سوريا .. مهد الحضارات تتحول لمهد الارهاب
انتشار مقطع مصور يظهر قيام عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بقطع يد شخص بتهمة السرقة أثار نقاشاً وخلافاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض! فهناك من أيّد ما قام به التنظيم حتى من المعارضين له سياسياً، بل أن التطرف وصل الى قول بعض الأشخاص المحسوبين على التيار المعتدل من الأصدقاء!: "أكيد ما أطعوها إلا إنو عامل شي". طبعاً تأييد البعض لذلك صدمني رغم معرفتي بأنهم أشخاص معتدلون نسبياً أو كما يحلو لهم أن يظهروه أمام العامة.
ورغم أن تلك الواقعة لا تعبر عن المزاج العام السوري إلا أنها تثير تساؤلات حول مستقبل سوريا، في ظل انتشار الأفكار المتطرفة بين الشباب، بل أن المشهد العام للمعارضة السورية، أصبحت تمثله الميليشيات المتطرفة وتعبر عنه، وعلى رأسها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وألوية وكتائب تشن حربها على النظام باسم الدين، ضاربة عرض الحائط ما قامت على أساسه الانتفاضة السورية، ولم يقتصر دور تلك الميليشيات على سرقة أحلام السوريين بل تمادت لحد التكلم باسمهم رغم أن أكثر من نصف عناصر تلك التنظيمات ليسوا من السوريين بل قدموا من شتى بقاع الأرض، من تونس والسعودية والأردن وحتى من بلجيكا وفرنسا.
سوريا مهد الحضارات، أصبحت مرتعاً ومنطقة جذب للمتطرفين المدّعين الجهاد في سبيل الله، أقحموا أنفسهم في الشأن السوري، رغم أن فلسطين المحتلة منذ عام ثمانية وأربعين لا تبعد إلا بضعة كيلومترات عن دمشق، فاتحة ذراعيها لمن يرغب بأن يقوم بالجهاد الحقيقي ضد المحتل، ورغم اختلافنا الشديد مع النظام السوري إلا أن ذلك لا يبرر أعمال تلك التنظيمات حتى لو كان العدو المشترك هو النظام.
مشاهد التطرف لم تقتصر فقط على ممارسات مثل قطع يد السارق والجلد، بل تجاوزت ذلك الى قيام داعش بالاعتداء على غير المسلمين أيضاً وخير مثال على ذلك ما قامت به مؤخراً في مدينة الرقة وفرضها قوانين صارمة على السوريين المسيحيين في المدينة، من منع للصلاة والاعتداء على دور العبادة في المدينة وغيرها من الأمور، سبقها الى ذلك ما قامت به جبهة النصرة من تجاوزات بحق المسيحيين العام الماضي في مدينة معلولا دون كلمة استنكار واحدة من المجتمع الدولي.
وكما وعد بشار الأسد بارجاع سوريا الى العصور الحجرية، تحقق ذلك وأصبحت أعناق السوريين في أيد البغدادي والجولاني والمقدسي وغيرهم من قيادات التنظيمات الإرهابية وبات السوريون رهناً للخلافات بين تلك التنظيمات التي تكفر بعضها البعض، فأعداد المقاتلين الأجانب في سوريا وبحسب تقارير استخباراتية فاق أعداد الذي شاركوا في حرب أفغانستان عام تسعة وثمانين.
النظام السوري الذي يشكل الوجه الآخر للتطرف هو المسؤول الأول والأخير عن ايصال البلاد لهذه الحالة كيف ولا، وهو الذي يجيد هذه اللعبة عندما كان يصدر التطرف والإرهاب إلى دول الجوار، كما يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية نشر التطرف عندما تخاذل عن نصرة الشعب السوري وقضيته العادلة، ونتيجة لدوره السلبي في التعامل مع القضية وتفاعلاتها ازداد التطرف رغم قراءة المجتمع الدولي لذلك.
انتشار مقطع مصور يظهر قيام عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بقطع يد شخص بتهمة السرقة أثار نقاشاً وخلافاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض! فهناك من أيّد ما قام به التنظيم حتى من المعارضين له سياسياً، بل أن التطرف وصل الى قول بعض الأشخاص المحسوبين على التيار المعتدل من الأصدقاء!: "أكيد ما أطعوها إلا إنو عامل شي". طبعاً تأييد البعض لذلك صدمني رغم معرفتي بأنهم أشخاص معتدلون نسبياً أو كما يحلو لهم أن يظهروه أمام العامة.
ورغم أن تلك الواقعة لا تعبر عن المزاج العام السوري إلا أنها تثير تساؤلات حول مستقبل سوريا، في ظل انتشار الأفكار المتطرفة بين الشباب، بل أن المشهد العام للمعارضة السورية، أصبحت تمثله الميليشيات المتطرفة وتعبر عنه، وعلى رأسها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وألوية وكتائب تشن حربها على النظام باسم الدين، ضاربة عرض الحائط ما قامت على أساسه الانتفاضة السورية، ولم يقتصر دور تلك الميليشيات على سرقة أحلام السوريين بل تمادت لحد التكلم باسمهم رغم أن أكثر من نصف عناصر تلك التنظيمات ليسوا من السوريين بل قدموا من شتى بقاع الأرض، من تونس والسعودية والأردن وحتى من بلجيكا وفرنسا.
سوريا مهد الحضارات، أصبحت مرتعاً ومنطقة جذب للمتطرفين المدّعين الجهاد في سبيل الله، أقحموا أنفسهم في الشأن السوري، رغم أن فلسطين المحتلة منذ عام ثمانية وأربعين لا تبعد إلا بضعة كيلومترات عن دمشق، فاتحة ذراعيها لمن يرغب بأن يقوم بالجهاد الحقيقي ضد المحتل، ورغم اختلافنا الشديد مع النظام السوري إلا أن ذلك لا يبرر أعمال تلك التنظيمات حتى لو كان العدو المشترك هو النظام.
مشاهد التطرف لم تقتصر فقط على ممارسات مثل قطع يد السارق والجلد، بل تجاوزت ذلك الى قيام داعش بالاعتداء على غير المسلمين أيضاً وخير مثال على ذلك ما قامت به مؤخراً في مدينة الرقة وفرضها قوانين صارمة على السوريين المسيحيين في المدينة، من منع للصلاة والاعتداء على دور العبادة في المدينة وغيرها من الأمور، سبقها الى ذلك ما قامت به جبهة النصرة من تجاوزات بحق المسيحيين العام الماضي في مدينة معلولا دون كلمة استنكار واحدة من المجتمع الدولي.
وكما وعد بشار الأسد بارجاع سوريا الى العصور الحجرية، تحقق ذلك وأصبحت أعناق السوريين في أيد البغدادي والجولاني والمقدسي وغيرهم من قيادات التنظيمات الإرهابية وبات السوريون رهناً للخلافات بين تلك التنظيمات التي تكفر بعضها البعض، فأعداد المقاتلين الأجانب في سوريا وبحسب تقارير استخباراتية فاق أعداد الذي شاركوا في حرب أفغانستان عام تسعة وثمانين.
النظام السوري الذي يشكل الوجه الآخر للتطرف هو المسؤول الأول والأخير عن ايصال البلاد لهذه الحالة كيف ولا، وهو الذي يجيد هذه اللعبة عندما كان يصدر التطرف والإرهاب إلى دول الجوار، كما يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية نشر التطرف عندما تخاذل عن نصرة الشعب السوري وقضيته العادلة، ونتيجة لدوره السلبي في التعامل مع القضية وتفاعلاتها ازداد التطرف رغم قراءة المجتمع الدولي لذلك.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
نعم يا صديقي الجماعات المتطرفه الارهابيه هي من مزقت وفتتت سوريا اما بشار وجنوده فهم الضحيه لان الجندي همه حماية الوطن من الارهابيين والخون