اذا كان التمسك بالهوية الاردنية عنصرية .. فاني عنصري


يبدو ان هناك حملة منظمة تم ويتم الاعداد لها على الصعيد الحكومي الرسمي بعد لقاء الملك مع قطاعات ضمت رؤوساء مجلس الاعيان والنواب والحكومة والعديد من اهل القرار في الدولة الاردنية على ما يتداوله الشارع الاردني العريض من حديث يعبر عن خوف الاردنيين على مستقبل بلدهم وهويتهم الوطنية الاردنية في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها الملف الفلسطيني والمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية لتصفية القضية على حساب الاردن اولا واخيرا .

هذه الحملة بدأها رئيس مجلس الاعيان عبد الرؤوف الروابده في اول لقاء له في ديوان آل التل باربد والذي اطلعنا عليه من خلال المواقع الاخبارية المحلية . الحديث استوقفني كما انه فاجأ الكثير من الاردنيين الذين وقعوا في قفص الاتهام بالمروجين والمتكسبين والمتاجرين بالاقليمية الهادفين لاثارة النعرات والذين ليس لهم هدف الا الوصول الى موقع المسؤولية والمناصب العليا في الدولة والذين حال وصولهم يرضون ويتغنون بالوحدة الوطنية .

ان كان هذا الكلام الصادر عن شخصية عامة بحجم رئيس مجلس الملك صحيحا فذلك اتهام غير مقبول بتاتا ومرفوض ولا يقبل به لا الملك ولا الشعب الاردني في ظل دولة ديمقراطية نتغنى فيها بالحرية والتعددية وذلك لان عددا كبيرا ولا اقول غالبية الشعب الاردني ممن هم ليسوا في مواقع النفوذ ولا يطمحون للمناصب العليا علما ان ذلك حق شرعي لكل اردني وليس مقصورا على عائلة دون غيرها يخافون اليوم اكثر من اي وقت مضى على مستقبل ابنائهم ووطنهم الاردن .. اقول لدولة الرئيس الروابده بان الذين يحملون هذا الخوف وليس الهاجس هم من الطبقة المسحوقة الممسوحة وليسوا ابناء دابوق وعبدون وبارونات البزنس واصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة ..هم الشعب الاردني الكادح اصحاب الوجوه المحروقة من حر الشمس ، اولئك الذين قاتلوا وضحوا من اجل هذا البلد وقدموا التضحيات الجليلة ، حملوا شرف الجندية في الجيش العربي واليوم متقاعدون ، لكنهم لا زالوا يحملون حبهم وولائهم للاردن والهوية الاردنية وللقيادة الهاشمية ، هؤلاء الذين تنعتهم بالمتنفذين يتنقلون بين اربد وعمان والزرقاء وجرش والعقبة والكرك ومعان بالمواصلات العامة وبعضهم واقفا لا يملكون سيارات الهامر ولا لاندروفر ولا حتى الملاليم ناهيك عن الملايين ، من تنعتهم بالمتكسبين بالاقليمية هم نفسهم الحريصون على فلسطين كحرصهم على الاردن وهم انفسهم من قاتل او ابائهم قاتلوا في كل معارك فلسطين ، اليوم نراهم ومن خوفهم على فلسطين ينتفضون ويهبون بفزعتهم الاردنية المعهودة وينبرون للدفاع عن فلسطين ولا تغريهم المناصب والمال ، محافظين على العهد والوعد بالمضي قدما حتى يتحقق للفلسطينيين وطنهم المستقل على غرار الاوطان والدول العربية.

ارجو ان يتسع صدر دولة الروابده وانا اعلم جيدا اني لست بموقع الروابده الرسمي لقولي كمواطن صوته الى جانب الاصوات المرتعدة خوفا على الاردن بان المخاوف والتحذيرات التي يحملها ويطلقها الاردنيون ليست من نسيج خيالهم وما هي باوهام وعزف على وتر الوطن البديل كما تقول ، لا بل هذه وقائع وحقائق ومشروع يجري تنفيذه على الارض بتوافق اسرائلي فلسطيني وبقيادة المايسترو الامريكي جون كيري بمعزوفة اسماها بداية مفاوضات واتفاق الحل النهائي ليتراجع في ظل الضغوط الشعبية الاردنية وفي فلسطين ليسميها اتفاق اطار واليوم وبعد لقاء الملك مع الرئيس اوباما اصبح يطلق عليها " الاطار " اما ماهية هذا الاطار فما تزال غامضة بالرغم من تلميحات الملك الاخيرة ومحاولة تطمين الاردنيين على ان ليس هناك وطن بديل.الحملة التي تلت اللقاء الملكي الاخير لم تقتصر على الروابده وحده ولا ديوان التل بعينه ، بل طالت العديد من الكتاب والصحفيين والسياسيين وهم ليسوا بالاحرص منا ولا اقرب من الملك منا انطلقوا في مهمة هدفها التخفيف من اهمية ما يثار شعبيا حول الوطن البديل والتجنيس باسلوب لا يختلف عن العلاقات العامة التي تمارس للتهدئة ، حتى راح البعض يروج ان الملتقى الوطني المزمع عقده نهاية اذار لن يتم وان ما يقال هنا وهناك ما هي الا فقاعات سرعان ما تتلاشى ، بالطبع لا اتوقف عند هذه المحاولات ولاصحابها الحق المشروع باطلاقها ولكن ما يستوقفني والكثير من ابناء وطني الاردن هي اقوال الروابده كونه يرأس مجلس الاعيان الاردني ، وهل يجوز له توجيه مثل هذه الاتهامات للاردنيين؟ وهو ما يحتم على القوى السياسية الاردنية التوقف ودراسة هذه الاقوال بدقة وتفحص معانيها ولماذا وجهت ومن ثم اعادة التموضع السياسي والشعبي في المشهد السياسي والسعي للقاء الملك اولا ونقل عدم الرضى الشعبي من هذه الاتهامات الرسمية التي اطلقها الروابدة، والانكى من كل ذكره الرابده هو القول بان .... هؤلا اي المتكسبين بالاقليمية ينطلقون في مواقفهم ايضا من الرضوخ للدعاية الاسرائيلية والوقوع تحت تأثير الهواجس واثارة الفتنة من خلال الشائعات ؟؟؟ اي فتنة يريد الاردنيون من خوفهم على مستقبل وطنهم وتأكيدهم ان للفلسطينيين حق العودة؟؟ وهو ما يفسره الروابده بانه حق شخصي ويتفق في ذلك مع عباس الذي اكد بانه كالزواج لمن يريد، هل هذا المنطق السليم في استرداد الحقوق ونترك لكل فلسطيني السبل والطرق لكي يعود لوطنه؟ وان كان كذلك لما كل التضحيات السابقة وهدر المال والسلاح على حروب خاضتها الجيوش العربية اذا؟؟. ولماذا يا دولة الروابدة يختلف حق العودة للفلسطيني المقيم في الاردن كما تقول عن غيره من الفلسطينيين في اي دولة بالعالم؟ وهل الفلسطيني في الاردن فلسطيني شرعا بعد ان تم توطينه وتجنيسة منذ 1948 وحتى اليوم تتعالى الاصوات للتجنيس بالموازاة مع التأكيد على حق العودة؟ وتؤكد بنفس الوقت على حق الدولة الاردنية بالمطالبة بالتعويضات بدل ما انفق عليه طيلة الفترة الماضية؟ وهل لدولة الروابدة ان يوضح للاردنيين كيف تم البدء بتوطين الفلسطينيين في الاردن وتجنيسهم حتى قبل قيام اسرائيل ويبين لنا نحن المتكسبين الاقليميين لماذا لم تفعل دول عربية اخرى مثل ذلك؟ وآمل في حال الاجابة ان لا يعيد اسطوانة ومعزوفة العروبة التي "يتبناها الاردن ويتغنى غيرنا فيها " ، لانها اصبحت ممجوجة حتى على الاذن الاردنية بعد ان عانينا ما عانيناه من هذه المعزوفة والشعارات المستهلكة مثل الوحدة الوطنية التي لم يبق منها شيء الا الاسم ذريعة لاتهام الناس بالاقليمية والعنصرية والتخندق في خنادق الوطنية والعروبية . واخيرا اقول اذا كان الافصاح عن الهوية الاردنية والتمسك بها والاعلان عن الاصول الفلسطينية والمطالبة بفك الارتباط دستوريا لتكون هناك دولة فلسطينية مستقلة والاعلان عن الخوف من تصفية القضية على حساب الاردن والدعوات لملتقى وطني يبحث الوطن البديل والتجنيس واشياء اخرى كثيرة ، ان كانت هذه عنصرية واقليمية فاني اول الاقليميين والعنصريين من اجل الاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين وموضوع الوحدة يعود للشعبين لاحقا وباستفتاء علني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات