قبل انتقاد السفير الأمريكي، لننتقد أنفسنا !


الاغلبية العظمى تنتقد السفير الأمريكي ستيوارت جونز والبريطاني بيتر ميليت بسبب زيارتهما المتكرره لمحافظات المملكة، ولقاءهم الناس هناك، في مواقعهم.



ألى هؤلاء أقول وبمنهى الصراحة، وبعيداً عن التحيز.

وظيفة السفراء في البلاد التي تحترم ذاتها تقوم على الاتصال بالناس في شتئ مواقعهم، والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم ومشاركتهم، لكن هذه الصورة تختلف لدينا، فإن قام السفير الامريكي أو الياباني، مثلًا، فأنه ينتقد على رؤوس الاشهاد، لكن هذا الانتقاد لا يوجه إلى تحركات السفراء العرب، وتصريحاتهم، وتصرفاتهم، بل وتدخلاتهم في الشأن الأردني، واساءتهم له، هل تتذكرون أفعال السفير العراقي في الأردن ؟ 



كذلك وظيفة السفير، تقوم على عكس صورة ايجابية عن بلاده، مهما كانت نظرة البعض حيالها، فمصلحة الدولة العليا هي التي تحدد خطى السفراء واعمالهم.




كذلك، الاغلبية التي انتقد تكرار الزيارات لسفراء بعض الدول اتكلت فقط على اقتطاع ما يناسبها، ويخدم رؤيتها، في حين لم نراها تعقب على ايجابية التصريحات.

مثلًا صرح السفير البريطاني قائلًا:” الأردن ليس عبدون فقط “ أو تلك التي تتعلق بنظافة المدن، وعدم اهتمام المواطنين ببلدهم، وهذا ناتج عن غياب المسؤولية الوطنية الحقيقية.

تصريحات كثيرة، لكنها حقيقية أطلقت، لكننا لم نرى شبابنا، ومسؤولينا، وقد نزلوا للشوارع لتنظيفها مثلًا، لم نرى أحد الوزراء، وقد نزل للميدان ليطلق حملة نظافة، لم نرى محافظ في الجنوب أو الشمال وقد أطلق مبادرة او مشروعا يعيد البريق لمحافظته، لم نرى إلا تصريحات اعلامية، لا ترتبط عضويا بمشاريع حقيقية تصل للمجتمعات.



بالمقابل غالبية الاخبار والقوائم التي رفضت الزيارات، صبت بركان غضبها على السفيرين الامريكي والبريطاني، دون التطرق إلى أبناء الشعب الذي دعاهم، ورحب بهم، في بيوتاتهم ودواوينهم. ودون الالتفات إلى الفئات التي انبطحت في احضان السفير الايراني مثلاً، أو التركي، أو سفراء الدول الخليجية، نهيك عن السفير الاسرائيلي !

أليس الذي استقبل السفير الامريكي ودبك معه، وأبتسم للكاميرات، ورافقه في زيارته أردني، أليس من أستقبل السفير البريطاني في قلب بيته أردني، لماذا لم ينتقد هذا، وحصر الانتقاد فقط بالسفير الذي يقوم بوظيفته.

بالمقابل، ثارت ثورة البعض (ممن أحترم واقدر ) بسبب زيارة السفير الامريكي لمحافظة إربد لفتح أحد المشاريع التي مولتها سفارته، في حين لم نرى ثورة، ولم نقرأ بيانات، تعترض على السفير الامريكي أو البريطاني اللذان، تناولا المنسف في بيوتات أهم العشائر الاردنية. فالذي بدا باستقبال السفراء الغربيين، هم من اعتبروا معارضين، وقادة رأي عام، من الدكتور نبيل الكوفحي، والدكتور حسام العبداللات، وغيرهما!

في حين يرى البعض ان الولايات المتحدة او بريطانيا، واللتان تقدمان مساعدات للدول بيد، وتفتك أخرى إلى هؤلاء أقول: لماذا لا تعترضون على هذه المساعدات منذ بدايتها، لماذا تتحركون، وتصدرون البيانات، بعد نهاية المشاريع، والتي أضحت فعلا قائماً؟

أليس من باب أولى انتقاد أنفسنا، لا بل جلدها، لا انتقادها فحسب، قبل انتقاد الاخرين.




تعليقات القراء

نايف السرحان
ياخوي وليش جايب سيرة السفراء الخليجيين وهم اهلنا وربعنا ،، يعني تقارن سفير امريكا او بريطانيا بالسفير السعودي او الاماراتي !!
12-01-2014 09:08 AM
عامل وطن
أحسنت عزيزي وأصبت فيما قلت الوطنية عندنا مختزلة فقط في البيانات والشعارات وليس بالأعمال.
12-01-2014 09:43 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات