ع بيروت انا والغبي ؟


تصعد للباص الذي ينقلك من قاعة المسافرين في مطار الملكة عالية الدولي إلى الطائرة بعملية يفترض بها أن تكون عبر خراطيم النقل من بوابات المطار الثمانية التي قسمتها شركة المطار لأكثر من 32 بوابة عن طريق لعبها بارقام البوابات الثمانية اضافة اربعة حروف امام كل رقم والنهاية تجلس في خيمة في اسفل الدرك من مبنى المطار وقت الفجر ويقلك الباص كي تصعد للطائرة ويتنقل في ارض المطار برحلة شبهها أحد الركاب العرب وكانه ظن أن الرحلة الى بيروت ستكون عبر الباص وليس الطائرة ، وكي يستمر مسلسل المهزلة في خدمات شركة المطار وقف الباص أمام إحدى طائرات الملكية ونزل السائق وبصوت عالي وقت الفجر نادى على المسؤول عن الطائرة يسألة .. ع بيروت ...؟ ، وفجأة أرتفعت اصوات الضحكات المكبوته من الركاب وكوني الأردني الوحيد بملامحي ولهجتي قلت أنني لن أعلق على هذا الموقف الذي يذكرني بمجمع الزرقاء القديم للباصات.
وهذه الحكاية تؤكد حقيقة فشل الدولة الأردنية في إدارة مطار البلد الذي يمثل سيادتها وأنها وعلى مدى سنوات حكومية متقلبة على جمر الفساد تمكنت من بيع هذه السيادة لشركات اجنبية مقابل أن تحصل على جدران من الإسنمت البارد وقاعات انتظار تحولت لغرف نوم للركاب الذين ملو الانتظار ، ومقاهي ومحلات بيع تستغل تلك اللحظات وتبيع بأعلى الاسعار كي تتمكن من دفع قيمة الضمان لتلك الشركات وهي بأرقام فلكية ومثال بسيط على تغول تلك الشركة على الدولة والمواطن نجد أنه يبلغ سعر باكيت الدخان الأردني في أرض المطار ضعفي سعره في عمان مع الضرائب والرسوم ، وفي طريق العودة في نفس اليوم لأنني ذهبت لبيروت من أجل الجامعة وليس لشمة الهوى بعد أن حرمنا أياها دولة النسور من كثر ما رفع الإدرينالين لدينا وأصبحنا مجرد عمال " وطن " نغطي تكاليف عمل الحكومة اليومي وعند صعودنا أيظا الى الباص لأن خراطيم نقل المسافرين لاتعمل على خطوط بيروت عبر الملكية وقفنا أمام بوابة قاعة الدخول في ساعات الفجر الباردة تنتظر قدوم موظف الملكية كي يفتح لنا الباب وعلق أحد القادمين وهو أردني بجملة واحدة ..بس ما يكون نسي المفتاح في البيت وراحت علينا وراح نوكل برد ليوم البرد ، وشاء الله أن تكون البطاقة الخاصة بفتح الباوبة معلقة برقبة الموظف ودخلنا للدفء من برد قارس في ارض المطار المكشوفة .
والغبي الذي رافقني في رحلتي فهذا قصة أخرى لابد من ذكرها كي نتعلم ما هو مفهوم الغباء لدينا كأردنيين ، أثناء جلوسي في قاعات مطار الملكة عالية لأكثر من ساعة كان الغالبية العظمى من الركاب يجلسون على مقاعد الانتظار وعيونهم على هواتفهم واصابعهم تتنقل بكل حرفية على مفاتيح تلك الهواتف وانا جلست لوحدي واخرجت اوراق دراستي كمراجعة بسيطة وأنعاش للذاكرة قبل وصولي للجامعة وجهاز الكمبيوتر الشخصي كالصخر الأصم ولافائدة منه لأن الشركة المشغلة لمطار الملكة عالية الدولي لاتقدم لك خدمة الانترنت المجاني كما في بقيت المطارات التي تديرها وتقد خدماتها كمطار رفيق الحريري في بيروت ومطار القاهرة وذلك لسبب بسيط وهو " أنت في الأردن " ، وكمحاولة لقتل الوقت أخرجت جهاز هاتفي من جيبي وبدأت العب بما فيه من العاب طفولية والى جواري يجلس ركاب كثر يتنقلون ما بين صفحات الانترنت والفيس بوك والتويتر وهذا ذكرني بموقف حدث قبل يومين عندما طلبت من أحد زبائني أن يرسل لي اوراق خاصة بالعمل على الفاكس وقال لي هل ليدك هاتف ذكي لأنني أفضل أن ارسلها لك على السكايبي أو بالبريد الالكتروني وبسرعة أجبته وبكل عفوية لا إن هاتفي الخلوي هو هاتف غبي وقيمته لاتتجاوز الخمسة دنانير في سوق الهواتف الخلوية اليوم ، وأمضيت رحلتي أنا العب على الغبي سباق سيارات على الشاطىء وفي اوقات الانتظار وهي كثيرة جدا في رحلة مدتها اربعة وعشرين ساعة ؟.



تعليقات القراء

معلم
أستاذ أحمد عريقات أحييك من كل قلبي
15-02-2014 03:25 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات