برلمانيون أردنيون يحذرون من ورقة كيري


جراسا -

استنكرت شخصيات أردنية ما سرّب من ملامح رئيسية لـ”اتفاقية الإطار” التي يعمل على إرسائها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال، معتبرين أنها تقوّض ما تبقى من الدولة الفلسطينية من جانب وتقلل من شأن الدولة الأردنية وتعتدي على حدودها من جانب آخر.

وسيتم نشر قوات ثلاثية أمريكية واسرائيلية وعربية على الحدود الأردنية الفلسطينية في منطقة الأغوار، حسب التسريبات، الأمر الذي يعتبره عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني عاطف قعوار “مساسا بالحدود السيادية” لبلده، ومخالفة صريحة لاتفاقية وادي عربة.

وفي الوقت الذي يرى فيه قعوار أن كل المواقف: الرسمية والشعبية للأردن وفلسطين رافضة لأي تواجد على هذه الحدود من غير قوات الدولتين، ينبذ القيادي الإخواني الدكتور نبيل الكوفحي الاتفاقية ككل، ويؤكد أنها لم تبنى إلا على مصالح العدو الصهيوني.

ويحذر قعوار المسؤول الأردني مما يحصل من “مفاوضات سرّية” بين الجانبين الأمريكي والاسرائيلي “بعيدا عنه” الأمر الذي سيؤدي من وجهة نظره لـ”نتائج مختلفة” عما يعلمه، بينما يطالب مسؤول المشروع السياسي في المبادرة الأردني للبناء الدكتور الكوفحي الأردن أن يشدّ أزر المفاوض الفلسطيني ذو الموقف المتهاوي في الفترة الحالية.

وتقوم اتفاقية الإطار على تذويب القضية الفلسطينية، وتفريغ الأراضي الفلسطينية من ساكنيها، حسب النائب محمد الظهراوي الذي قال أنه كـ”نائب مخيمــــــات أردني” يرفض ما جاء على لسان رئيس الديوان الملكي من تصريحات تعتبر الأردن صاحبة الولاية على حقوق حوالي 2.5 مليون لاجئ فلسطيني على أرضه، مؤكدا أن اللاجئين الفلسطينيين لهم الكلمة الأخيرة في الســــــياق، وأن “توطينهم” في الأردن لا “يسلخ” عنهم حقهم في مشاركة الرئيس الفلســـــطيني محمود عباس في قــــــراره المتعلق بمصائر الفلسطينيين جميعا.

ورفض النائب عامر البشير، عضو لجنة الشؤون الخارجية، أي ترسيم للحدود الفلسطينية غير المرسومة عام 1967، الأمر الذي يوافقه عليه قعوار مضيفا إلى أنها يجب أن تكون “حدودا متصلة وليست منفصلة”، ويضيف البشير في حديثه لـ”رأي اليوم” أن “إقامة دولة فلسطينية قادرة على الحياة وذات سيادة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس″، من الثوابت التي يتمسك بها ولا يقبل تجزئتها.

ويعدّ الدكتور الكوفحي الوجود الأردني في الاتفاقية أصلا “غير مقبول”، معتبرا أن دور عمان “كوسيط” في المفاوضات، نزع عنها وقوفها إلى جوار الفلسطينيين، وأصبغ عليها صفة “الحياد” التي لا يستطـيع الأردنيون التمتع بها تجاه القضية الفلسطينية.

ويشكك ما ورد من معلومات عن الاتفاقية بـ”استمرارية حق العودة”، من وجهة نظر النائب قعوار، الذي اعتبر لـ”رأي اليوم” منح إقامات دائمة للفلسطينيين في دول الخليج “يجعلهم ضيوفا في أراضيهم”، ما يرفضه زميله في لجنة الشؤون الخارجية أيضا النائب عامر البشير، الذي قال إن “لا حل” لمشكلة الفلسطينيين الا على اساس القرارات الدولية وقرار مجلس الامن رقم 237 الذي يقضي بقيام الكيان الصهيوني بتسهيل عودة النازحين الى وطنهم.

ومن الملامح التي برزت لـ”إتفاقية الإطار” المعروفة باسم “مشروع كيري” أن تمنح دول الخليج بطاقة حق الإقامة الدائمة للعاملين فيها من الفلسطينيين اللاجئين على أن تساهم الدول الخليجية في توفير نفقات إعادة تأهيل اللاجئين في أماكن وجودهم، إلى جانب منحها الدولة الإسرائيلية والدولة الفلسطينية حقا مشتركا في السماح لأي لاجئ من الخارج بدخول الأراضي التي تسيطران عليها بغرض الزيارة مع حق الإقامة المؤقتة.

ويتساءل قعوار عن السبب الذي حملت بسببه الدول المضيفة (دول الخليج) في الإطار مسؤولية إعادة تأهيل اللاجئين لديها، مضيفا “أتكون تعويضات عن حق العودة”؟، الأمر الذي يذهب في سياقـــــــه النائب الظهراوي إلى أن إجازة الإقامة الدائمة في الخليج للفلسطينيين تعني “صهرا” للهوية الفلسطينية ثم محوها.

ويعتبر القيادي في الإخوان الدكتور نبيل الكوفحي مشروع كيري “تشريدا للفلسطينيين” حتى لو منحهم أي أمل على صعد أخرى، ويرى أن كيري استغلّ تهاوي الدول العربية ليسجّـل “موقـفا” شخصيا في القضية الفلسطينية التي انشغل عنها العرب، مشددا أن الأردن لا ينبغي أن يعنى بـ “تسجيل الأمريكي لمثل هذا الموقف”.

ولا يقبل النائب البشير أي شروط تفرض على الاردن او فلسطين “من اي جهة كانت” خارج الثوابت والمنطلقات الاردنية التي تتوحد على “سيادة الدولة الفلسطينية” على أراضيها، الأمر الذي يرى الظهراوي أنه لن يحصل إن تم الاتفاق على أن يكون “الجدار العازل الحالي” الحدود المتفق عليها بين “الاحتلال الغاصب” والفلسطينيين، ما سيؤدي لقيام دولة فلسطينية غير متصلة جغرافيا ولا تستطيع ممارسة أعمالها السيادية وتخنقها المستوطنات.

ويتحدث النائب الظهراوي عما سماه “الخطر الأكبر”، المتمثل في “سلخ” الضفة الغربية عن قـــــطاع غزة، والذي يعني “ترك فلسطينيي القطاع رهنا للظروف السياسية في المنطقة” و”إعادة لترســـــيم الحدود المتفق عليها دوليـــــا”، مطالبا الدولة الأردنية بموقف فاعل في السيــــاق، وفي إحباط المشروع الذي لا يصب أولا وأخيـــــرا إلا في مصلحة الجانب الاسرائيلي.

واتفق الظهراوي مع الكوفحي على أن ما يجري من إطلاق سراح للأسرى الفلسطينيين ما هو إلا “ضحك على الذقون”، إذ يؤكد الكوفحي أن الاحتلال ما زال “فاعلا”، وأنه إذ يطلق أسيرا اليوم يأخذ العشرات غيره غدا، لافتا إلى أن المفاوض الأمريكي يستغل الموقف المتهالك للمفاوض الفلسطيني وانشغال العرب بتهاوي دول الجوار (العراق ومصر وسورية)، ليمرر مشروعا لا يخدم إلا حليفته اسرائيل.رأي اليوم



تعليقات القراء

نهاية رجل شجاع
04-01-2014 12:42 PM
نهاية رجل شجاع
الامه انتهت بعد ما مات خيالها وفارسها الشهيد صدام حسين
04-01-2014 01:13 PM
سيف الحق##
عميل صهيوني ولن يخدم الا اسياده الصهاينت ""
افهموا لا توجد عملية سلام الا في عقول المجانيين[[
04-01-2014 03:29 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات