جراسا -

"سأقبل بالزواج به شرط أن يتخلى عن استخدام "الفيس بوك"، هذا ما اشترطته سعاد عبد الوهاب لقبول الزواج ممن سيتقدم لها بالمستقبل لطلب يدها من أبيها.
سعاد فتاة جامعية لا تهوى ولا ترغب باستخدام "الفيس بوك"، والسبب كما تقول " إنه عمل ممل، ومضاره أكثر من منافعه، حيث ضياع كثير من الوقت في الحديث والتعليق على ما يكتبه الآخرون"، معتبرة أن هناك أمورا أكثر أهمية وفائدة من استخدام "الفيس بوك" والدردشة مع الأصحاب، مبينة أن "على من يستخدمه ويطيل في ذلك، البحث عن أمر أكثر فائدة كالدراسة أو عمل إضافي خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية أو مساعدة الزوجة في بيتها إن كان متزوجا كالعناية بالأطفال واحتياجاتهم."
ووفقا لموقع (socialbakers.com)، فقد بلغ عدد حسابات فيس بوك من الأردن نحو 2.057 مليون حساب، ليأتي الأردن في المرتبة 60 حول العالم من حيث استخدام فيس بوك.
وشكل هذا الرقم ما نسبته 32.11% من إجمالي عدد سكان المملكة، الذي يتجاوز الـ 6 ملايين نسمة.
لم يختلف رأي براءة سعيد عن رأي من سبقتها، فهي الأخرى لا تجد طائلا من المكوث طويلا أمام الكمبيوتر لاستخدام الموقع الاجتماعي "فيس بوك"، رافضة إطلاق صفة "الاجتماعي" عليه، والسبب هو أن "فيس بوك" عمل على تخريب وتضعيف العلاقات الاجتماعية.
تفسر براءة قولها هذا بأن "الجلوس طويلا مع "فيس بوك" والتواصل "الالكتروني" والإدمان عليه مع الآخرين، عطل الحياة الاجتماعية الحقيقية وأضعفها، إذ بات الناس يكتفون بإرسال رسائل إلكترونية قصيرة في المناسبات، بدلا من الالتقاء وجها لوجه والتعبير عن المشاعر الحقيقية الفياضة التي تقوي الأواصر بين الناس".
هي الأخرى ترفض الاقتران بزوج يولي "فيس بوك" ساعات طويلة من وقته، إذ تعتبر أن "الشخص الذي يطيل الجلوس مع "فيس بوك"، سيتسبب لها بمشاكل بعد الزواج، من حيث الانشغال عنها وعن أولادها وبيتها ومختلف الاحتياجات، الأمر الذي ترفضه ولا تقبله ابتداء."
أما سوسن جميل، فلها قصة محزنة مع "فيس بوك"، فقد عانت منه كزوجة لزوج أخذه استخدام "فيسبوك" إلى التعرف على فتيات والتحدث معهن طويلا على حساب التفرغ لزوجته وأولاده وبيته.
فهي تعتبره "ضرة" يجب محاربتها وطردها من منزلها، فهي ترفض مشاركتها زوجها من قبل "فيسبوك" وأن كانت تعتبر أن محاربة الضرة الحقيقية أسهل من هذه الإلكترونية، مؤكدة أنه لو رجع بها الزمن لما قبلت بشخص يمتلك كمبيوترا ويستخدم "فيس بوك".
لا شك أنه مع تطوّر التقنيات الحديثة التي عمّت العالم شرقا وغربا فقد انتشر هذا النمط من أنماط التواصل الاجتماعي بصورة جنونية ومدهشة أكثر من أقرانه ونظائره في أوساط شعوب العالم، بعد اختراعه من الطالب الأمريكي مارك زوكربيرج في 4 نوفمبر من العام 2003، وهو في السنة الثانية من الجامعة بالاشتراك مع رفيقيه في جامعة هارفرد الامريكية.
لذلك لا بد من وضع استراتيجية واضحة ومفهومة للاستغلال من هذه الشبكة المخزون فيها من علوم ومعارف شتى ذات مشارب متنوعة من فنون متباينة.

السبيل