العنف .. ليس بجامعي بل مجتمعي


مصطلح العنف الجامعي يجانب الصواب, بل هو عنف مجتمعي انتقل الى ساحات الجامعات نتيجة وجود فراغ في حياة الطلبه ناهيك عن مستقبل مظلم ينتظرهم, فالعنف يبدأ من البيت عندما يُعنّف الوالد زوجته امام ابناءه او ان يعنّف احد الابناء بوجود آخر وينتقل رويداً رويداً الى الشارع حيث يتعارك الاطفال على كُره مثلاً ولا يكتفي اولياء الأمور بتعنيف الطرفين بل ينتصر الأب لأبنه حتى لو كان على خطأ, ومن ثم في المدرسة على ايدي معلمين لا تربويين وفيما بينهم اي الطلبة على اسباب تافهه لا تستطيع الادارة في تلك المدرسة على تطويق المشكلة بل تلجأ الى دائره اوسع..اولياء الأمور وقلما يتم وأد المشكلة بل تتنامى عند اول احتكاك..

يكبر الأبن او تكبر الأبنه ويدخلون الجامعة يحملون أحلاماً لربما يصعب تحقيقها من حريه وانطلاق في فضاء مجهول, ولغياب الوازع الديني وهو الأساس ولحضور الوازع غير الاخلاقي الذي تم ترسيخه طوال سني العمر ما قبل الجامعه من المسلسلات الهابطه والافلام المرعبه والدخيله على مجتماعتنا حتى اضحوا يستسيغونها ناهيك عن ساعات التسكع في المولات كل ذلك أثرى نهجهم الغير منضبط ورفضهم لواقع الاباء والثوابت الدينيه التي تحث على الفضيله ليوصموها بالتخلف..

لقد اضحت الجامعات لغياب استراتيجيات فاعله وضوابط رادعه الى بؤر للتسكع حتى لغير طلبتها ممن اقتحموا خصوصية تلك المنابر التعليميه ليعيثوا فيها فساداً وممن قُدّم لهم المقعد الجامعي على اطباق من فضه من غير جهدٍ او تعب وعلى حساب البعض من المتفوقين, فكيف بهم يحافظوا على المكتسب ما داموا لم يبذلوا جهداً للحصول عليه بل ان البعض منهم يتفاخر بحسبه ونسبه وعشيرته والكيفيه التي حصل بها على المقعد ولربما يكون مبتعثاً!! اليس ذلك بالعجيب.

لا بل ان ضيق ذات اليد لاباء يبذلون العمر كما الشمعه ويتحاملون على الألم ويعملون ليل نهار لتوفير احتياجات الابناء من ادوات الفياعة والصياعة في اروقة الجامعات هو ما ترك عند البعض منهم نقمه على الغير ممن يمتلكون افضل مما يمتلك هو ولربما ذلك من الاسباب الرئيسه للعنف داخل اسوار الجامعات,, وقد لا تخلو جامعه حكوميه او خاصه من العنف الممنهج في الجامعات والذي قد يقودنا مجبرين الى الاقتتال على اسس ديموغرافيه او مناطقيه او أثنيه,, والوقود من جوارنا على أهبة الاستعداد ان لم نراجع اسلوب حياتنا ونراجع مناهجنا والعمليه التربويه برمتها سنكون ضحيه للعنف ونحن وقوده..

ليس مقبولا البته الاسس التي تعتمد للقبول في الجامعات ما دام امتحان الثانويه العامه يشوبه علامات استفهام كثيره بعدما نجح فاشلين اما بالسماعة داخل قناة الأذن او الموبايل او حتى باستعمال منابر رسول الله وسماعات المساجد ولربما بتسريب الاسئلة وقبل الامتحانات,, الدوله مطالبه بايجاد صيغه بديله للقبول في الجامعات غير المتبعه وكما ان غالبية مثيري الشغب من الطلبة الشبه فاشلين من طلبة الكليات الاداريه والانسانيه من غير الباحثين عن غير الكرتونه لتكون خلف كراسيهم حيث سيعملون في شركات البابا او يتم تفريخ مؤسسات لهم على غرار المؤسسات المستقله.. اذا كنا دوله غير مستقله مرتبط قرارنا السياسي بالخارج لضعف امكاناتنا الاقتصاديه وقرارنا السيادي وهويتنا اضحت تباع على سقف السيل لمن يدفع اكثر والكثير مما لا نستطيع البوح به..الدوله مسؤوله ولربما لها اصابع فتنه في الجامعات ولربما ما هو ابعد..ليس ما اسلفت اتهاماً مباشراً ولكن السكوت على الخطيئه اشتراك فيها..

ان كانت الجامعات ستأخذنا عنوة الى الربيع العربي دون استحقاقات لتُغلق الجامعات لسنه او اثنتين نخفف من جيوش العاطلين عن العمل حتى يستقر حالنا او ليذهب ابن معان لأربد للتعلم وابن جرش للكرك وابن الكرك لعمان او البلقاء وهكذا,, لكن لا نقبل ان يُجر الوطن الى الفوضى على ايدي رعاع,, التعليم فيهم حرام..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات