إضافة هذه الذكرى العطره إلى مناهج التربية والتعليم لتدخل في التاريخ الوطني الذي تعمل وزارة التربية والتعليم على تدريسه للأجيال الحالية والقادمة من أبناء الوطن ليعلم الجميع أن دراستنا وتعليمنا ﻷبنائنا لهذا التاريخ والتي ﻻ تزال نتائجه حاضره عندما قام به اﻵباء واﻷجداد من نضاﻻت سجل التاريخ نتائجها وينعم الوطن بحاضرها بهذه النتائج ،وﻻ يجوز بأي حال من اﻷحوال أن تخلو هذه النضاﻻت من التوسع في فهم قرارالملك الراحل الحسين والظروف التي صدر فيها هذا القرار عندما طرد أو أنهى خدمات الجنرال اﻹنجليزي غلوب ليتولى بعده أبناء الوطن جيلا بعد جيل تلك المسؤوليات الوطنية ونعيد إلى اﻷذهان أن هذا القرار كان يستند إلى ما يحمله الهاشميون من فكر وطني يحتاج إلى قرارات ﻻ يجوز أن تكون انفعالية بل إلى الحكمة التي تمثلت في حينه باختيار التوقيت ليكون ناجحا وناضجا ومحققا للنتائج المرجوة منه عند التخطيط له ، هذا هو الوطن وهذه هي القيادة التي كان يتوﻻها الملك الراحل والتي يحملها اﻵن من بعده جلالة الملك عبد الله الثاني والذي أتمنى له دوام الصحة والعافية ليبقى معطاء كما كان اﻵباء واﻷجداد.
والسلام عليكم يا أبناء هذا الوطن الجميل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات