مجلس التعاون الخليجي!!


... لا اعلم كيف بقي هذا المجلس صامدا طيلة 33 عاما من تاسيسه بالرغم من المؤامرات والمماحاكات التي تجري بين دول الاعضاء بعضهم ببعض حد التآمر على اسقاط انظمتها بالرغم مما تلتقي عليه الدول من عوامل مشتركة في اللغة والارض والدين والبيئة وانظمة الحكم اكثر مما تلتقيه مجموعة اخرى في اوروبا او شرق اسيا او امريكا اللاتينية التي ابدعت تلك المجالس والمنظمات في تحقيق اهداف الوحدة والتنسيق والتكامل والتعاون على كافة الاصعده .

جاء تأسيس المجلس عام 1981 كردة فعل لمغادرة المستعمر البريطاني منطقة الخليج وما تركه من فراغ أمنيواضح ، و لم يحقق المجلس أي من اهدافه التي تأسس لاجلها في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها،وفشل اكثر من مرة حتى في مسألة التوحيد الجمركي والعملة الموحدة وحتى في ما يسمى بقوات درع الخليج التي لم تتحرك في ظل الاحتلال العراقي للكويت وعارضت بعض الدول تحركها لاخماد فتنة طائفية دعمتها ايران في البحرين .

نفهم ان لكل دولة علاقة مميزه مع دولة غربية تبعا لمصالحها ، اما ان تكون علاقاتها مع الدول العربية كل في اتجاه وبشكل مضاد مغاير لموقف الدولة الشقيقة في المجلس ،فهذا لا نفهمه ومن ثم يتحدثون عن تكامل وتنسيق ووحدة مستقبلا .

ولم يستوعب القادة او بعض منهم ضم دول اخرى كاليمن او العراق او الاردن باعتباها ا الامتداد الاستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي ،ولم يستوعبوا ان يستقبلوا عمالا وافدين من العرب ذوي الخبرة والفنية العالية ،والعرب العمال لديهم لايمثلون اكثر من 45-55 % من العمال الاجانب في تلك الدول وبعضها لايتعدى وجودهم فيها ال 30 % ،ولم يساهم المجلس كذلك بتنمية حتى القطاع الزراعي في دول شقيقة تتوافر فيها كل ادوات الانتاج الوفير مثل مصر او السودان او العراق او الاردن او فلسطين والمغرب وتونس وغيرها .

الخلافات بين دول الاعضاء قتلت بل ودفنت فكرة الافادة من الناتج المحلي الضخم لدول المجلس 1.4 تريليون سنوي كي يوظف في مجال التنمية والصناعة والبنى التحتية ، والتي تنفق في مجالات التنافس في مجالات لم تعود على شعوبها حتى بالخير من دعم معارضة هنا او هناك او تنفق على الامبراطوريات الاعلامية التي تخصص فقط للنكاية وينحصر تنافسها في مجالات الناطحات والابراج وغيرها .

قتل هذا المجلس روح العلاقات بين الدول العربية بعضها ببعض ومنع مشاريع تنموية تقام على ارض عربية تعاني من ضيقة اقتصادية ومالية ودقت أسافين مميتة في جسد الحلم بوحدة او تضامن او تنسيق عربي في المستقبل ،وكان للمجلس ان يحد بل ويوقف ذاك الخراب الذي لحق بالعراق واليمن وسوريا وغيرها لكنه أبى إلا أن تشارك بعض دوله في ذاك الخراب مما اوصل تلك البلاد الى حالة من الانقسام والشرذمة والخراب الكامل ،ويكفي ان نتفحص موقف دول المجلس من الصراع العربي - الاسرائيلي الذي ينقسم بين معترف هنا بالاحتلال ويقيم علاقات ويتبادل الزيارات والمشاريع المشتركة وبين مواقف خجلة متردده حيال اتخاذ موقف يعربي صادق في وقت يتحدث فيه اليهود بوقاحة عن رائحة الاجداد في خيبر ! ناهيك عن علاقات " اخوية " مع ايران تقيمها دولة وتخاصمها دولة اخرى وتطالب الأخرى برفع الحصار عن ايران بالرغم من احتلاله لثلاثة جزر عربية تتبع تلك الامارة الدولة !

مجلس التعاون الخليجي ليس اكثر من جامعة عربية مصغرة لاتنتج اكثر من خطاب اعلامي يناسب المرحلة ،وعلاقته مع العرب علاقة ازمات وفزعات سرعان ما تتوقف لغياب توجه قومي صادق تجاه بقية الدول العربية.

حال مجلس التعاون لدول الخليج ليس اكثر من حالة رجل مريض يسير ببطىء تلتهم اعضائه الداخلية كل سرطانات وتمزقات وموت الخلايا بانتظار ساعة الموت ..



تعليقات القراء

طبوش
صدقت
21-01-2014 11:43 AM
خالد السعودي
مجلس اثير للفتنة وضرب اي وحدة حين عزل نفسه تحت مسمى المجلس وكاد ان ينجح اخرون لكنهم فشلوا .الجامعه العربية لو تفاعلت حقيقية لما احتجنا لاي مجلس
21-01-2014 03:40 PM
صبا عايد
حال مجلس التعاون لدول الخليج ليس اكثر من حالة رجل مريض يسير ببطىء تلتهم اعضائه الداخلية كل سرطانات وتمزقات وموت الخلايا بانتظار ساعة الموت ..
21-01-2014 03:44 PM
احمد المعايطه
الاعراب اشدهم نفاقا وكفى
21-01-2014 07:32 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات