في انتظار نتائج الثانوية العامة


بعد نشر مقالتي السابقة والمتعلقة باجراءات وزارة التربية والتعليم في ضبط امتحان الثانوية العامة للدورة الشتوية الحالية والتي أشرت فيها وبالوثائق بأن هذه الخطة وبتفاصيلها المتعلقة بضبط الغش هي بالاساس ذات الخطة التي قدمتها نقابة المعلمين عبر اللجنة المشتركة في عهد الوزير السابق الدكتور وجيه عويس وتم التوافق عليها مع الوزارة في حينها ... كما كنت ايضا قد طالبت وزير التربية الحالي الدكتور محمد ذنيبات بضرورة الاعتراف بدور نقابة المعلمين ومجلسها وادارات وهيئات الفروع فيها في ابراز هذه الخطة الاجرائية والمساهمة الفاعلة في تنفيذها وانجاحها ايضا .

كما كنت في ذات المقال قد طلبت من زملائي المعلمين المشاركين في تصحيح المباحث بارسال ملاحظاتهم وقراءاتهم حول سير العمل في مراكز التصحيح وانعكاسات تنفيذ الخطة على اداء طلبتنا .. وطلبت بالتحديد من المشاركين في تصحيح مباحث الرياضيات والفيزياء واللغة الانجليزية تحديدا تقديم ملاحظاتهم حول الامتحان وطبيعة الاسئلة ومستوى الصعوبة وتناسب وقت الامتحان مع الوقت الفعلي الذي يحتاجه الطالب لحل الاسئلة .

بعد نشر المقال وصلتني العديد جدا من الرسائل والمدونات والتقيت بالعديد من المعلمين المصححين وقد تفاجئت بما لديهم من ملاحظات وانتقادات لا يتسع المقال هنا لسردها وتحليلها ولكن ومن باب الاشارة والقياس فقط فقد كان هناك اجماع على ان استبعاد الاسئلة الموضوعية من الامتحانات قد اعطى قراءات غير دقيقة لمستويات الطلبة وأخل بمواصفات ومقاييس الامتحان الجيد والذي يتوجب ان يحوي انماط واشكال متعددة من الاسئلة حسب المواصفات العلمية الدولية للامتحان الجيد كما ان استبعاد الاسئلة الموضوعية لم ترافقه اي مراعاة للوقت اللازم لحل الاسئلة المقالية والتي حلت مكانها .

كما اشار مصححو مبحثي الفيزياء والرياضيات الى كثرة التعقيد في المعطيات وكثرة الفر وع في الاسئلة والتي وصلت في مبحث الفيزياء وحده الى 42 تفريع والى عدد قريب في الرياضيات مما سبب ارباك كبيرا لدى الطلبة في ظل عدم توفر الوقت الكافي لحلها او حتى لمراجعة الحل من قبل القليلين ممن اسعفتهم سرعتهم في الكتابة في انجاز حلها .

كما اشار مصححو مادة الثقافة الادبية ومصححو الثقافة الانجليزية الى وجود اخطاء كارثية في الاسئلة فقد اعتمد واضع الاسئلة في الثقافة الادبية صيغة التعجب ( ما أحوج ) كأسم تفضيل وهو أمر من بديهيات اللغة لا يقبل من طالب مدرسه فهل يقبل من واضع اسئلة وزارية لامتحان الثانوية العامة !!! في حين وقع واضع اسئلة الثقافة الانجليزية في خطأ قواعدي في سؤال التحرير .

اما واضع اسئلة الثقافة العامة فقد ساوى في المعنى والدلالة بين مصادر المعرفة واشكال المعرفة مما وضع الطلبة امام حلين مختلفين لسؤال واحد .

اكتفي بهذا القدر كأمثلة على الاخطاء التي تضمنتها اسئلة الامتحانات المختلفة لاذهب لكارثة اخرى عنوانها الاجابات النموذجية التي اعتمدتها لجان مناقشة الامتحان وتم تقييم طلبتنا على اساسها ... ففي حين تم اعتماد اجابات خاطئة في مبحث الثقافة العامة لأحد الاسئلة وأكثر من 6 اجابات لسؤال واحد في مبحث الكيمياء أصرت لجنة مناقشة الاسئلة في امتحان الثقافة الانجليزية على اعتبار الاجابة ( had enjoyed ) في احد الاسئلة خطأ رغم اشارة المصححين والعديد من خبراء اللغة الى صحتها وجوازها .

اما في مادة الثقافة الاسلامية فقد تم اعتماد اجابة نموذجية لاحد الاسئلة حول السنة النبوية تختلف عن تلك التي تم اعتمادها لنفس السؤال في عام 2012 فهل تغيرت السنة النبوية خلال العامين الاخيرين يا وزارة التربية والتعليم دون ان يعلم طلابنا مثلا .!

أكثر الملاحظات والقراءات خطورة كانت تلك التي تضمنتها رسالة من مصححين في مركز تصحيح الرياضيات للفرع العلمي حيث لم تتجاوز نسبة الناجحين 20% وفي مركز تصحيح الثقافة الانجليزية لفرعي الادارة والادبي لم تتجاوز نسبة الناجحين 10% بينما ارتفعت لدى الفرع العلمي الى ما يقارب 20% على حد قولهم ... احدى المعلمات اشارت الى تصحيحها لما يقارب 300 دفتر اجابة في مادة الثقافة الانجليزية دون ان تجد ناجحا واحدا فيها .

بالنتيجة ... اخطاء من بعض واضعي الاسئلة اثارت الاستغراب واخطاء في العديد من الاجابات النموذجية المعتمدة وخلل كبير في المعايير الدولية للامتحان وغبن واضح في الوقت اللازم للحل ونسب نجاح متدنية وتقييم غير دقيق بالمحصلة لقدرات الطالب .

اعتقد بان تنفيذ الخطة الاجرائية للقضاء على ظاهرة الغش نجحت في أماكن واخفقت في أماكن اخرى وأصابت في مواضع و أخطأت في أخرى وهي بكل الاحوال خطوة في الطريق الصحيح تستحق الاشادة وتستحق البناء عليها رغم كل معيقات التنفيذ التي واجهتها وبرغم قناعتي بان الخطة لم تتجاوز نسبة نجاحها تنفيذيا 50% ... كما انني اعتقد بان تغيير نمطية الاسئلة شابه الكثير من التسرع والتخبط وسوء الاعداد .

وزير التربية والتعليم كان فارس الاعلام طوال الفترة التي سبقت الامتحانات واثنائها وتم ابرازه على انه المنقذ لطلبتنا ولسمعة الامتحان عبر حزمة الاجراءات التي اتخذها فهل سيقوم بمراعاة جملة الاخطاء والمشكلات التي تطرقنا للعديد منها ويقوم بالايعاز بمعالجة المشكلة قبل اعلان النتائج والبحث عن مخرج ينصف طلابنا ويقدم تقييما أقرب للدقة بطريقة ما من باب تحمل الوزارة لمسؤلياتها أم سيلجأ الى اعلان النتائج على حقيقتها وكما وردت من مراكز التصحيح من باب اقناعنا بان خطته في ضبط الغش نجحت بنسبة 100% وبأن هبوط معدلات الطلبة سببه ضبط الغش فقط بعيدا عن سوء اعداد الاسئلة .

طلاب الثانوية العامة انهوا امتحانهم بينما الوزير ما زال على مقعد الامتحان فهل ينجح طلابنا وينجح الوزير .... ام يخفق طلبتنا وينفوق الوزير وحده ؟؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات