رغيف .. وعود حطب


هذه هي أجرة المعلم المربي الذي كان يقدم بإخلاص كل ما لديه من مهنة الشِّقَّين ..شق التربية وشق التعليم, وبالطبع كان هذا التقديم باقتدار على الرغم من الفقر والنقر والقلة في الموارد.

كانت تأخذ المعلمة في الستينيات عود حطب ورغيف خبز كأجرة يومية من فتاة المدرسة التي تتلقى بشغف تربية إضافية لتربية البيت وتوجيهية ممن يؤثر بالطاليات والناشئة ..المعلمة, وأيضاً بيضة ورغيف من الطلاب لمعلميهم في فترات الخمسينيات وقبل تلك الفترة في الكتاتيب القروية الأردنية وأيضاً يتعلم الأخلاق والرجولة وكيفية الانتماء للمبادئ والأخلاق .

اليوم تحولت رسالة الملعم الى مهنة ..تتبع نقابة مهنية..اجتماعات لأجل انتخابات نادي المعلمين ....اجتماعات عشائرية أخرى من أجل انتخابات النقابة ..علاوات خاصة بعد اعتصامات خاصة جداً..وبعد كل ذلك من نقابة وأندية للمعلمين وعلاوة 100% وإجازات (أمومة) حين تلد الأم المعلمة ,وإجازة جديدة (للأبوبة) حين يقف الزوج المعلم يحضر لزوجته العجة ..والشاي بقرفة ..والحلاوة بالسمن البلدي والسمسم , مدة هذه الإجازة كافية للزوج النفسان .

وبالرغم من كل هذه الإمتيازات فلا ينشأ لدينا جيل كالسابق ينتمي للمبادئ ولا نجد مخرجات تعليم عالية من تحت أيدي أصحاب الاجتماعات النقابية المناطقية والعشائرية ولا نحصد ثماراً طيبة في صناعة الرجال وغرس الكرامة والشهامة فيهم ولا صفات الحنان والخجل لدى امهات المستقبل أو حب الوطن سواء كان الوطن زوجها او بيتها أو سمعة أهلها أو بلدها..بل نجد تسرباً وتسيباً وانحطاطاً وتدنياً في الشقين ..التربية ..والتعليم , والسبب ليس أن البيت غير متعاون مع المدرسة فقط ,كما يدعي الانهزاميون من مسؤولياتهم ,ولا السبب التداخلات الحديثة للتكنولوجيا التي افسدت الأجيال وطانت نقمة أكثر من نعمة ,فلم تُفسِد لوحدها , ولا غيرها بل السبب هو المؤثر الرئيس في عملية التربية وتقويم سلوكات الاجيال وتعليمهم ألا وهو المعلم المقصر تقصيراً واضحاً عن واجبه ـ إلا من رحم ربي فهناك المخلصون بالطبع منهم ـ وانشغاله بمشيخات على زملائه من خلال هيئات خاصة بهم لم يحصلوا عليها (أي المشيخة ) واللمعان إلا من خلال تلك الهيئات .....فرحمة الله على أيام الرغيف وعود الحطب الذي كان كافياً ومقنعاً للمعلم ,ومسدداً للحساب عن دروس الطالب ...ومانحاً للوجاهة للمربي دون بهرجات أو تضييع لاوقات الطالب .

هيبة المعلم ومشيخته وظهوره من حقيقة إخلاصه لا من مجالسه المنتخبة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات