مصر تقدم غزه قرباناً على المذبح الصهيوني


دخل الجيش المصري فلسطين عام 1948 ضمن ما سمي جيش الأنقاذ من أجل تطهير فلسطين وانقاذها من اليهود ، واستطاع تطهير قضاء غزه كاملاً ووصل الى بلدة عراق المنشيه وهي آخر قرية من القضاء والتي تحاذي قضاء الخليل ، إلا ان حكومته وكباقي الحكومات العربية المشاركة في جيش الأنقاذ خذلته وانسحب حسب أوامرها ورحل معه أهالي القرى والمناطق التي كان قد سيطر عليها الى ماأطلق عليه فيما بعد قطاع غزه على أمل عودتهم الى اراضيهم وممتلكاتهم بعد ثلاثة ايام ( وحتى هذا التاريخ ونحن نودع عام 2013 لم تنتهي هذه الأيام الثلاث ) ، ولم يكن يعلم الشعب المرحل ولا الجيش الذي رحله ان مهمته كانت تطهير الأرض من سكانها واهلها ليبسط اليهود سيطرتهم عليها لإقامة كيانهم .

منذ تاريخ العار ذلك وما أطلق عليه نكنة 1948 خضع قطاع غزه للحكم العسكري المصري حتى ثورة الضباط الأحرار ليفتح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الطريق بين اهل غزه ومصر وكذلك بينهم وبين العالم وخاصة الدول العربية وكانت مصر بمثابة البوابة الرئيسية الوحيدة لقطاع غزه الذي كان أيضاً حائط الأمان لمصر ، وعاش القطاع وازدهر ولعق الشعب الفلسطيني جراحه على امل العودة وتقدم في كل المجالات العلم والتجارة والأقتصاد والصناعة والزراعة والبناء والعمران حيث كان كولاية أو محافظه تحت حكم الأدارة المصريه واختلط الشعب الفلسطيني بالمصري في المنطقة الحدودية رفح الفلسطينيه ورفح المصريه حدث كل ذلك مع احتفاظ اهل غزه بهويتهم الفلسطينيه ، واستمر هذا الوضع في غزه حتى نكسة 1967 باستثناء فترة الأحتلال الصهيوني للقطاع 12/1956 ـ 3/1957 .

بعد نكسة حزيران 1967 خضع قطاع غزه للأحتلال الصهيوني واصبح مرتبطاً بالآحتلال وتحت رحمته في كل المجالات واصبح التنقل من والى غزه عن طريق الأحتلال وموافقته عبر جسر الملك حسين الذي يربط الضفة الغربية بالأردن شأنهم في ذلك شأن اخوانهم ابناء الضقة الغربيه وهنا عادت الهوية الفلسطينية تجمع بين ابناء غزه والضفة الغربيه ، وقد رحب الأردن وشرع ابوابه امامهم واصبح الطريق الوحيد لتنقلاتهم من والى القطاع ولكن بموافقة سلطات الأحتلال ، وفي هذه الفتره استمرت الوحدة ان صح التعبير بين رفح المصريه ورفح الفلسطينيه بحكم الروابط الأسريه والتي زادت مع هدم بيوت لأهالي غزه بسبب مقاومة الأحتلال واجبارهم للرحيل الى رفح المصريه ، استمر هذا الوضع حتى وقع الرئيس المصري اتفاق السلام مع الكيان الصهيوني والذي فضلت فيه مصر تخليها عن قطاع غزه وإخلاء مسؤوليتها عنه والتنكر له حتى انسحاب اسرائيل من سيناء 1982 وتم ترسيم الحدود بين مصر وفلسطين وتم الفصل بين الرفحين المصرية والفلسطينية لتنقسم بعض البيوت والأسر الى قسمين وتم تشييد معبر رفح ووضع تحت ادارة هيئة المطارات الصهيونيه ، ورغم وضع القطاع تحت ادارة السلطة الفلسطينية 1994 حسب اتفاق اوسلو عاد الأحتلال ليغير اتجاه السفر دخولاً وخروجاً امام اهل غزه الى معبر رفح والذي وضع تحت رقابة أوروبيه صهيونيه حتى 9/2005 مع انسحاب جيش الأحتلال من غزه وكان شبه مفتوح حيث تم اغلاقه بنسبة 90% ندوافع امنيه صهيونيه ، ثم تم اغلاق المعبر نهائياً 6/2007 بعد تولي حركة حماس الحكم في غزه وقد تم الأغلاق من قبل الطرفين على جانبي المعبر الأحتلال الصهيوني ومصر برئاسة حسبي منارك الذي كان متعاوناً مع اسرائيل في كل ماهو لصالح الكيان وما يزيد من شدة الحصار على غزه للضغط على حكومة حماس من اجل الأعتراف بالكيان الصهيوني ووقف الكفاح والجهاد والموافقه على بنود اوسلو والأنبطاح في أحضان السلطه الفلسطينيه بكل مابينها ونين سلطات الأحتلال وخاصة التعاون الأمني والموافقة على سير المفاوضات واعتبارها الطريق الوحيد للتسويه ، إلا انه عاد وفتح المغبر جزئياً للحالات الأنسانيه في 6/2010 بعد مجزرة اسطول الحريه ثم عاد واغلق المعبر 1/ 2011 مع اندلاع ثورة يناير ( ميدان التحرير ) واسقاط نطام حسني مبارك إلا انه إعيد فتح المعبر 5/2011 بشكل كامل بعد تولي الرئيس محمد مرسي الرئاسة في مصر مع وضع التسهيلات لأهل غزه في حركتهم بالدخول والخروج من غزه وما سهل على اهل غزه ايضاً انهم ليسوا بحاجة لموافقة الصهاينه واصبح المعبر مركزاً حدودياً مصري فلسطيني ، عاش قطاع غزه مدة عام كامل لأول مره منذ نكسة 1967 من الأنفراج في الحياة والمعيشه حيث بدأت حلقات الحصار المفروض على اهله بالأنكسار والتفكك وانتعشت الحركة الأقتصادية والتجارية وشهد المعبر حركة مرور عاليه جداً بسبب زيارات اهل غزه المغتربين والنازحين لأهاليهم وأقاربهم واستمر هذا الأنتعاش حتى 7/2011 لتقوم حكومة الأنقلاب العسكري بقيادة الفريق السيسي بأغلاق هذا المعبر المتنفس الوحيد لقطاع غزه وأهله ، بل وقام أيضاً بتدمير كل الأنفاق التي شقها أهل غزه للأنتصار على الحصار ، وبهذا أصبح القطاع حسب رغبة الكيان الصهيوني سجن كبير بلا متنفس ومحاصر بأغلاق كل المعابر التي يسيطر عليها الأحتلال واغلاق معبر رفح التي تسيطر عليه مصر ، وحتى تقنع حكومة مصر شعبها بحصارها لأهل غزه كالت التهم المفبركة والكاذبه لأهل غزه ووظفت كل اعلامها الموالي لها لشن الهجوم بالتهم والأكاذيب .

ان يقوم الأحتلال بفرض الحصار على غزه وان يحولها الى اكبر سجن في العالم وخاصة ان كل سبل الحياة وضعت قي يد الأحتلال وتحت تصرفه بموجب اتفاق اوسلو السيئ الذكر فهذا من المتوقع وان يشن الهجوم تلو الهجوم على غزه فهذا ايضا من المتوقع ولكن ان تشدد مصر العربية هذا الحصار وتشارك به وتغلق المعبر والمتنفس الوحيد لأهل غزه فهذا ما لايصدقه ولايتخيله عربي ومسلم ، فهل بهذا الحصار تقدم مصر غزه وأهلها قرباناً للصهيونية على مذبح الأحتلال الصهيوني ، وكل من قرأ التاريخ يعي جيداً ان غزه كانت على مر التاريخ ومنذ ان وضع اسمها واسم مصر على الخارطه كانت البوابة الشرقية لمصر نحو بلاد الشام وكانت مركز الدفاع الأول عن مصر بالأضافة الى انها مسؤولية مصريه اسلاميه وعربيه واخلاقيه منذ نكبة 1948 رغم كل المغاهدات الحديثه مع الكيان الصهيوني المحتل ، لاشك ان حصار حكومة مصر لأهل غزه ناتج عن تفاهم بينها وبين الكيان الصهيوني للضغط على اهل غزه وحكومتها لأركاعهم كما تركع حكومة السيسي لأملآت الصهاينه فهذا الضغط لن يجدي مع الفلسطينيين في غزه فقد تعرضوا لما هو أشد من ذلك من حروب تلو الحروب ولم يستسلموا وقاوموا وصمدوا فما زال في امتينا العربية والأسلامية كما في العالم الكثير من الأحرار والشرفاء الذين يؤازرون ويساندون ويدعمون أهل غزه ، ونحن على ثقه بأن الشعب الفلسطيني في غزه لن يركع لأي ضغوط ولن يتنازل عن حقوقه المشروعه كما يخطط الكيان الصهيوني ومن يتآمر عليه من اعوانهم .

وللعلم ان قطاع غزه المحاصر من الكيان الصهيوني المحتل وحكومة مصر العربيه تبلغ مساحته 360كم/2 بعرض من 7ـ 10 كم وطول من 37ـ 41 كم ويقطنه حالياً مايقارب 1،700،000 نسمه وبكثافه سكانيه هي الأعلى في العالم 26400 نسمه كم/2 وفي المخيمات ترتفع النسبه لتصل الى 55500 نسمه كم/2 .
|
Email;shareefshareef433@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات