مشعل يرفض "عرض" نتنياهو ويدعو أوباما لسحب دايتون


جراسا -

(CNN)- أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خالد مشعل، رفضه للعرض الذي قدمه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، داعياً في الوقت نفسه، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى سحب الجنرال كيب دايتون، المنسق الأمني مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وإعادته إلى الولايات المتحدة.

ففي أول رد فعل علني على ما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي بشأن تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، قال الزعيم السياسي لحركة حماس، في خطاب جماهيري، وجهه من العاصمة السورية دمشق مساء الخميس، إن "موقف إدارة أوباما ما زال تحت الاختبار."

وأشار مشعل إلى حدوث ما وصفه بـ"التغيير" في موقف واشنطن تجاه ما يجري في المنطقة والعالم الإسلامي، ولكنه تساءل عن الدوافع وراء هذا التغيير، قبل أن يجيب بقوله إنه "الصمود والمقاومة، في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان"، هو الذي أحدث ذلك التغيير.

أما عن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي عرض فيه اقتراح حكومته بشأن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، فقد ذكر مشعل أنه "مرفوض جملة وتفصيلاً"، معتبراً أنه "يلغي جميع الحقوق الفلسطينية"، وقال إن نتنياهو "حاول الانسجام مع ما جاء في خطاب أوباما من خلال التلاعب بالألفاظ."

كما شدد زعيم حماس على رفض الحركة لما يسمى "يهودية إسرائيل"، محذراً من أي تساهل فلسطيني أو عربي مع هذا الطرح، قائلاً إنه "يعني إلغاء حق ستة ملايين لاجئ فلسطيني في العودة إلى ديارهم، كما يعني تهجير أهلنا في مناطق 1948"، وهم المعروفين بـ"عرب إسرائيل"، أو "عرب 48."

ووجه مشعل حديثه إلى الإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية الدولية الخاصة بقضية السلام في الشرق الأوسط، قائلاً: "عليهم أن يدركوا أن شعبنا لا يشتري الأوهام"، وأضاف أن "الشيء الوحيد الذي يقنعنا هو توفر إرادة أمريكية حقيقة لرفع الظلم عن شعبنا، وتمكينه من تقرير مصيره، وحصوله على حقوقه الوطنية."

وتابع: "الغرب يتحمل مسئولية كبيرة عن التطرف والعناد الإسرائيلي"، متهماً أوباما بـ"تجاهل الحديث عن المحرقة المتواصلة منذ عقود ضد الشعب الفلسطيني"، وتساءل قائلاً: "ما ذنب الشعب الفلسطيني في حدث جرى بالغرب (في إشارة إلى الهولوكست) واغتصاب أرض فلسطين لتأسيس وطن لليهود؟"

وقال مشعل إن "قضية فلسطين ليست قضية حكم ذاتي وسلطة وعلم ونشيد وأجهزة أمنية وأموال من المانحين، قضية فلسطين هي قضية وطن وهوية وحرية وتاريخ وسيادة على الأرض، وهي القدس وحق العودة، فالأرض عندنا (أي حماس) أهم من السلطة والتحرير قبل الدولة."

وأكد أن "البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى لشعبنا وقبلناه في وثيقة الوفاق الوطني، كبرنامج سياسي مشترك هو قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ذات سيادة كاملة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967، بعد إزالة جميع المستوطنات وإنجاز حق العودة."

كما أكد رفضه لمبدأ توطين اللاجئين في الدول العربية، خاصة في الأردن، قائلاً إن "عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم حق وطني عام، وحق فردي يملكه بشكل شخصي خمسة ملايين لاجئ وزيادة، ولا يستطيع أي قائد أو مفاوض التفريط فيه"، وشدد على قوله إنه "لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين."

وأضاف مشعل، في خطابه بحضور عدد من قادة حماس في الداخل، أن "المقاومة السلمية تصلح للنضال من أجل الحصول على حقوق مدنية، وليس من أجل تحرير الأوطان، أما الاحتلال العسكري فيجب التصدي له بالمقاومة المسلحة، التي لم نجد بديلاً عنها."


وفيما يتعلق بالوضع العربي، فقد أوضح مشعل أن "الاعتدال الفلسطيني والاعتدال العربي، لم يقابل إلا بمزيد من التشدد الإسرائيلي، الذي أوصل نتنياهو وليبرمان إلى الحكم"، ودعا الزعماء العرب إلى "اعتماد إستراتيجية فلسطينية وعربية جديدة، تجمع بين السياسة والمقاومة، وتفتح الخيارات في مواجهة الاحتلال."

وعن الداخل الفلسطيني، شدد على المصالحة الفلسطينية، قائلاً إن أهميتها تنبع من كونها "ضرورة وطنية لإنهاء الانقسام"، إلا أنه أشار إلى ما وصفه بـ"ممارسات مخجلة" للأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، تحت إشراف الجنرال الأمريكي دايتون، معتبراً أنها "العقبة الكبرى أمام المصالحة."



تعليقات القراء

مشرًد
الى متى سيستمر الضحك على الذقون , لقد علًمتنا الحياة أن لا نُؤخَذَ بالاقوال , كل خطيب يلقًن البسطاء درسا في الوطنية او الدين ,وعندما تنتهي خطبته , يذهب ليرتمي في حضن من يدًعي عدائه ,الكل يغنًي أغنية حقً العودة و يزغردُ ترنيمة لا للوطن البديل , وكلنا نسمع جعجعة ولا نرى طحنا.وكل المدًعين يسترزقون من تشردنا و مأسينا ويتفرجون على عذاباتنا , وهم يعيشون في أفخم الفلل , ويرتعون على ساحات الورود,ويتنعمون بما لذً وطاب من موائد السلاطين وما يُنعمون عليهم من الهبات والغنائم.
ومع انهم يلقنوننا دروسا في الاخوة ويتكلمون عن الوحدة , فهم أبعدُ الناس عنها ويعملون على التفرق والتمزق بينهم و بلسان معسول و ويصدًقهم الجاهلون. يُنظًرون لا للوطن البديل ويرفضون قرار فك الارتباط , كيف تساوت عندهم الموازين , يكفي عبثا بعقول البسطاء وأيمانهم الفطري ,ويكفي مساندة من المصفًقين المتكسبين
26-06-2009 06:49 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات