ماذا لو كان "كابتن فيليبس" عربيا؟


شاهدت قبل أيام قليلة فيلم "كابتن فيليبس" الذي يتحدث عن السيرة الذاتية لكابتن باخرة الشحن الأمريكية "مارسك ألاباما" التي تم اختطافها في العام 2009 على يد مجموعة من القراصنة الصوماليين في خليج عدن قبالة السواحل الصومالية، الفيلم يرتكز على رواية حقيقية دوّنها الكاتب السينمائي بيل راي في كتاب بعنوان "واجب كابتن" وقام بأداء دور الكابتن بالفيلم الفنان توم هانكس.

أحداث الفيلم تدور حول قيام قراصنة صوماليين بالاعتداء على باخرة الشحن الأمريكية بهدف سرقتها ونهبها، لكن كابتن الباخرة التي تدور حولها الأحداث حاول جاهداً حماية طاقم الباخرة وعدم تعريضهم للخطر، إلا أن مساعيه باءت بالفشل وانتهت باختطاف القراصنة له في أحد قوارب النجاة التابعة للباخرة والمطالبة بفدية مالية مقابل الإفراج عنه.

اختطاف كابتن الباخرة الذي يحمل الجنسية الأمريكية وهو من أصول ايرلندية، تبعها ردة فعل من حكومة بلاده لا يمكن تصديقها إلا في أفلام الخيال العلمي! ففي اليوم التالي لاختطافه تم استدعاء بارجتين حربيتين أميركيتين إلى خليج عدن، وإيصال سفينة الشحن بأمان إلى كينيا، وبعد فشل سلسلة من المفاوضات الطويلة بين الجانبين لإطلاق سراح الكابتن فيليبس وعدم تعريض حياته للخطر، قام قناصون من قوات العمليات الخاصة للبحرية الأميركية بإطلاق النار على القراصنة الثلاثة في قارب النجاة وقتلهم وتحرير الكابتن بعد قضاء أربعة أيام كرهينة وإلقاء القبض على القرصان ميوس الذي تمت محاكمته فيما بعد وحكم عليه بالسجن أكثر من 33 عاما.

العبرة في ما سلف وبعيداً عن الموقف السياسي من الإدارة الأمريكية اتجاه قضايا الشرق الأوسط، هو قيمة المواطن الأمريكي لدى حكومة بلاده بغض النظر عن عمله أو دينه أو عرقه أو حتى أصوله أو الى أي عائلة ينتمي، ولمجرد أن مواطناً أمريكياً تعرضت حياته للخطر تحركت بوارج حربية مدججة بالسلاح بالإضافة الى طائرة استطلاع من غير طيار، تبعها طائرة مروحية لتقييم الأوضاع، بل تعدى ذلك الى هبوط مظليين في محاولة لتحرير الكابتن، الى أن تدخلت أخيراً قوات خاصة وقامت بتحريره.

وتبادر الى ذهني مباشرة والدهشة تملؤني من ما شاهدت في الفيلم الذي يروي قصة واقعية، ماذا لو كان كابتن فيليبس من دولة عربية، هل سيكون مصيره مشابهاً لما حصل لكابتن فيليبس الأمريكي أم سيكون في عداد الموتى أو المفقودين. هو سؤال برىء لا يراد من وراءه إلا المعرفة الحقيقية لقيمة المواطن العربي في دولته التي تطالبه بالانتماء دون تقديم أبسط الحقوق والواجبات، بل في بعض الدول العربية تعرض من طالب بتلك الحقوق للاعتقال والضرب والقتل والقصف!.



تعليقات القراء

..
هل من الممكن اطلاعنا على القضية كاملة مع كامل الدفوع لشركة الشحن واترمان
؟؟؟
09-03-2014 08:46 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات