غايب فيله


في ليلة شتاء قارص وبعد أن أغلقنا الأبواب والشبابيك وتجمعنا حول صوبة الكاز أخذت تحدثنا الوالدة , عن صغرنا وعن معاناتها معنا. ذلك المسلسل الذي لاتكاد تنقضي حلقاته ,وعن طقوس البيت عند الولادة , وعند الامتحانات ..... فمن هذه الحلقات عندما كان أحدنا يسنن وعن معاناتها مع الحرارة والصياح الذي , كان يملأ الحي وكيف أنها كانت تأتي بمادة من العطار تسمى المرمكه (المرمجشه)شديدة المرورة كانت , تطحنها وتضعها على لثة احدنا لتخدير اللثة لبضع دقائق وعلمنا لاحقا أنه يوضع لتخفيف الألم عنا بينما , كان كل من بالبيت غايب فيله لايعلم من المعاناة شيئا .

ومن الحلقات أيضا حلقة الفطام والتي تعد من أصعب حلقات مسلسل الوالدة معنا فكانت هذه الحلقة قاسية , لكلا الطرفين الأم والطفل .فالأم تود لوتبقي طفلها على صدرها مدى الحياة والطفل لاشى يغنيه عن حنان , أمه ودفئ صدرها .... ولكن العلاج كان صعبا أيضا فكانت تأتي بماده تسمى (الحلوة) فاسمها مضاد , لطعمها فهي شديدة المرار تضعها الأم على صدرها ويأتي الطفل ليرضع فلا يستطيع من شدة مروره , صدرها ... وكنا أيضا غايب فيله .... وغيرها الكثير من الحلقات والدروس التي كانت تعطينا اياها مثل , درس عدم الاقتراب من صوبة الكاز وكيف أنها كانت تمسك يد أحدنا وتحاول إخافته بوضعها على الصوبه , كرها عنها وليس عنا أي كرها على كره , وبعد التأمل والتفكير بما كانت تفعل الوالدة شافاها الله ,نجد أن الكثير من العلاج كان صعبا علينا ولكنه
كان بمثابة بلسم لنا ....

فهل ماتفعله حكومتنا الموقرة حاليا من ضغوط علينا ورفعا للمحروقات والسلع بمثابة بلسم الوالدة لنا .

وهل علينا أن نتحمل تبعات هذا المسلسل الحكومي تركي الحلقات ...؟

فأن كان نعم ,يجب أن نتحمل . فمتى سيأتي أكله .... فهذه السياسة العقيمة ستأتي أكلها بعد عشرات السنين .

أي بعد أن نكون قد أرهقنا من التحمل. وهل علينا أن نكون سفينة الصحراء لهذه الحكومة.

وما ذنبنا أن نتحمل هذه الضغوط التي ولدت قيصريا من رحم وقتا لانستطيع فيه أن نبقى صامتين .

فمن يستطيع أن يجيب عن أسئلتي التي أصبحت أسئلة الشعب كافة ....

وهل سيكون الشعب غايب فيله كما تريده الحكومة ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات